طوباس / سما / قال محافظ طوباس والأغوار الشمالية مروان طوباسي، إن الألغام والمخلفات الحربية التي زرعتها قوات الاحتلال بمناطق الأغوار الشمالية تشكل هاجس موت حقيقيا يؤرق حياة المواطنين بكل لحظة.وطالب، خلال اجتماعه في مقر المحافظة، صباح اليوم الأربعاء، مع رئيس المركز الفلسطيني لمكافحة الألغام سليمان عمران، حكومة الاحتلال بضرورة الكشف عن مواقع الألغام وتسليم الخرائط الخاصة بها للسلطة الوطنية حفاظا على حياة المواطنين، الذين سقط منهم عشرات الشهداء والجرحى جراء انفجار آلاف منها منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967 وسيطرة الاحتلال على الأغوار.وناقش الاجتماع الذي حضره رؤساء وممثلو الهيئات المحلية بالأغوار الشمالية، وكادر المحافظة المختص، خطورة وجود حقول الألغام بتلك المناطق الرعوية والزراعية وبين مساكن مواطني الأغوار، وشددوا على ضرورة حصر المتضررين جراءها والأراضي التي تتواجد بها مثل تلك الألغام والمخلفات الحربية.وأشار طوباسي إلى وجود عشرات حالات الإعاقات بين المواطنين تتمثل في بتر أجزاء من الجسم نتيجة عمليات زرع الاحتلال للألغام في المناطق التي يستخدمها الرعاة والمزارعون، مؤكدا أن الاحتلال يلقي بالمتفجرات بأشكال مختلفة داخل أراضي المواطنين ما يجعلهم عرضة لخطر انفجارها بأي لحظة.ودعا طوباسي مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لدى حكومة الاحتلال لتسليم خرائط الألغام للسلطة الوطنية ليتسنى لها إزالتها بالتعاون مع الجهات الدولية حفاظا على حياة مواطنيها وتنفيذا للقرار الأممي بهذا الخصوص.وأوضح أن ’لا إحصائيات رسمية حول عدد المصابين والشهداء، كما أنه لا وجود لمناطق محددة لتلك الألغام’ داعيا الهيئات المحلية للتعاون مع المركز الفلسطيني لمكافحة الألغام وتقديم المعلومات الدقيقة عن الشهداء والمصابين جراءها والأراضي التي توجد بها.بدوره، استعرض عمران خطة عمل ’المركز الفلسطيني’ والتي وصفها بالعمل الإنساني والوطني، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 800 ضحية بين مصاب وشهيد وآلاف الدونمات المزروعة بالألغام والمخلفات الحربية والتي خلفتها الاحتلالات المتتالية للوطن حسب تقديرات أممية.وقال: ’لا يوجد قاعدة بيانات رسمية عن أعداد ضحايا الألغام وهذا ما نعمل عليه من خلال خطة المركز بالتعاون مع الجميع’.وأضاف عمران: إن محافظة طوباس والأغوار الشمالية من أكثر المحافظات عرضة لهذه المخاطر، الأمر الذي يتطلب تعاون الأهالي والهيئات المحلية مع فريق الباحثين الاجتماعيين الذي سيرسله المركز الفلسطيني لاحقا لتسجيل كل ما يتعلق بالخصوص، مشيرا إلى وجود فريق تنفيذي لإزالة الألغام حصل على التدريب المناسب وبالتعاون مع جهات دولية، إضافة إلى وجود لجنة استشارية مكونة من عدة وزارت ومؤسسات مهمتها تأهيل وتعويض ضحايا الألغام.وكشف النقاب عن خطة إعلامية كبيرة ستنطلق للتوعية من خطورة العبث بمخلفات الاحتلال وتحذير المواطنين من الاقتراب من حقول الألغام وكيفية التعامل معها، مبينا أن هناك فريقا متخصصا بعمليات الإنقاذ وتأهيل المصابين.وأكد عمران أن المركز الفلسطيني لمكافحة الألغام يعمل على تنظيف محافظات الوطن من بقايا الاحتلال التي أدت إلى استشهاد وإصابة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، مستندا بذلك على قرار أممي بالتعاون مع جهات دولية ومحلية، داعيا إلى التعاون الكامل مع الفرق التابعة للمركز الفلسطيني والإدلاء بالمعلومات الدقيقة والكاملة عن ذلك.