خبر : آثار انتخاب مرسي رئيسا لمصر على العلاقات مع اسرائيل استنادا الى الحوارات في الشبكات الاجتماعية المصرية/بقلم: أودي ديكل وأوريت بارلوف/ نظرة عليا 26/7/2012

الخميس 26 يوليو 2012 03:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
آثار انتخاب مرسي رئيسا لمصر على العلاقات مع اسرائيل استنادا الى الحوارات في الشبكات الاجتماعية المصرية/بقلم: أودي ديكل وأوريت بارلوف/ نظرة عليا 26/7/2012



 خلفية في ضوء الواقع المركب الذي يتجسد على الحدود بين اسرائيل ومصر، يجري في الشبكات الاجتماعية وفي الصحف الرسمية حوار مصري داخلي، في اوساط المثقفين من الرجال والنساء، والصحفيين والخبراء في العلوم السياسية، بالنسبة لمستقبل اتفاق السلام بين مصر واسرائيل. ويدور الحوار حول خمس مسائل مركزية كما نفصل لاحقا.1- التحديات في سيناءيظهر في الشبكة فهم بأن التحدي الامني الأكبر أمام مصر هو انتشار الارهاب والجريمة في أرجاء سيناء، كنتيجة لغياب قدرة الحكم وانعدام التكامل وانعدام الاندماج للعشائر البدوية. يوجد وعي في الشبكات لانتشار خلايا ارهاب جماعات الجهاد الاسلامي، الجماعات السلفية ومحافل القاعدة في سيناء. كما يظهر قلق من ان الجهات المتطرفة ستدفع نحو تصعيد الاحداث مع اسرائيل، كنتيجة لاعمال الارهاب أو اطلاق الصواريخ من سيناء مما سيؤدي الى رد عسكري اسرائيلي ونشوء اعمال عدائية، وذلك خلافا للمصلحة المصرية في الزمن الراهن.المشكلة في سيناء تتفاقم بسبب اهمال العشائر البدوية على مدى السنين، الانخفاض في حجم السياحة، معدل البطالة العالي، الجريمة المستشرية – التجارة بأبناء البشر، زراعة وتهريب المخدرات، تهريب الوسائل القتالية، تهريب البضائع الى غزة واختطاف الرهائن الغربيين لغرض تحرير السجناء.يوجد وعي بذلك في ان اسرائيل غير معنية بالتصعيد، ولهذا فانها تعزز وسائلها الدفاعية. ولكن يُفهم من الحوار بأن التصعيد مؤكد في ضوء عدم قدرة الجيش المصري على السيطرة في سيناء ومنع نشاط المحافل المتطرفة ولأنه لا توجد خطة استراتيجية بعيدة المدى لحل هذه المشاكل في سيناء.2- اتفاق السلام: ادخال تعديلات على الملحق العسكريالرأي السائد في الحوار في الشبكات الاجتماعية في مصر هو انه مطلوب فتح الملحق العسكري لاتفاق السلام مع اسرائيل وازالة القيود على انتشار الجيش المصري في سيناء. ويلاحظ في الحوار تجاهل حقيقة ان اسرئيل لم تعارض تعزيز قوات الجيش المصري في سيناء بما يتجاوز ما هو مسموح به في الاتفاق، وان الجيش المصري لم يحقق حجم القوات الاضافية الذي نُسق مع اسرائيل. ويُقدر المهتمون بالامر بأن الجيش المصري لا ينجح في مواجهة تحديات وهن السيطرة في سيناء، ولا سيما بسبب القيود على حجم القوات وعلى انتشار الجيش المصري في سيناء، وفقا للملحق العسكري لاتفاق السلام. وبرأيهم، فان الرئيس المنتخب، مرسي، سيعمل على فتح الاتفاق، لغرض تعزيز شعبيته وكذا لاحراج المجلس العسكري، الذي ليس معروفا موقفه في هذا الموضوع.ونشدد هنا على انه لا تظهر رغبة واضحة في الطرف المصري لدفع العلاقات مع اسرائيل الى وضع من المواجهة العسكرية. يوجد تقدير شديد لحقيقة ان "جيل كامل لم يعرف الحرب" ولا يوجد أي تطلع للوصول الى وضع حرب أو مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل. ومع ذلك، تبرز معارضة جارفة لتسخين العلاقات والتطبيع لدرجة الدعوات لالغاء التأشيرات للزوار الاسرائيليين الى مصر، حصر الحوار الثنائي بمستويات ثانوية ومنع السياحة الاسرائيلية. وبرأي مصممي الرأي العام في الشبكات الاجتماعية، فان الجيش المصري هو المستفيد الاول عمليا من اتفاقات السلام. فهو ليس مطالبا بمواجهة تحديات عسكرية حقيقية، يمكنه ان يتنكر للمسؤولية الامنية عن الوضع في سيناء، بحجة قيود اتفاق السلام. أما عمليا، فاسرائيل هي التي تحرس الحدود المشتركة وتستثمر في اقامة جدار أمني ووسائل اخرى. اضافة الى ذلك، يحظى الجيش الاسرائيلي بمساعدة أمنية واقتصادية واسعة من الولايات المتحدة. كل هذا يسمح له بالتركيز على السياسة المصرية الداخلية والاعمال الاقتصادية بدلا من الامن القومي (40 في المائة من الصناعة المصرية هي بيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة - SCAF).3- دور مصر في النزاع الاسرائيلي - الفلسطينيحسب الحوار الجاري في الشبكات فان الرئيس المصري مرسي سيكون مطالبا بأن يحسم بين الشعبية والبراغماتية. بين تعزيز عطف الجماهير في مصر عليه وبين الاتجاه العملي المطلوب حيال الواقع المعقد في قطاع غزة وفي سيناء على حد سواء. وبتقديرهم، سيحاول مرسي التحرك بين القطبين، حسب الأحداث، دون المس بشعبيته وشعبية حركة الاخوان المسلمين. وعلى حد روايتهم، فان الفترة الحالية تضع أمام مرسي ثلاث امكانيات:أ‌- الخيار البراغماتي – مصر في دور الوسيط. انتهاج سياسة ايجابية لوسيط نزيه بين الجماعات الفلسطينية، داخلها، وكذا بين الفلسطينيين واسرائيل. سياسة أثبتت برأي المصريين بأنها ناجعة في الـ 18 شهرا منذ تنحية الرئيس مبارك. ويتبين من الحوار في الشبكة بأن اختيار سياسة الوساطة يمكن ان يثير التوتر الداخلي في الاخوان المسلمين في مصر بل ويؤدي الى الصدام مع حماس غزة. وحتى لو استجابت حماس غزة للوساطة، ستنشأ مشاكل مع جماعات الجهاد الاسلامي. هذا الخيار يلقى التعزيز لأنه مدعوم من المجلس العسكري الأعلى.ب‌- الخيار الشعبي – مصر في دور سيدة حماس. في اطار كهذا، سيكون مطلوبا من الاخوان المسلمين ان يمنحوا دعما كاملا وشاملا لحماس في غزة، ان يحلوا محل ايران كموردين للسلاح وان يساعدوا في المجال الاقتصادي واللوجستي ايضا. وذلك مقابل التزام حماس بعدم تحدي مصر في منطقة سيناء. لهذه السياسة امكانية كامنة كبيرة لأن تُحدث مواجهة مباشرة مع اسرائيل.ج-  فشل الميل البراغماتي والانتقال الى الميل الشعبي. بسبب الالتزامات للولايات المتحدة باحترام الاتفاقات التي وقعت عليها مصر من جهة والوعود السياسية التي قطعتها حركة الاخوان المسلمين قبل الانتخابات من جهة اخرى، سيحاول مرسي المناورة بين القطبين. سيبدأ بسياسة الوساطة الفلسطينية الداخلية وفي تلك التي بين حماس واسرائيل (حين يطالَب بذلك) وبالتوازي سيواصل خطابيته المُهيجة، التي تُطرب آذان الجماهير. واذا ما فشلت محاولات الوساطة فانه يمكنه ان يوجه اصبع الاتهام للمجلس العسكري، الذي يتحمل المسؤولية في ملف سياسة الخارجية والامن وبذلك يُعمق عملية نزع الشرعية عن الـ SCAF.4- السياسة تجاه حماسالرأي السائد في اوساط مصممي الرأي العام في مصر هو ان على الرئيس مرسي ان يحدد "خطوطا حمراء" لحماس وأساسها ألا تُستخدم الاراضي المصرية، أي سيناء، كمنطلق للهجوم على اسرائيل. وهم يعتقدون بأنه بالمقابل سيوافق مرسي على فتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة، واقامة اتفاق للتجارة الحرة، المساعدة الاقتصادية، توريد الوقود والغاز الى القطاع وغيرها. وبهذه الطريقة تُعطل صناعة التهريب، التي تطورت أساسا في أعقاب الحصار الطويل على القطاع وينشأ ميزان "هات وخُذ" مع حماس. يبدو ان حكم الاخوان المسلمين في مصر لا يمكنه ان يتمسك بسياسة الرئيس المخلوع مبارك المتعلقة باغلاق معبر رفح والتعاون مع اسرائيل في فرض الحصار على قطاع غزة، رغم التخوف المصري من أخذ المسؤولية عن القطاع.5- ضم غزة الى مصريُطرح الرأي في ان انعدام الجدوى من المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، انعدام المصالحة الفلسطينية الداخلية، التوقع لفتح معبر رفح ورفع الحصار، العلاقات الخاصة بين الاخوان المسلمين في مصر وحماس رفع أعلام مصر في غزة مع انتخاب الرئيس مرسي – كل هذه تدل على ميل محتمل في ان تصبح غزة فرعا لمصر. هذا الرأي يتعزز في ضوء رغبة سكان غزة في ان يكونوا جزءا من مصر كحل جوهري لمشاكلهم. خلاصة وتقدير الخطاب المصري الداخلي من خلال الشبكات الاجتماعية يشير الى التحديات المرتقبة أمام العلاقات المصرية الاسرائيلية، في ضوء انتخاب محمد مرسي، زعيم الاخوان المسلمين، رئيسا لمصر. التقدير السائد في الحوار هو ان المواجهة بين اسرائيل ومصر هي شبه محتمة، رغم ان الطرفين لا يرغبان فيها، سواء بسبب التغيير المتوقع في السياسة المصرية تجاه حماس وغزة أم في أعقاب التقصير المصري في مواجهة تحديات الحكم، الارهاب والجريمة في سيناء، واضافة الى كل هذا ايضا الشلل القائم اليوم في المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، وفي صياغتهم "لا سلام، لا مقاومة ولا حرب". على اسرائيل ان تعمل بحكمة وان تُعطل قبل الأوان "عبوات ناسفة" كفيلة بأن تؤدي الى تصعيد في العلاقات بين الدولتين. احدى المسائل المتوقع طرحها قريبا، هي تغيير السياسة المصرية تجاه غزة، مع التشديد على فتح معبر رفح ورفع الحصار. اسرائيل يمكنها ان تستبق هذه الخطوة وتنسق مع الطرف المصري فتح المعبر ورفع الحصار ومنع وضع يُفرض فيه الامر عليها.