أغلبية ساحقة من 69 في المائة من الجمهور الاسرائيلي تؤيد استئناف الاحتجاج الاجتماعي، الذي بدأ في منتهى السبت في مظاهرة عنيفة في وسط تل أبيب. هذا ما يتبين من استطلاع أخير اجري أمس بناء على طلب "هآرتس". وينقسم الجمهور في مسألة على من تلقى مسؤولية أكبر في اندلاع العنف – الشرطة أم المتظاهرين. أناس أكثر يتهمون الشرطة بذلك. الى جانب ذلك، فان أغلبية الجمهور تعارض المس المادي بالبنوك، ولكن نحو ربع الجمهور يعتقدون بان "احيانا لا مفر". المظاهرة في تل أبيب كانت الاكثر غضبا التي تشهدها المدينة في السنة الماضية، منذ بدء الاحتجاج الاجتماعي. في ذروتها حطم عشرات من المشاركين زجاج فروع البنوك في وسط المدينة. كما أن الشرطة لم يقعدوا مكتوفي الايدي: فالشبكات الاجتماعية تغرق منذ منتهى السبت بصور وافلام توثق الاستخدام المبالغ فيه للقوة والعنف من جانب الشرطة. أمس، بعد يومين من المظاهرة، اجري بناء على طلب "هآرتس" استطلاع من شركة ديالوغ باشراف البروفيسور كاميل فوكس من دائرة الاحصاء في جامعة تل أبيب. وجاءت النتائج لا لبس فيها: أكثر من ثلثي الجمهور يؤيدون استئناف الاحتجاج. 20 في المائة فقط يعارضون. اما الباقون فلا رأي لهم. وقد اجري الاستطلاع في اوساط 508 أشخاص من السكان اليهود. خطأ العينة لكل سؤال على انفراد هو 4.2 في المائة. معطى مثير للاهتمام برز في الاستطلاع يتعلق بتعريف الاحتجاج كـ "كفاح يساريين من تل أبيب": في كل فئات الجمهور اليهودي توجد أغلبية تؤيد الاحتجاج، بما في ذلك الوسط الاصولي (57 في المائة) والديني (53 في المائة). اما التأييد بين الجمهور العلماني فهو بالمعدل الاعلى (79 في المائة). الى جانب ذلك يظهر الاستطلاع بان اغلبية الجمهور تعتقد بانه في السنة الماضية منذ اندلاع الاحتجاج – رغم تقرير تريختنبرغ وجملة تصريحات رئيس الوزراء ووزير المالية – لم يتغير شيء في الوضع الاجتماعي في البلاد. 67 في المائة أجابوا بان "الوضع الاجتماعي في اسرائيل لم يتغير" منذ الصيف الماضي. ويعتقد 16 في المائة بانه ساء. بالمقابل، برأي 15 في المائة من الجمهور الوضع الاجتماعي بالذات تحسن. ويبرز في هذا السياق الوسط الاصولي الذي يشعر 20 في المائة من بين المستطلعين فيه بذلك. على سؤال من مذنب أكثر في العنف في المظاهرة في منتصف السبت – الشرطة أم المتظاهرين – ينقسم الجمهور في الرأي. ومع ذلك، يتبين من اجمالي المعطيات بان هناك قدر أكبر من الناس يعتقدون بان الشرطة مسؤولة عن ذلك: 27 في المائة قالوا ان الشرطة مذنبة و 29 في المائة آخرون اعتقدوا ان الشرطة والمتظاهرين يتقاسمون بينهم الذنب. 21 في المائة اتهموا المتظاهرين وحدهم بالمسؤولية عن العنف. في هذا السؤال برز فارق واضح بين العلمانيين، الاصوليين والمهاجرين من روسيا. فبينما اتهم معظم المستطلعين العلمانيين الشرطة بالعنف، فان معظم الاصوليين والمهاجرين من روسيا يعتقدون بان الشرطة والمتظاهرين يتقاسمون المسؤولية. حتى الان لم يسجل أي موقف من مسؤولي البنوك أو الناطقين بلسانهم من الاضرار التي لحقت بهم في منتهى السبت. كما لم يسجل أي تغيير هام في سلوكهم مع جمهور الزبائن. فالعمولات لا تزال عالية وكثيرة، والمدراء لا يزالون يتلقون رواتب بعشرات الملايين وارباب المال لا يزالون يتغذون على الائتمان زهيد الثمن. هذا ومن المتوقع لنشاط الاحتجاج ان يستأنف اليوم، في مظاهرة تسمى "مظاهرة الغضب". ستجرى حسب الخطة امام بلدية تل أبيب، احتجاجا على عنف الشرطة ومراقبي البلدية. أمس بدا أن الشرطة بدأت تستخلص الدروس، ولم تسجل احداث عنف في المظاهرة التي كانت خارج مبنى بلدية تل أبيب.