في أعقاب فشل محادثات القوى العظمى الستة مع ايران، عاد التخوف الامريكي من عملية عسكرية محتملة لاسرائيل ضد المنشآت النووية الايرانية. وقررت الادارة الامريكية ارسال قيادة الادارة كي تضع اسرائيل في صورة استمرار الاجراءات المخططة ضد ايران ولمنع كل امكانية هجوم اسرائيلي عشية الانتخابات في الولايات المتحدة. وعلمت "معاريف" بانه في نهاية الشهر سيصل الى اسرائيل وزير الدفاع الامريكي، ليئون بانيتا، وسيكون في مركز زيارته الموضوع الايراني. وقبل ذلك هرع بعض من المسؤولين الكبار في واشنطن لاجراء مشاورات في البلاد. ففي نهاية الاسبوع زار اسرائيل سرا مستشار الامن القومي الامريكي، توم دونيلون. وأمس التقى دونيلون برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع ايهود باراك ونظيره الاسرائيلي يعقوب عميدرور. بيان بتنسيق مع مكتب نتنياهورغم النية المسبقة بالحفاظ على سرية الزيارة، قرر البيت الابيض كشف النقاب عنها واصدار بيان رسمي حولها. وتم تنسيق البيان مع مكتب رئيس الوزراء، حيث جاء ان دونيلون شدد على الالتزام الذي لا جدال فيه من الولايات المتحدة بأمن اسرائيل. وحسب البيت الابيض فان "الزيارة جرت استمرار للمشاورات المتواصلة بين محافل اسرائيلية ومحافل امريكية في مسائل الامن الاقليمي". وجاءت زيارة دونيلون لفحص نوايا اسرائيل ومحاولة احباط هجوم عسكري محتمل من جانبها. اضافة الى ذلك، عني دونيلون في زيارته بمسائل اقليمية اخرى ايضا، مثل الوضع في سوريا وفي مصر. وقبله بعدة ايام وصل الى زيارة في اسرائيل نائب وزيرة الخارجية بيل بيرنز، لاجراء الحوار الاستراتيجي النصف سنوي مع اسرائيل، والذي مثل فيه اسرائيل نائب وزير الخارجية داني ايالون. في بيان نشر في ختام اللقاء قيل ان هذا الحوار هو الاهم الذي يجري بين الدولتين في السنتين الاخيرتين.وكما أفادت "معاريف"، فقد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امام الرئيس الامريكي براك اوباما الا تهاجم اسرائيل ايران في الاشهر القريبة القادمة وذلك من أجل استنفاد محادثات النووي التي تخوضها القوى العظمى الستة مع ايران. وفي جولات المحادثات الثلاثة التي جرت في هذا الاطار، كان واضحا للولايات المتحدة وشركائها في اوروبا بانه ينبغي تعطيل كل عمل اسرائيلي في ايران، على الاقل حتى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني.ايران هي الاخرى فهمت بان اسرائيل لن تهاجم. وادعت محافل ضالعة في المحادثات بان فهم طهران بان اسرائيل لن تهاجم حتى الانتخابات هو "مصيبة" لانه ادى بالايرانيين الى تسويف المحادثات. الفلسطينيون غاضبون من كلينتونصحيح حتى هذه اللحظة، في اسرائيل وفي الولايات المتحدة يشعرون بان المحادثات مع ايران علقت في طريق مسدود، وان كان الامريكيون لم يعلنوا رسميا عن فشلها خلافا لطلب اسرائيل. ولهذا فان الامريكيين يخافون من أن يكون الخيار العسكري قد عاد ليكون ذا صلة بالنسبة لاسرائيل. التقدير في واشنطن هو أن نتنياهو كفيل بتنفيذ الهجوم قبل الخريف. ويواصل الامريكيون الاعتراض بشدة على هجوم اسرائيلي بالتأكيد حتى الانتخابات الرئيسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني. وليلة أمس هبطت في اسرائيل وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي أنهت زيارتها في القاهرة. وستلتقي كلينتون نتنياهو، الرئيس شمعون بيرس ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وتعد زيارة كلينتون أقل أهمية في السياق الايراني، وستعنى بتوسع في الموضوع الفلسطيني في أعقاب نية الفلسطينيين التوجه الى رفع مستوى مكانتهم الى دولة مراقبة في الجمعية العمومية للامم المتحدة. وكان أعلن عن هذه النية أمس رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، في مقابلة مع "صوت فلسطين". ولم يشر عريقات الى موعد معين وشرح بان السلطة ستتشاور مع لجنة المتابعة في الجامعة العربية التي ستنعقد الاسبوع القادم في الدوحة، عاصمة قطر. الفكرة الفلسطينية برفع طلب الى الجمعية العمومية للامم المتحدة تنبع من عدم قدرتهم على تحقيق الاغلبية اللازمة في مجلس الامن لقبولهم كدولة مع عضوية كاملة، وذلك لان هناك من المتوقع للولايات المتحدة ان تستخدم حق النقد الفيتو على الخطوة. ورغم ذلك، فان فرصهم في الجمعية العمومية أعلى بكثير. وكان بيان عريقات نشر على خلفية الغضب في الطرف الفلسطيني من تصريح كلينتون، في مصر أول أمس، التي دعت الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات دون القاء تبعة الجنود على الجانب الاسرائيلي.