سهى عرفات، أرملة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وابنتهما زهوة رفعتا أمس دعوى مدنية الى محكمة ننتر قرب باريس بدعوى أنه قتل قبل اكثر من ثماني سنوات. ولا توجه عرفات اصبع اتهام الى أي جهة محددة، وواجب البرهان في هذه الحالة سيكون على القاضي المحقق الذي سيعالج الملف. توفي عرفات في 11 تشرين الثاني 2004 في المستشفى العسكري قرب باريس. وفي اعقاب تحقيق صحفي بثته "الجزيرة" في الشهر الماضي قررت عرفات المطالبة بالتحقيق باغتياله. وكانت عرضت في التحقيق الصحفي نتائج فحص أجراه معهد بحوث نووية سويسري وتبين فيها انه عثر في ملابس واغراض عرفات على كمية غير عادية من المادة النووية السامة بلونيوم. وكما هو العرف في القضاء الفرنسي فان الدعوى هي ضد "اكس"، بمعنى على تحقيق المحكمة نفسه ان يبين المشبوهين في الفعلة. هكذا ايضا رفعت في حينه دعوى من نوعام شليط في قضية اختطاف ابنه جلعاد، مع أن هوية الخاطفين كانت معروفة. رئيس المحكمة يمكنه أن يعين قاضي تحقيق في القضية او يرفض الدعوى. والقاضي المحقق هو الذي يقرر اذا كانت ستعقد محاكمة وضد من. محامي المدعيتين شدد على أنهما "لا تتهمان احدا، لا دولة، لا منظمة ولا شخص خاص. هدفهما هو كشف الحقيقة لذكرى الزوج والاب. وهما توليان ثقة كاملة بجهاز القضاء الفرنسي، وستمتنعان عن اجراء المقابلات الصحفية في اثناء التحقيق، الا اذا كانت محاولة لاستغلال الدعوى لاغراض سياسية". وبالتوازي مع رفع كتاب الدعوى نشرت امس مقابلة مع عرفات في صحيفة "لا فيغارو". وقالت عرفات للصحيفة انها قررت رفع الدعوى بسبب نتائج تحقيق مراسل "الجزيرة"، كليتون سويشر الذي وصفته بانه "صحفي جدي". وعلى حد قولها فان كتبت الى المستشفى العسكري وطلبت فحوصات الدم والبول لزوجها، ولكن قيل لها انها ابيدت قبل أربع سنوات. "هذا فاجأني لماذا يباد جزء من ملف طبي عندما يكون ممكنا رفع دعوى على مدى عشر سنوات. عرفات كان في مستوى رئيس دولة"، قالت عرفات للصحيفة. "اريد أن أعرف اذا كان ممكنا هكذا إبادة نتائجه. طلبت نشر الملف. في حينه سلم لي ولابن شقيقة عرفات، ناصر القدوة. عندها لم أشكك في أنهم سلموني كل المادة. الفرنسيون فعلوا كل شيء من أجل انقاذه. الرئيس شيراك، الذي كانت له علاقات خاصة مع عرفات كان يهاتفني كل يوم. قالوا لي أنهم لا يعرفون ممَ مات. من المفاجيء الا تكون فرنسا تعرف ممَ مات رئيس دولة أدخلته هي الى المستشفى". "هذا واجبها كزوجة وأم" وعلى حد قولها، فانها لم تطلب تشريح ما بعد الوفاة لانها كانت في صدمة، والجثمان نقل على الفور الى رام الله. رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن مستعد لاخراج جثمان عرفات من القبر. وعلى حد قول سهى عرفات، فان وزراء الخارجية العرب سيبحثون الموضوع في لقاء خاص الشهر القادم، ولكنها تفضل أن يأمر قاضي التحقيق باخراج الجثمان. وشرحت تقول ان "زوجي مات بشكل غريب. هناك مؤشرات تدل على أنه سُمم. واجبي كزوجة وكأم أن اطلب الحقيقة". خلافا لسهى، سارع القدوة الى اتهام اسرائيل بقتل عرفات. وحسب مقربيها، تشتبه سهى بالذات بالسلطة الفلسطينية، التي سارعت الى التخلص من الجثمان فور وفاة الرئيس. الخبراء متشككون من الجهة الاخرى، فان خبراء فرنسيين كبار يشكون في رواية التسميم استنادا الى نتائج المعهد السويسري. البروفيسور برولان ماس، عضو الاكاديمية الطبية الرسمية المختص بالاشعاع النووي، قال ان الاعراض التي في الملف الطبي الذي نشره في هذه الاثناء "صندوق عرفات" – مشاكل في تجلط الدم وضرر في اداء الكبد والجهاز الهضمي – ليست مزايا تسميم البلونيوم. وعلى حد قوله، فان ضرر البلونيوم يؤدي الى اسهال دموي وضرر بنخاع العظم بعد اسبوع من التسميم، مما يؤدي الى انخفاض شديد في كريات الدم البيضاء. لا ذكر لهذا المعطى في الملف. وعلى حد قول الباحث، فانه كي تبقى ترسبات التسميم في الجسد حتى اليوم، فان كمية البلونيوم التي اعطيت لعرفات زعما كان ينبغي لها أن تكون بكمية 500 الف ضعف الكمية الطبيعية، وما كان يمكن الا تلاحظ في 2004. اما بالنسبة للمؤشرات التي وجدت الان، فعلى حد قول الخبراء الفرنسيين يمكن ان يعود مصدرها الى عناصر مختلفة بل في صندوق سجائر.