خبر : نهاية القصة / بقلم: بن كسبيت / معاريف /7/2012

الإثنين 23 يوليو 2012 06:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
نهاية القصة / بقلم: بن كسبيت / معاريف /7/2012



لا فكرة لدي متى بالضبط ستظهر العجائب السبعة، النواب الذين سينشقون أخيرا عن كديما فيشيروا لكل الباقين ان يتبعوهم، واذا كان هذا يغير في الأمر شيئا. قصة كديما انتهت. فقد لفظ أنفاسه في حضن العائلة، مكان دفنه غير معروف، رجاءً الامتناع عن زيارات أداء واجب العزاء.             يمكن ان نشبه الحزب بثور كبير وثقيل يجر محراثا فكريا في محاولة لترك أثر في الحقل. وفي فروة هذا الثور يعشعش غير قليل من الطُفيليات، لنُسميهم براغيث، يركبون عليه بالمجان. من ناحيتهم، هم ايضا حرثوا. هذه ظاهرة عادية في السياسة، لم يخترعها كديما. ما هو خاص بكديما هو ان البراغيث تحاول السيطرة على الثور، أما هو، من جهته، فيفضل ان ينفُق بهدوء. وهم يبحثون عن فروة جديدة يعشعشون فيها، حقل حراثة جديد يتباهون به. قصة حزينة تجسد جيدا أكثر من أي شيء آخر الى أي منحدرات هبطت السياسة الاسرائيلية، حين بات واضحا بأنه لم يعد هناك درك أسفل يمكن النزول اليه. بالمناسبة، عند كتابة هذه السطور، كديما لا يزال الحزب الأكبر في الكنيست. ففي الانتخابات الاخيرة انتصر على الليكود ايضا.             كديما هو هيكل مالي في البورصة كف عن القدرة على التسديد. حزب بُني حول شخصية زعيم اسطوري، ولكن تبين بأن حتى الزعماء الاسطوريين غير محصنين من ضربات المصير. بعد ذلك حصل ما حصل، وفقد كديما زعيميه التاليين. واحد تورط واستقال، والثانية تبجحت ونُحيت، أما الثالث فحفر لنفسه قبرا وقفز اليه. المشكلة البنيوية لكديما كانت في انه مع انصراف شارون وفشل فك الارتباط لم تعد له فكرة تأسيسية حقيقية يمكن الاصطفاف حولها. وفي السنوات الثلاثة الاخيرة لم تكن له وظائف يجري النزاع حولها. قائمة كديما مليئة بالانتهازيين الذين أُعجبوا بالجلوس في الكنيست، والأفضل في الحكومة، ولم يروا أنفسهم مبنيين للمعارضة. والآن، حين تغرق السفينة، فان الفئران يتراكضون ليبحثوا لأنفسهم عن قارب نجاة، ومثل هذا القارب لا يوجد.             ما يوجد هو تساحي هنغبي. خطته الكبرى لاحتلال كديما ومنه الى رئاسة الوزراء اصطدمت بمصاعب معينة، إذ ان كديما لم يعد معنا. هنغبي في ضائقة. لقد كان حبيب شارون، الذي رأى فيه نوعا من الخليفة. لهنغبي بعض المزايا التي كانت لشارون، أبرزها قدرته على الوقوف في وجه الضغوط وعدم الانكسار، ولكن المشكلة هي ان سيده لم يعد معنا، والبرنامج الذي خلفه يتفكك كحركة. هنغبي يحاول الآن انقاذ ما تبقى والمسارعة في العودة الى الليكود؛ الليكود، الذي فر منه مع شارون قبل سبع سنوات فقط. في حينه وقف على رأسه بيبي، أما اليوم فيقف على رأسه نتنياهو. اذا ما الذي تغير في واقع الامر؟ لا شيء تغير، باستثناء ان هنغبي بات الآن يحتاج الليكود، الذي لا يحتاج هنغبي على الاطلاق. ثقوا بتساحي، لديه ما يكفي من الطاقة كي يُحمل ستة راكبين آخرين بالمجان يؤشرون الى الطريق لسبعة آخرين لتنفيذ انشقاقهم (حزب رامون) وكل القصة ستتبدد لشاؤول موفاز بين اليدين. ليس واضحا لي لماذا يصر بنيامين نتنياهو على ان تتسخ يداه مع هذا "الساحي" (النتن). فالمنسحبون من كديما لن يكفوه ليُجيز قانون التجنيد خاصته، ولكنهم سيصموه بعارهم فقط. أفليس لبيبي ما يكفي من العار الخاص به؟.            موفاز هو البطل التراجيدي. دليل حي (بالكاد) على ان الطريق الى جهنم مبلطة بالنوايا الحسنة. ومثلما نجح اهود باراك في ان يُحيي بطريقة عجيبة حزب العمل حين هجره، هكذا نجح موفاز في ان يُبيد تماما كديما حين سيطر عليه. ليس لأنه سيء بهذا القدر. بل العكس. موفاز هو رجل طيب نواياه طيبة. مشكلته كانت انه ارتكب كل الأخطاء التي يمكن تصورها، وعندما نفدت، ارتكب أخطاءا اخرى لا يمكن تصورها. هكذا هو الحال عندما تحيط نفسك بمستشارين يفكرون بأنفسهم وليس بك. في الايام التي تردد فيها في ترك الائتلاف وتفجير الصفقة مع بيبي على قانون طال، درج موفاز على ان يقول انه يفضل الموت واقفا على الزحف مرة اخرى. وقد عرف ما الذي يقوله، موفاز، إذ مثلما تبدو الامور الآن، هذا يحصل. ويا لها من خسارة.