القاهرة / سما / أكد مصدر مصري مطلع إرسال رئاسة الجمهورية المصرية رسالة من الرئيس محمد مرسي لنظيره الإسرائيلي شيمون بيريز، وقال إن هذه الرسالة جاءت ردا على الرسالة التي سبق أن بعث بها بيريز لمرسي لتهنئته بتوليه الرئاسة، وبحلول شهر رمضان. وقال المصدر لصحيفة ’اليوم السابع’ المصرية، إن الرسالة تمت بشكل بروتوكولي كما هو معتاد للرد على البرقيات التي ترد لرئاسة الجمهورية من الدول، حيث قامت إدارة المراسم بإرسال الرد على برقية بيريز إلى السفارة المصرية بتل أبيب، التي قامت بدورها بإرسال الرسالة لمكتب بيريز، وأبدى المصدر تعجبه من نفي رئاسة الجمهورية لأمر الرسالة، وقال ’ الرسالة تمت من خلال القنوات الدبلوماسية وبشكل صحيح، ولا يليق بالرئاسة أن تنفيها’. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أبرزت أمس الأول صور ضوئية من رسالة مرسى لبيريز، رداً على برقية التهنئة التى أرسلها بيريز له بمناسبة شهر رمضان، وجاء في الرسالة: الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز.. رئيس دولة إسرائيل، لقد كان من دواعي سروري أن أتلقى تهنئتكم بحلول شهر رمضان الكريم.. وأستغل هذا المناسبة لتكرار سعيي لبذل الجهود لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح، حتى يتسنى لنا تحقيق الأمن والاستقرار لجميع الشعوب بما فيها الشعب الإسرائيلي’. ومن جهتها، ركزت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية أمس على أصداء ’أزمة الرسالة’، والتي أثارت جدلا واسعا، وتواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على النفي المصري، مؤكدة أن الرئيس الإسرائيلي تسلمها، وأنها مرت على السفارة المصرية في تل أبيب، وتمت طباعتها على الورق الخاص بالسفير المصري. وقالت صحيفة ’هاآرتس’ الإسرائيلية إن النفي المصرى مستغرب للغاية، مؤكدة أن الرسالة تم تسليمها فى وثيقة رسمية من قبل السفارة المصرية في تل أبيب وعليها توقيع رسمي من السفارة، ونشرت هآرتس الرسالة مختومة بختم شعار الجمهورية، مشيرة إلى أنها كتبت باللغة الإنجليزية وتم تسليمها لسكرتير الرئيس الإسرائيلي حسون حسون من جانب دبلوماسي مصري رفيع بالسفارة المصرية، موضحة أنها كانت بمثابة رد على تهنئة الرئيس الإسرائيلي لنظيره المصري بحلول شهر رمضان الكريم، وعلاوة على ذلك، أضافت الصحيفة العبرية أن مسئولين مصريين كبارا في القاهرة، أبلغوا السفارة الإسرائيلية في القاهرة بالرسالة. ومن جانبها، أشارت صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ إلى أن النفي المصرى قد يكون نتيجة تخوف حاشية مرسي من أن نشر الرسالة الودية التي أرسلت لبيريز من مرسي قد يمس بمكانة الرئيس المصري، رجل الإخوان المسلمين المعروف بانتقاداته الحادة لإسرائيل خاصة بعد أن التقى في الأسابيع الأخيرة مع قيادات حركة حماس على رأسهم خالد مشعل وإسماعيل هنية. ونقلت الصحيفة العبرية عن مكتب الرئيس الإسرائيلي قوله إن إنكار مصر كان متوقعا نظرا للصدى الذي أثاره الخطاب، كما قال مسئولون من الرئاسة الإسرائيلية، إن رد فعل المصريين كان متوقعا في ضوء الاهتمام الذي حظيت به الرسالة، وأكد المسئولون أن السفير المصرى أبلغ سكرتيره العسكرى بأن مرسي بعث بخطاب شكر لبيريز ردا على تهنئته بشهر رمضان. وفي السياق نفسه قالت صحيفة ’الديلي تليجراف’ البريطانية، إن الرئيس الإخواني تقدم بمبادرة رئيسية لإسرائيل، مضيفة بأن اللافتة غير المتوقعة التي قام بها مرسي، اعتبرها البعض ردا على المنتقدين الذين يتوقعون أن تتخلى جماعة الإخوان المسلمين عن معاهدة السلام مع إسرائيل في انتهاج سياسة متطرفة.
