يقترح توم فيليبس أحد الدبلوماسيين الغربيين البارزين الذين خدموا في السنوات الاخيرة في الشرق الاوسط على الاتحاد الاوروبي اعادة النظر في المساعدة للسلطة الفلسطينية وذلك من أجل القاء كل وزن الاحتلال على دولة اسرائيل – العبء الذي من المشكوك أن يصمد امامه الجمهور الاسرائيلي. في مقال طويل نشره هذا الاسبوع في مجلة "بروسبكت"، يحصي فيليبس الذي كان السفير البريطاني السابق في اسرائيل وبعد ذلك سفيرها في السعودية، عشر قواعد تقدم صورة بشعة لفرص السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. فهو يدعي بانه لا يمكنه أن يتصور ادارة امريكية تكون قادرة على عمل ما هو مطلوب للضغط على اسرائيل لاتخاذ خطوات لتنفيذ مصالحها الصرفة. كما أن فيليبس لا يتصور ان تنشأ في اسرائيل حكومة تتخذ الاجراءات اللازمة لكبح جماح حركة الاستيطان في الضفة وفي شرقي القدس من أجل السماح بتحقيق حل الدولتين. ولا يقدر فيليبس أيضا بان تقوم قيادة فلسطينية تكون لها الصلاحية لتقديم التنازلات في مسألة حق العودة، والتي بدونها لن يدعم أي اسرائيلي التسوية السلمية. ويشكك السفير السابق أيضا في امكانية أن يكون أي زعيم عربي مستعدا لان يترجم مبادرة السلام العربية من العام 2002 الى عمل سياسي يدعم السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وينتقد الدبلوماسي الاوروبي المتقاعد الاتحاد الاوروبي في أنه لم يتمكن من استخدام الروافع التي لديه لتحريك المسيرة السياسية. وكتب فيليبس يقول ان الاتحاد الاوروبي لم ينجح على مدى السنين في تصميم استراتيجية وتكتيك واستغلال وزنه كمستهلك رئيس لسوق التصدير الاسرائيلي وشريكها الاقتصادي. وفي نفس الوقت لم تنجح اوروبا في كبح جماح المحافل المتطرفة في المنطقة. ويقترح فيليبس التركيز على اتفاق عابر الاطلسي يقوم على اساس اعطاء جزرات كبيرة لغرض تشجيع الاطراف على التقدم في الاتجاه السليم، وعصي كبيرة تكون لازمة اذا ما رفضت الاطراف التقدم. كما يدعي فيليبس في مقاله بان الولايات المتحدة تميل نحو اسرائيل ولهذا فانها لن تتمكن ابدا من ان تشكل على نحو حقيقي وسيطا موضوعيا. وكتب بان ياسر عرفات شك وعن حق بالامريكيين بانهم اعدوا في وقت مسبق – الى جانب الاسرائيليين – قمة كامب ديفيد في العام 2000. وعلى حد قوله فان على الرئيس الحالي، براك اوباما، ان يثبت بان وسعه ان يكون استثنائيا في هذا الموضوع وانه يوجد أمل في أنه اذا ما فاز في ولاية ثانية سيشدد الضغط على اسرائيل. ويدعي فيليبس بان المساعدة الاقتصادية الهائلة التي تقدمها الدول للسلطة الفلسطينية تغذي لديها ثقافة عدم الاستقلالية. ويدعي بان العرب يعتقدون بان الطرف الاسرائيلي يحتاج الى حل الدولتين أكثر مما يحتاجه الطرف الفلسطيني وانه مثلما في عهد مملكة الصليبيين، اذا لم تتوصل اسرائيل الى تسوية سلمية مع الفلسطينيين، بدلا من الاعتماد على التأييد من الخارج ستباد من على وجه الارض. ويشير الدبلوماسي المتقاعد الكبير بان أحد العوائق في الطريق الى التسوية هو تخوف كل طرف من الاطراف من أن يظهر كإمعة. ويشعر الطرفان بان التنازلات التي قدماها في الماضي لم تحظى بمردود ولهذا فانهما مصممان على الامتناع في هذه اللحظة عن مزيد من الخطوات. والامر صحيح اساسا بالنسبة للاسرائيليين الذين يحتفظون في ايديهم بمعظم الاوراق ويتعين عليهم القيام بتنازلات أليمة أكثر. وهو يعتقد ان التنازل الاصعب – الذي بدونه لن تحتمل تسوية – هو الحاجة الى تقسيم القدس وبالاساس التنازل عن السيادة الاسرائيلية في الحرم. وينهي فيليبس مقاله بقوله اننا نقف امام مأساة يونانية ليس لها نهاية سعيدة، ولكنه يضيف: "آمل أن أكون مخطئا".