غزة / سما / رفضت حركة فتح اتهامات حكومة حماس بغزة للسلطة الفلسطينية بالتقاعس في كشف ملابسات وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، مؤكدة أنها غير صحيحة، وانتقدت في الوقت نفسه مواقف حماس تجاه أبو عمار. وقال الدكتور يحيى رباح القيادي البارز في فتح ونائب المفوض العام للحركة بغزة فى حديث مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى غزة: إن هذه الاتهامات لاصحة لها وهى توظيف انتهازي للقضية ولا يوجد فلسطيني واحد يصدقها ،مضيفا أن حماس نفسها غير مقتنعة بذلك. وكان إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة قد اتهم السلطة الفلسطينية بالتقاعس في متابعة كشف ملابسات وفاة ياسر عرفات، داعيا إلى ضرورة تبني القضية من جديد باعتبارها تتعلق بشخصية وطنية لدى الشعب الفلسطيني. وأضاف رباح الذي كان قريبا من عرفات، أن حركة حماس ناصبت الرئيس الراحل عرفات العداء منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية ولم تقدم أى مساعدة له بل كانت "تحرجه" أمام المجتمع الدولي، حسب قوله. وحول تصريحات حسن خريشة النائب الثاني للمجلس التشريعي الفلسطيني عضو لجنة التحقيق في مقتل عرفات بأن قيادات في السلطة رفيعة المستوى متورطة في مقتل عرفات ، نفى ذلك بشدة ،موضحا أن خريشة ينتمي الى المعارضة المنقلبة على السلطة ويحاول أن يقدم أوراق اعتماد هنا وهناك. وأعلن رباح تحديه لـ "خريشة" إن كان لديه وثائق تؤيد اتهامه، وتابع: "إن حديث حسن خريشة استهتار بوعى الشعب الفلسطيني ومحاولة إدانة أطراف فلسطينية وهو لا يعلم أنه بذلك يعطي ورقة لتبرئة إسرائيل من جريمة اغتيال عرفات ،حسب قوله. وأضاف رباح: رافقت الرئيس الراحل عرفات 70 يوما فى عام 2004 أى قبل اغتياله بأشهر قليلة وكان هناك ضعف شديد فى جهاز المناعة وأبلغني بأن شيئا غريبا حدث له ، مؤكدا أن إسرائيل وراء اغتيال عرفات ومهدت لذلك بمنع دخول أطبائه لمقر إقامته فى المقاطعة ومنع سفره للخارج بأى شكل مضيفا أن عرفات كان يدرك ذلك وهو مثل الأبطال كان يعلم مصيره وكان يذهب إليه. وعن صدور اتهام رسمي من السلطة الفلسطينية لإسرائيل بأنها وراء اغتيال عرفات ، قال قيادي فتح إنه قد صدر مثل هذا الاتهام من السلطة لكن ليس بالتفاصيل لأننا حتى الآن لم نعرف الطريقة التى تمت بها عملية الاغتيال ، مشيرا إلى أن حصار أبو عمار ومنع الأطباء من زيارته ومداهمة مقره سهل عملية الاغتيال التي تمت بطريقة لا نعرفها تحديدا الى الآن. ورفض الدكتور يحيى رباح إخراج رفات الرئيس الراحل لتحليلها لكشف حقيقة اغتياله، موضحا أن السلطة لاتملك الإمكانات الطبية للقيام بذلك كما أننا لن نستفيد شيئا من وراء ذلك على حد قوله. وأضاف أن ملف اغتيال عرفات سيبقى مفتوحا مثل جرائم اغتيال كبرى فى العالم حتى تكشف الحقائق الرئيسية فهى ليست قضية عابرة إنما واحدة من أخطر قضايا المنطقة. وتابع رباح :هناك قرار حاسم من القيادة الفلسطينية بإبقاء هذا الملف مفتوحا حتى تنجلي الحقائق وكل معلومة تصل هنا وهناك صغيرة وكبيرة ستأخذها القيادة الفلسطينية بعين الاعتبار،مجددا القول: إن الاتهام أولا وأخيرا سيبقى موجها ضد إسرائيل مشيرا إلى أن قادة إسرائيل اكدوا أن قرار إزاحة عرفات من المسرح السياسي تم الاتفاق عليه منذ عام 95 فهو من وجهة نظرهم ليس شريكا فى عملية السلام .