خبر : الاسد ضد "أنونيموس"/بقلم: د. طل فابل/معاريف 22/7/2012

الأحد 22 يوليو 2012 02:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
الاسد ضد "أنونيموس"/بقلم: د. طل فابل/معاريف 22/7/2012



 القتال الموجه ضد النظام السوري يصعد درجة. فمع تعاظم القتال المادي، وصول المعارك الى داخل العاصمة دمشق، تصفية أكبر المسؤولين في النظام واستمرار الفرار، شهدنا في الاسبوعين الاخيرين تصاعد الاعمال الهجومية ضد سوريا في الساحة الموجهة ايضا. في هذا  الاطار عُلم باقتحام قام به رجال "ويكيليكس" لحواسيب كبار المسؤولين في سوريا ونشر 2.4 مليون من المراسلات الالكترونية. واذا كانت تصفية كبار رجالات النظام السوري صعودا في درجة الصراع المادي ضد حكم الاسد، ففي الايام الاخيرة عُلم بتشديد كهذا للصراع في الساحة الموجهة، وجد تعبيره في اعمال هجومية مباشرة قام بها نشطاء "أنونيموس" ضد "الجيش الالكتروني السوري". ويجري الحديث عن قراصنة الكترونيين يعملون بشكل موجه ومنظم ضد محافل المعارضة وشبكات الاعلام العربية التي تغطي برأيهم الأحداث في الدولة بشكل متحيز. ووجدت هذه النشاطات تعبيرها، في الغالب، باقتحام المواقع وبترك رسائل فيها ضد الثوار ومع النظام السوري. ومن غير المستبعد ان يكون هؤلاء يعملون بتوجيه من النظام السوري. في 8 تموز نشر فيلم قصير من قبل "أنونيموس"، وفيه توجه وتحذير للنظام السوري في أعقاب نشاطه العسكري ضد مواطني الدولة وكذا اتهام بدعمه لـ "الجيش السوري الالكتروني". ويفيد البيان بأن نشطاء "أنونيموس" قرروا ابادة النشاطات الموجهة لسوريا ولهذه المنظمة في أعقاب فشل الغرب في الدفاع عن مواطني الدولة. في 16 من هذا الشهر نشر فيلم قصير على سبيل الرد من "الجيش السوري الالكتروني" (بطول وشكل متماثلين تماما)، وفيه توجه لـ "أنونيموس" يتحدى المنظمة ويدعي بأنه رغم تهديداتها المتكررة، لم يتحقق شيء حاليا. اضافة الى ذلك زُعم ان هذا ليس جيشا افتراضيا، بل جيش حقيقي لا يمكن وقفه، في ظل ذكر الحالات التي بزعمهم اقتحموا فيها مواقع "أنونيموس" المختلفة. "نحو نصف الفيلم مكرس لعرض تقارير مختلفة تتناول هجوما واحدا نفذ على موقع "انونيموس". ردهم هذا نشر في موقع المنظمة. رد "أنونيموس" لم يتأخر. مع نشر الفيلم بدأ هجوم من نوع DDoS على موقع الانترنت لـ "الجيش السوري الالكتروني". البيانات الاولى عن ذلك نشرت في قنوات الاتصال التابعة لـ "أنونيموس". وردا على ذلك أعلن "الجيش السوري الالكتروني" في توجه مباشر لـ "أنونيموس"، بأن الهجوم قام به هواة، في ظل حوار مباشر عبر التويتر في عدة بيانات. بالتوازي، انطلقت المنظمة السورية في هجوم موجه خاص بها ضد مواقع "أنونيموس" (AnonPlus)، في ظل نشر بيان بموجبه تمكنت من الحصول على تفاصيل 700 من نشطاء "أنونيموس" في هولندة، نشرت على الانترنت (الملف الأصلي شُطب وأصدره مرة اخرى السوريون في العنوان الحالي). وكانت الخطوة التالية نشر فيلم آخر من جانب "أنونيموس" في 17 من هذا الشهر، يتوجه هذه المرة مباشرة ضد "الجيش السوري الالكتروني". ابتداءا من 18 تموز يمكننا ان نشهد تصعيدا حقيقيا يجد تعبيره في الاقتحامات وفي التعطيلات للمواقع من جانب الطرفين في ظل التشديد على أهداف نوعية. فبعد ان اقتحم الجيش السوري الالكتروني في بداية الشهر حساب التويتر لشبكة "الجزيرة" بالانجليزية، بدأ بموجة هجمات وثقها في بيان في موقعه وفي حسابه على التويتر. الهجوم المكثف الذي قام به "الجيش السوري الالكتروني" تضمن اقتحاما لشبكات "الجزيرة" ونشر مئات أسماء الاستخدام والرموز السرية للعاملين في محطة التلفزيون القطرية، وكذا نشر ملف آخر يضم أكثر من 11 ألف عنوان بريد الكتروني ورموز سرية لـ "مؤيدي الناتو" (يحتمل ان تكون هذه سُرقت مسبقا ونشرت الآن). بعد يوم من ذلك، في 19 من هذا الشهر، نشر نشطاء "أنونيموس" بيانات عن هجوم على مواقع الحكم السوري، في ظل أخذ المسؤولية عن الهجمات. الايام الاخيرة، مع التشديد على 18 تموز فما بعده، تشكل علامة هامة على الطريق في القتال الموجه في الساحة السورية: فاذا كان نشاط "أنونيموس" حتى الآن عاما ضد النظام السوري، فانه يضم اليوم "الجيش السوري الالكتروني"، في ظل التوجه المباشر اليه بالفيديو. هذا، بالمقابل، بدأ هو ايضا في تصعيد نشاطه لاقتحام جملة مواقع، سرقة ونشر تفاصيل آلاف عديدة من المستخدمين من بين اولئك الذين يعتبرون بالنسبة له معارضين للنظام. في اليومين الاخيرين سجل ارتفاع، كمي ونوعي، في نشاط الهجمات الموجهة ضد سوريا، وكذا الهجمات منها ضد اولئك الذين يعتبرون أعداءها من الداخل ومن الخارج. معركة أخيرة يوجد فيها النظام السوري، منذ العملية التي صُفي فيها بعض من كبار رجالاته، تعطي مؤشراتها في العالم الموجه ايضا، الذي يمكن لنا ان نرى فيه "رصاصات موجهة نحو كل صوب" من جانب النظام السوري.