خبر : التصعيد بمبادرة الاسد خاصة/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 17/7/2012

الثلاثاء 17 يوليو 2012 12:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
التصعيد بمبادرة الاسد خاصة/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 17/7/2012



اعترف بشار الاسد قبل ثلاثة اسابيع في مقابلة تلفازية بأن "سوريا في حرب". "يجب علينا ان نستعمل جميع الوسائل المتاحة"، قال آنذاك. ولم تعد سوريا في الـ 48 ساعة الاخيرة في حرب بل العاصمة دمشق التي هي رمز السلطة العلوية. يرفض سائقو سيارات الأجرة منذ أول أمس نقل المسافرين الى جنوب المدينة الذي أصبح ميدان قتال. ويزعم المتمردون ان هذه المعارك تدل على بدء نهاية الاسد، ويزعم النظام عكس ذلك بالضبط. ومهما يكن الامر فانه يبدو ان مرحلة الحسم قد بدأت. يزعم الطرفان المتحاربان اليوم في سوريا بأنهما بادرا الى المعارك الاخيرة التي هي الأشد منذ نشبت الأحداث في منتصف آذار 2011. ففي أحياء كفر سوسة والميدان وتدمون تجري حرب حقيقية. حتى لو أراد جيش سوريا الحر بواسطة متحدثيه المفرقين في مواقع مختلفة في العالم، ان يؤكد ان "المعركة على دمشق قد بدأت" – أي الحرب على سوريا – فان قوات الاسد هي التي بادرت الى هذا الاجراء لأن التصعيد الأخير وبصورة متناقضة منطقيا، هو في مصلحة الاسد الذي لا يشمئز من الوسائل للقضاء على الهبة الشعبية حتى لو كان ذلك مقرونا بذبح مواطنيه. ان القوات المسلحة السورية التي شجعتها التدريبات العسكرية الناجحة الاخيرة وبعثات السلاح الروسية، تريد في واقع الامر ان تُطهر ضواحي دمشق من قوات المتمردين الذين تحصنوا هناك قبل بضعة اشهر، ويتمتع جيش سوريا الحر بتأييد لوجستي من السكان في أحياء دمشق الشعبية. ان الوضع في سوريا وايران قابل للاشتعال بقدر كاف كي يتعجل البنتاغون ارسال حاملة الطائرات جون ستينس الى الشرق الاوسط، لكن الى ان تصل ستصل بعثات سلاح روسي كثيرة الى دمشق وحمص. وفي اثناء ذلك ما تزال الجبهة السياسية متلعثمة. يخطط الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لزيارة بجين كي يقنع الصينيين بوقف تأييد نظام بشار الاسد. وقد زار مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان موسكو وسمع هناك من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان الاسد يجب ان يبقى "لا لأن موسكو تريد ذلك بل لأن أكثر الشعب السوري يرغب في ذلك". وقد أصبح بشار الاسد يسمع من نافذة قصره المعارك الدائرة في دمشق، وهو لا يستطيع الهرب بخلاف ابن علي في تونس ومبارك في مصر، فالعلويون الذين يخشون على حياتهم في حال انهيار النظام، لا يُتيحون له هذا الخيار. ونقول بالمناسبة ان الصليب الاحمر قد أعلن هذا الاسبوع بأنه تجري في سوريا حرب أهلية. "صح النوم".