خبر : إستغل واحكم / بقلم: الداد باك / يديعوت 10/7/2012

الثلاثاء 10 يوليو 2012 12:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
إستغل واحكم / بقلم: الداد باك / يديعوت 10/7/2012



 في الايام التي يواجه فيها حلم أو وهم وحدة اوروبا أشد امتحان للواقع، يدهشنا ان نرى كيف ينجح موضوع واحد في ان يوحد حوله البيروقراطية الاوروبية المتعثرة المنتقضة ألا وهو الحقد على اسرائيل.             ولم تنجح ازمة اليورو ايضا التي تهدد باغراق الوحدة بعاصفة جديدة من القومية في ان تخفف العداوة الراسخة من الجهاز الاوروبي في بروكسل لدولة اليهود، وقد أصبح هذا يشبه وسواس مرض يعمي عيني المريض عن رؤية مشكلاته الحقيقية.             لا يكاد يمضي يوم من غير ان ينشر مكتب "وزيرة الخارجية" كاثرين آشتون، أو "سفارة" الاتحاد الاوروبي في اسرائيل تصريحات تنديد بعمل ما في الضفة أو غزة أو في داخل الدولة بصورة متطرفة لا تشهد إلا على تمسك مفوضي الاتحاد الذي لا تناسب فيه – بفضل مساعديهم الاسرائيليين الذين يحظون منهم بتمويل سخي – بمتابعة كل ما قد يبدو مسا بحقوق الفلسطينيين أو مواطني اسرائيل العرب. فلم يعد الاوروبيون منذ زمن يحتجون على الامور المتعلقة بالاحتلال فحسب بل يعملون عملا منهجيا في ضعضعة مجرد وجود اسرائيل كدولة يهودية مستقلة.             أحدث مال كثير حُول ويحول في السنين الاخيرة للنفقة على اعمال في مجالات شتى، أحدث تعلقا خطيرا بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي. لو كان الحديث عن استثمار في تطوير موارد بشرية لفائدة الاتحاد لما رفضنا شيئا من ذلك، بيد ان هدفهم هو الاستغلال والحكم: بأن يستخرجوا من اسرائيل كل ما تستطيع اعطاءه من اجل حاجاتهم وان يُملوا عليها في نفس الوقت كيفية سلوكها.             ونشأ وضع متناقض يعمل فيه الاتحاد الاوروبي الذي لا ينجح في ان يُدبر اموره بصورة ناجعة مقنعة، يعمل في تصميم كبير على ان يقرر لاسرائيل كيف يجب عليها ان تسلك.             وفي نفس الوقت يصب الاوروبيون مالا كثيرا على السلطة الفلسطينية من غير ان ينبثوا بكلمة نقد واحدة لأعمالهم، ويمتنع مسؤولون كبار في الاتحاد عن لقاء وزير خارجية اسرائيل لكنهم يدعون الى بدء محادثة مع حماس. وفي الايام التي يشتعل فيها الشرق الاوسط بسبب اعتداء لا يحصى على حقوق الانسان تنشر تصريحات تنديد باسرائيل صبح مساء.             يُخيل إلينا ان الاوروبيين أصبحوا أسرى الصيغة العربية العجيبة التي تقول ان الصراع مع اسرائيل هو أساس كل المشكلات في المنطقة، وان حله فقط – أي اخضاعها لارادة العرب – سيجلب السلام والاستقرار. ومن فضلكم لا تُجهدوا الاوروبيين بتفسيرات معاكسة فهذا قد يضعضع استقرارهم.             لاسرائيل اهتمام بعلاقات جيدة مع اوروبا. وسيحصل رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل بروسو اليوم على لقب دكتور تشريفي من جامعة حيفا "تقديرا لصموده الصلب في مواجهة معاداة السامية وعمله في حفظ ذكرى الكارثة واخلاصه للسلام"، لكن يجب عليهم في اوروبا ان يدركوا ان هذه العلاقات يمكن ان تتطور فقط على أساس المحادثة بين المتساوين والرفض المطلق لكل محاولة للاعتداء على سيادتها.             اذا كان هناك من يهتمون حقا في بروكسل بعلاقات متبادلة خصبة مع اسرائيل فعندها الكثير مما تقترح ويحسن بدء العمل على تغيير التوجه.