القاهرة مراسل سما لم ينم المصريون ليلة امس وعاشت القاهرة احتفالات صاخبة استمرت حتى ساعات فجر اليوم الاثنين فيما ظلت جماهير ميدان التحرير تشرب نخب رئيسها الجديد "محمد مرسي" في مليونية مائجة خلقت اجواءا جديدة وغير مسبوقة في "قاهرة المعز" وباقي نجوعها وقراها. "التحرير" سوق عكاظ السياسة المصرية القديمة المتجددة عاشت اجواءا عصيبة في الدقائق التي سبقت الاعلان امس عن اسم الرئيس المنتخب الجديد لمصر ونتيجة للمقدمة الطويلة التي تلاها رئيس لجنة الانتخابات المصرية الدكتور فاروق سلطان والتي جعلت العالم يحبس انفاسه توقعا للاسوأ في حال فوز الفريق احمد شفيق مرشح المجتمع المدني كما راق للبعض ان يسميه. هستيريا مدوية اصابت المحتفلين امس في "ميدان" صناعة الحلم المصري الجديد اعادت للاذهان ما كان يحدث ايام الزمن الجميل كما يسميه البعض في بدايات عبد الناصر وثورته الاولى،كل ثار بطريقته الخاصة وسط صراخ وهتاف وزغاريد وقفز في الهواء وعناق ودموع قبل ان ينتظم الجميع في هتاف موحد قاده العشرات من على المنصة الرئيسية. حواشي الميدان بعيدا على قلب الميدان كانت روايات وحكايات مصر الكبيرة وفنها تنبض بخصوصية مصرية خالصة عبرت فيها كل محافظة وقرية عن فرحتها بطريقة خاصة عبر رقصات فولوكورية رائعة ابتداءا من رقصات الصعيد الشهيرة وحتى "بحارة" بورسعيد والاسماعيلية . والملفت للنظر ان الالاف من المؤيدين والمؤيدات في ميدان التحرير والذين شاركوا في صناعة مهرجان الانتصار لم يكن يبدو عليهم انهم ابناء للتيار االاسلامي او اعضائه الملتزمين ولعل ذلك يشكل عنوانا لمرحلة جديدة قد يكون الدكتور "مرسي" قد جسدها في خطاب النصر لذي القاه بعد ساعات من اعلان النتيجة والتي اعلن خلالها انه يمثل كل المصريين. "انا قلبي اليك ميال ومرسي هو على البال" خفة الدم المصرية كانت حاضرة بقوة في الميدان ولعل اكثرها اثارة هي القدرة الهائلة لتحوير الاغاني وجعلها في نسق مع الوقائع الجديدة واهازيج الانتصار المنطلقة دون حدود،مجموعة من شباب الثورة يشكلون فرقة موسيقية تصدح باغاني رائعة للثورة والثوار وفجأة يبدأ عازف العود بعزف موسيقى اغنية شهيرة للمغنية الراحلة "فايزة احمد" وهي "انا قلبي اليك ميال وما فيش غيرك على البال". الا ان كلمات الاغنية تستبدل بـ"انا قلبي اليك ميال ومرسي هو على البال". ويواصل المغني الشاب"مرسي بس اللي حببي ..مرسي بس حبيبي ومفيش غيره عل البال". "غزة"حاضرة في الانتخابات المصرية الحضور الفلسطيني وبالذات الغزي كان واضحا في انتخابات الرئاسة المصرية بطريقة مزعجة حيث استخدم انصار المرشح الفريق شفيق وبضغط اعلامي كبير الفزاعة الغزية وحماس في اثارة مخاوف قطاعات عريضة من المصريين حتى المؤيدين منهم لـ"مرسي" . التخوفات الرئيسية كانت تكمن في ان الفريق الاعلامي للفريق شفيق ومؤيديه من الاعلاميين اشاع بين المصريين بان هذه الانتخابات ستكون اخر الانتخابات مستدلين بتجربة حماس بغزة على اساس ان الشعب يكون قد انحاز الى خيار "الله المقدس" وان الاسلاميين يصلون للحكم ديمقراطيا ثم يلغون الديمقراطية ويبدأ تفكيرهم في دولة الخلافة. ولعبت ايضا الاتهامات بان حماس هي الذراع المسلح للاخوان المسلمين المصريين وان نوايا تخريبية لعديد القوى الاسلامية في حال هزيمة "مرسي" لعبت دورا كبيرا ايضا في اخافة قطاع عريض من المصريين وجعلتهم يستنكفون عن انتخاب مرشح الحرية والعدالة.
