خبر : دراسة : الثورات العربية 2011 والأمن القومي الإسرائيلي

الأربعاء 27 يونيو 2012 06:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة : الثورات العربية 2011 والأمن القومي الإسرائيلي



القدس المحتلة سما نشر مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية بواسطة مدير المركز البروفيسور "إفرايم إنبار"  أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان, دراسة بعنوان " الثورات العربية 2011 والأمن القومي الإسرائيلي". وفقاً لدراسة فإن الثورات العربية وإيران خلقت وضعاً أمنياً هو الأكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل منذ نهاية الحرب الباردة، الجو الأمني في إسرائيل هو الأسوأ الآن مما كانت عليه في أي وقت مضى من العقدين الماضيين، فماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟ ليس كثيراً. فلدينا القليل من النفوذ بعد التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وأيضاً طموحات قليلة للإنخراط في الهندسة السياسية، كل ما يمكننا القيام به هو الدفاع عن أنفسنا بشكل أفضل. وللخروج من الأزمة، قال " يجب على إسرائيل أن تزيد من الاستثمارات العسكرية بشكل كبير، وقبل كل شيء، الحفاظ على علاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة. وأضاف " إن إسرائيل ليس لديها خيار سوى مواصلة تعزيز شراكتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تظل الولايات المتحدة القوة المهنية عالمياً لفترة طويلة وانخفاض قوتها في الشرق الأوسط، على الأرجح بشكل مؤقت. ويحدد التقرير عدداً من الاتجاهات العريضة : تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط – وضعف الدول المتحالفة مع الغرب في المنطقة، فضلاً عن تضاؤل قوة العرب لصالح غير العرب تركيا وإيران. المشهد الإقليمي الجديد ، على حد قوله؛ يحمل معه مخاطر لا تعد ولا تحصى لإسرائيل : 1. مزيد من عدم اليقين حول سلوك قادة الدول المجاورة تجاه إسرائيل. 2. زيادة الأنشطة الإرهابية. 3. انخفاض قوة الردع الإسرائيلية والعزلة الإقليمية المتنامية. 4.التهديدات المتصاعدة في شرق البحر المتوسط. 5. استمرار التحدي النووي الإيراني. إنبار قدم توصيات لصناع القرار في السياسة الإسرائيلي في التعامل مع هذه التغييرات، وتشمل : 1. زيادة نفقات الدفاع. 2. زيادة حجم الجيش النظامي. 3.  زيادة الاستثمار في مجال الدفاع الصاروخي، وقوة سلاح البحرية، والبحث والتطوير. وكتب أيضاً بأن على إسرائيل أن تبحث عن حلفاء إقليميين جدد، والحفاظ على علاقتها الخاصة مع واشنطن، والإصرار على حدود يمكن الدفاع عنها في أي مفاوضات سلام مع سوريا أو الفلسطينيين. التقرير يصور الولايات المتحدة كوسيط إقليمي قوي في السابق والآن ينظر إليها في انخفاض. فقد شهدت الولايات المتحدة إنسحاباً أميركياً من العراق وأفغانستان، وأيضاً مشاركتها بشكل هادئ في الشرق الأوسط، وأيضاً في إيران وسوريا، وأيضاً هجرتها للحكام الحلفاء من العرب في الثورات، قال إنبار بأن ذلك يعزز لنظرة سياسية عامة ضعيفة ومرتكبة للخارجية الأمريكية. الإسلاميون وجدوا لأنفسهم مكاناً في كل دول عربية قامت بها ثورة شعبية، ووجودهم الأكبر الآن في الحكومة، من المغرب إلى تونس وليبيا ومصر. ويقول التقرير، أن هذا التطور أيضاً كان متوقعاً : " الإسلام "، قلب وروح لهوية معظم شعوب دول الشرق الأوسط، وقد كان دائماً نداء كبيراً في المنطقة. وفي هذا الواقع، يجعل من القوى السياسية الإسلامية أقوى بديل " للطغاة " الحاليين بالدول العربية. ويصف التقرير الوضع الأمني في منطقة إسرائيل بالوخيم، فمنذ سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك قبل عام، أصبحت شبه جزيرة سيناء المصرية منطقة ينعدم فيها القانون حيث يسهل للإرهابيين العثور على ملاذ لهم. وتدعو الدراسة إلى إجراءات أمنية إسرائيل متزايدة على طول الحدود المصرية، وتقول بأنه في ظل ظروف معينة فإن إسرائيل قد تضطر إلى استعادة أجزاء من شبه جزيرة سيناء. الأردن، هي واحدة من الدول العربية القليلة التي نجت من الاضطرابات الواسعة في الدول العربية على مدى العام الماضي، إنبار يقول، الوضع الأمني للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني هش، وغالبية السكان هناك فلسطينيين الذين يشعرون بالاستياء في ظل حكمه. سوريا، على حدود إسرائيل الشمالية، وهي الآن في خضم انتفاضة دامية منذ عام، ولم تظهر أي علامات للهدوء بها. ويحذر التقرير إلى أن بشار الأسد لا يمكن إزالته بسهولة ويحذر التقرير أيضاً، من تكرار التكتيكات في هذا الصيف والانتباه من إرسال السوريين من أصل فلسطيني بمسيرات على حدود إسرائيل. ويكتب إنبار، يُنظر إلى السلطة الفلسطينية من قبل الكثير من شعبها على أنها ضعيفة وغير شرعية، بعد أن خسرت بالفعل انتخابات عام 2006 أمام حركة حماس ( لكنهم رفضوا التنازل عن السلطة )، والآن السلطة تحت ضغط متزايد من قبل خصومها الإسلاميين. وأضاف إنبار : " سوء تقدير فلسطيني أدى إلى جولة أخرى من العنف، ولا يمكن تجاهل إسرائيل في هذا الإطار، وعلاوة على ذلك، مع الإسلاميين تتمتع المنطقة بموجة واسعة من الدعم، فمن المرجح بأن حكومة حماس في غزة ستكون أكثر جرأة في مواجهة إسرائيل عسكرياً ودبلوماسياً على حد سواء. ويرسم التقرير صورة محزنة للحالة الأمنية في إسرائيل، وينهي إنبار بثقة بأنه غير متفائل؛ ويقول : " في التحليل النهائي، فإن التطورات في واشنطن أكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل من تلك الموجودة في المنطقة، فالعزلة الإقليمية محتملة، بعد كل الأحداث الجديدة، فإسرائيل تريد أن تكون دولة ديمقراطية وقوية وتريد بالكاد الإندماج في المنطقة التي تتميز بالاستبداد والجهل والفساد والفقر. في حين أن البيئة الأمنية المتغيرة قد تدهورت، تبقى إسرائيل دولة قوية، والفرق بين قوة إسرائيل وجيرانها هو اكبر من أي وقت مضى والتي تسمح لإسرائيسل مواجهة معظم التحديات بمفردها، ويجب عليها أن تنفق المزيد من الأموال على الدفاع ومع ذلك، ويجب عليها إنشاء علاقات جديدة في المنطقة. ويلخص التقرير : " وتظل الولايات المتحدة هي حليفتها الهامة فقط والحفاظ على علاقة جيدة مع واشنطن ركيزة أساسية لأمن إسرائيل القومي، فقد عرض المجتمع الإسرائيلي مرونة كبيرة في الماضي عندما واجه تحديات الأمن القومي ". وينهي التقرير : " معظم الإسرائيليون متهموا واقع العيش في الشرق الأوسط، ولكن يجب الاعتراف بأن هذه المنطقة الخشنة قد تصبح أكثر عقلانية في المستقبل القريب ".