خبر : بساط أحمر، وغموض../ اسرائيل اليوم

الثلاثاء 26 يونيو 2012 06:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
بساط أحمر، وغموض../ اسرائيل اليوم



ببساط أحمر وبتشريفات الملوك استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إسرائيل أمس. الرجل القوي في روسيا هبط في الصباح لزيارة عاجلة من 24 ساعة، التقى في اطارها بكل القيادة السياسية في البلاد. على جدول الأعمال – مواضيع الاقتصاد ولكن بالأساس مسألتين مركزيتين: التهديد الإيراني وترنح نظام بشار الأسد. في أحاديث شخصية مع القيادة السياسية دار الحديث عن برامج ايران النووية وعن التخوف الاسرائيلي من استخدام منظومات من السلاح الروسي من سوريا ضد اسرائيل. في مكتب رئيس الوزراء فضلوا أمس ابقاء الرسالة غامضة وعدم التبشير بتسجيل تقرب أو نتائج ايجابية لجهود الاقناع في موضوعي ايران وسوريا. الزيارة العاجلة التي خطط لها بوتين انقسمت الى قسمين: زيارة سياسية فيها محادثات مع رئيس الدولة شمعون بيرس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان – عن ايران نووية وعن سوريا. القسم الثاني عني بالموضوع الاقتصادي، السياحة والثقافة. لهذا الغرض وصل بوتين مع وفد من 400 شخصية، بينهم وزراء كبار في حكومته ورجال أعمال. في الجانب السياسي، بشكل غير رسمي، في اسرائيل راضون. حسب مصدر سياسي رفيع المستوى، فان احدى الجمل المثيرة للانفعال التي قالها بوتين في الوليمة مع رئيس الوزراء هي ان "في اسرائيل يوجد أكثر من مليون مواطن روسي، ولن أسمح بان يعيشوا في خطر". وحسب ذات المصدر، في الموضوع الايراني نقل نتنياهو الى بوتين رسالة بروح "لا تعرقلوا" العقوبات والمساعي الغربية ضد حكم آيات الله في ايران. في الموضوع السوري، كان الطلب الاسرائيلي عدم تزويد الاسد بالسلاح، وبالتأكيد ليس الان، حين يكون الوضع في سوريا غير مستقر. في اسرائيل التخوف مزدوج: أن يستخدم الاسد السلاح ضد اسرائيل كي يصرف الانتباه عما يجري في بلاده وكي يرص صفوف شعبه حوله، او أن يسقط السلاح الروسي في ايدي محافل الاسلام المتطرف او الارهابيين ومنظمة حزب الله، وأخيرا يوجه ضد اسرائيل او يهددها فيخرق ميزان القوى في المنطقة. بالنسبة لسوريا، اوضح الرئيس الضيف ان ليس له أي التزام تجاه الاسد ولكنه شدد على العلاقة مع الشعب السوري. بالنسبة لايران، امس في الاستقبال الاحتفالي على شرفه في مقر الرئيس بيرس، مع ان بوتين قال ان "لروسيا مصلحة وطنية في ضمان السلام والأمان لاسرائيل"، ولكن الى جانب ذلك أعرب عن تحفظه من هجوم على ايران وحذر: "يجب التفكير قبل القيام بأمور سنأسف عليها بعد ذلك". واضاف الرئيس الضيف: "انظروا ما حصل للامريكيين في افغانستان وفي العراق. قلت هذا ايضا للرئيس اوباما. لا يجب القفز في وقت مبكر أو العمل دون تفكير مسبق". واشار الرئيس بيرس امام بوتين الى ان "القيادة الايرانية تعلن صراحة عن ارادتها في ابادة اسرائيل ونحن لا يمكننا أن نسلم بسلاح نووي في أيدي ايران. أتوجه اليك شخصيا لانك تعرف مصيرنا ومعنى هذا التهديد. مهم أن يسمع صوتك". في اثناء الحدث، دعا الرئيس الروسي الرئيس بيرس الى زيارة خاصة في موسكو في ايلول لتدشين متحف التسامح في المدينة، والذي سيكرس قسم كبير منه لموضوع الكارثة. في البؤرة: التغييرات في الشرق الاوسط             في وقت سابق، في ختام لقائه مع نتنياهو في منزل رئيس الوزراء اطلق بوتين تصريحا، ولكنه قرر الا يكون مؤتمر صحفي وانه لا هو ولا رئيس الوزراء سيجيب على الاسئلة. "تحدثنا بالتفصيل عن البرنامج النووي الايراني والمحادثات كانت ناجعة جدا"، قال الرئيس، "بالطبع كل موضوع التغييرات في الشرق الاوسط هو في بؤرة محادثاتنا".             وقال نتنياهو ان "المحادثات مع بوتين كانت طيبة ومعمقة. نحن نتفق على أن السلاح النووي بيد ايران هو خطر جسيم. قبل كل شيء على اسرائيل، ولكن ايضا على المنطقة وعلى العالم بأسره. يجب الان عمل امرين – تعظيم العقوبات وكذا المطالب من طهران".             من استقبلت بوتين في منزل رئيس الوزراء كانت العقيلة، سارة نتنياهو. لقاء رئيس الوزراء مع بوتين استغرق اربع ساعات وتتضمن وليمة مع وزيري الخارجية والدفاع. وعدد نتنياهو كبار المسؤولين الروس في اسرائيل واثنى على الغاء التأشيرات بين الدولتين مما أدى الى ارتفاع كبير في عدد السياح من روسيا الى اسرائيل.             بوتين، الذي استقبله في مطار بن غوريون وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، بدأ زيارته الى نتانيا، حيث دشن النصب التذكاري الوطني لتخليد انتصار الجيش الاحمر على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.             في الحدث قال الرئيس بيرس ان "كلينا شعبين لا نستسلم، ولا حتى للمعاناة الافظع. لن نسمح مرة اخرى بان تداس كرامة الانسان. لم تكن معاناتنا عبثا. وثقتي ان روسيا التي ضربت الفاشية، لن تسمح بتهديدات مماثلة. لا تهديد ايراني ولا سفك دماء سوري".             الرئيس الروسي قال ان "ما رأيته هنا مثير جدا للانطباع ويعزز احساس الاحترام الذي اشعر به تجاه الشعب اليهودي وتجاه دولة اسرائيل. لروسيا كان دور هام في إلحاق الهزيمة بالنازيين، والشعب الذي اجتاز الكارثة لا بد يتذكر جيدا جلاديه ومحرريه على حد سواء".