خبر : بين الاشفاء والتزلف للشعب / بقلم: ماتي توخفيلد / اسرائيل اليوم 29/7/2012

الأحد 29 يوليو 2012 02:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
بين الاشفاء والتزلف للشعب / بقلم: ماتي توخفيلد / اسرائيل اليوم 29/7/2012



خطة رفع الضرائب والتقليصات شديدة وأليمة.مستوى الصراخ العالي من مقاعد المعارضة كان متوقعا وهكذا ايضا جوقة المشجعين من الجماهير، والتي كل واحد فيها يدعي بانه هو الذي بادر الى الاحتجاج الاجتماعي.ما غاب عن جدول الاعمال هو اقتراحات حقيقية لمعالجة النفاد السريع والخطير للغاية لمداخيل صندوق الدولة. قرأت الشتائم، بعضها تقترب من التحريض وعلى الاقل من الازدواجية الاخلاقية، وباستثناء الهجوم على أرباح الشركات والمجمعات التجارية الدولية، التي لا تحتاج اسرائيل – لم أشهد اقتراحات ملموسة. ماذا يقول المنتقدون؟ حل الحكومة الواسعة.إذن صحيح، هذا مثير للحفيظة وكان من الافضل لنا لو كانت حكومة من 18 وزيرا. ولكن حتى الغاء مناصب الوزراء بل وزارة وما شابه، فضلا عن التزلف الصاخب للجمهور في هذه الدولة، فلن يوفر سوى عشرات ملايين الشواكل. انا لا استخف بذلك، ولكن يجب أن نفهم بان في العام الماضي اقر اقامة سلطة لنزع الالغام في كل ارجاء البلاد. انا واثق ان هذا موضوع محبوب، ولكن هذه السلطة وحدها كلفت تقريبا 70 مليون شيكل. وهذه ايضا لم تفكك. التبذير لاموال الدولة هو المشكلة. كان ينبغي تقليص أكبر في الاذرع الحكومية. سلطة البث وحدها تكلف مليار شيكل. في السنوات الاخيرة مذنبة الحكومة في أنها وزعت اكثر مما لديها لتوزعه. الوعاظ المهنيين – الهستدروت وجماعات الضغط الاخرى – عرفوا كيف يكونوا أول من يأخذ. بعد ذلك جاءت الطبقة الوسطى – احتجاج الاشكناز من غوش دان بكلمات اقل جمالا – فأرادت بعض المكاسب لنفسها. حصلنا على تريختنبرغ والان ببساطة انتهى المال. يجب تمويل الاحتفال. كيف نموله؟ مرة اخرى لم أسمع حلولا جيدة. الى أن وقف وزير المالية على موضوع الارباح الحديثة، التي ستخرج المليارات من الشركات الدولية، سمعت الاشتراكيين يشكون لماذا تدفع هذه اقل من دافعي الضرائب. حقيقة اننا لثماني سنوات لم نشهد منها قرشا هو أمر ساخر في نظر المتذمرين. ولكن اذا ما اعطيت تنزيلات كي نحصل منها على المليارات، فهذا سيء. واذا كان لا بد، فهذا تفكير من خارج العلبة. نعم، ليس عندي أوهام، هذا سيكون مؤلما. نعم، نحن قد نصل بسرعة شديدة الى وضع اسبانيا واليونان. هذا يبدو كشعار يردده وزير المالية، ولكن سبق لنا أن كنا هناك. أتذكرون 2002؟ قبل عقد. في منتصف الانتفاضة الفتاكة، في غضون اشهر تدهور الدولار الى 5 شيكل. صندوق الدولة، كما اعترف لاحقا المحاسب العام، كان فارغا. وزير المالية نتنياهو تسلم المنصب، اتخذ خطوات قاسية للغاية، وخرجنا من تلك الازمة. في العام 1985 ايضا وقفنا أمام انهيار. تضخم مالي هائل. رئيس الوزراء بيرس ووزير المالية الراحل موداعي، مع اقتصاديين مثل البروفيسور ستانلي فيشر، انقذونا. صفقة الرزمة كانت خشبة النجاة. كنا في أزمات، والان نحن في وضع معقول. السلوك الحماسي وعديم المسؤولية وحده من شأنه أن يؤدي بنا مرة اخرى الى حافة الهاوية. محظور السماح للتزلف للشعب ان ينتصر. خير لنا أن نقتلع سنا واحدة في الزمن الحقيقي من أن نعمل وننتقل في النهاية الى أسنان مصطنعة.