تأثرت أمس لا بالخطبة بل في نهاية المسيرة بنشيد الأمل (هتكفا): فقد أثر فيّ ان رأيت من المنصة آلاف المواطنين يتحدثون بلغة الصهيونية ويقفون معا مع أعلام اسرائيل مرفوعة ويؤمنون بأنه يمكن العمل والتغيير. كانت آخر مظاهرة شاركت فيها قبل 25 سنة، وكنت آنذاك فتى شابا مستوطنا جاء ليتظاهر من اجل المستوطنات. وقمت مع لافتة وقميص وأردت ان اؤثر. وكبرت على مر السنين وتعلمت ان الربط بين الجماعات المختلفة من شعب اسرائيل أهم من بيت في ميغرون وان صبغة الدولة أهم بأضعاف مضاعفة من خمسة مبان في حي الاولبانه. ومع ذلك ما أزال أومن بأنه يجب ويمكن التأثير. وقفت أمس على المنصة بصفة اسرائيلي فخور وانسان يؤمن بهذه الدولة وبخيرها، وبصفة مواطن يؤمن بشعب اسرائيل وبأرض اسرائيل وبأهمية توراة اسرائيل ايضا، مواطن يخدم كل سنة الخدمة الاحتياطية لأن هذا هو الصحيح وهذا ما يجب. ولست عبدا ولا مغفلا ايضا بل أنا صهيوني فخور فقط. جئت الى هناك لأن دولة اسرائيل تواجه واحدا من أكبر تحدياتها. فقد أخذ عالم القيم الصهيونية والقطاع الانتاجي وعدد الذين يحملون الدولة على أكتافهم، أخذ كل ذلك يتضاءل، والزمن يعمل في غير مصلحتنا. أصبح أكثر من نصف طلاب الصفوف الاولى لا يتعلمون اليوم التربية الصهيونية. ولا يشارك جزء كبير من آبائهم في دائرة العمل ولا يؤيدون الدولة التي يسكنون فيها وفيهم حريديون وعرب ومتهربون علمانيون من الخدمة العسكرية ممن توراتهم عملهم وممن كسلهم عملهم. لا يقلقني تقاسم العبء والمساواة. وقد كتبت من قبل انه لا يوجد تساوي كهذا، بل تقلقني حقيقة انه اذا استمرينا في هذه الحال فان المعسكر الذي يخدم في الجيش ويدفع الضرائب سيصبح أقلية. كانت مظاهرة أمس للجميع وهي مظاهرة مميزة مؤيدة غير معارضة، فهي تؤيد دولة اسرائيل. ولا يجوز ان نجعل هذه الحملة اصبع اتهام موجهة الى الحريديين والعرب، فليسوا هم المذنبين لأن الدولة تخلت عنهم. ولا يجوز ايضا ان تصبح المظاهرة دعوة مضادة للحكومة. بل انها دعوة رفع تؤيد الحكومة ودعوة ترمي الى الدعم كي يتخذ اعضاؤها القرار الصحيح. ويُحتاج احيانا في خضم السياسة القبيحة الهازلة الى شعاع من النور والى بوصلة تُذكر ما هو الهدف وما هي الوسيلة. لم أتحدث منذ زمن الى رئيس الحكومة لكنني أعلم جيدا انه يقرأ الكلام ويرى الجماهير. يا سيدي رئيس الوزراء تذكر ان الناس الذين جاءوا أمس للتظاهر هم لحم من لحمك وعدد منهم من مؤيديك. وقد جاءوا أمس لأنه لا تكفي الحراسة مع السلاح في موقع عسكري في الخدمة النظامية والاحتياطية. ومن المهم ايضا حفظ الدولة من رؤية قصيرة الأمد لأنه هكذا يحدث التأثير في الديمقراطية. لم يعد التجاهل ممكنا يا سيدي رئيس الوزراء. إسمع الاصوات وألف التصريحات الاعلامية من اجل العمل، فأنا أومن ان هذا ممكن. ان المعجزة الصهيونية قامت بها أجيال قبلنا وقد قامت بغير الممكن بالدم والعرق وانشأت دولة يهودية وديمقراطية. ودولة صهيونية. ونجحت لأنها حولت الرؤيا الى أثلام في الارض ولأنها جعلت الخطابة والشِعر هجرة الى البلاد واستيطانا لها. ونجحت لأنها آمنت. فكل ما بقي لجيلنا ان يحافظ على ما أحرزوه وألا يفشل.