صاروخا غراد أُطلقا أول أمس من سيناء وسقطا في اراض مفتوحة، واحد في منطقة عوفدة والثاني في منطقة متسبيه رمون. لم يصب أحد بأذى ولم تقع أضرار. هذه هي المرة الاولى التي تنجح فيها المنظمات الفلسطينية في اطلاق صواريخ نحو هذه المناطق. في تطور مقلق في العلاقات المصرية – الاسرائيلية، وبالذات عشية الجولة الثانية من الانتخابات للرئاسة في مصر، قالت محفل أمن اسرائيلية ان نار الصواريخ جاء حسب طلب مسؤولين كبار من الاخوان المسلمين. وحسب هذه المحافل، أطلقت الصاروخين خلية بدوية تعمل في سيناء وتُفعلها حماس. ولكن في هذه الحالة حماس لم تكن المبادرة الى اطلاق النار بل المنفذة لطلب المسؤولين الكبار في الحركة المصرية، في عملية مسلحة اولى من نوعها ضد اسرائيل. ليس واضحا على الاطلاق ما الذي وقف خلف الطلب الشاذ والتدخل الاستثنائي من الاخوان المسلمين. ولم يُبلغ اذا كانت النار هي جزء من محاولة اطلاق صليات من الصواريخ نحو منشآت محددة في اسرائيل. في المحادثات مع الاسرة الدولية، عرض الاخوان المسلمون حتى الان خطا سياسيا متصالحا تجاه اسرائيل في ظل الايضاح بان ليس في نيتهم الغاء اتفاقات السلام معها. كما أن مرشح الاخوان في الانتخابات للرئاسة، محمد مرسي، قال امورا مشابهة. ولكن في المهرجانات الانتخابية للحركة اطلقت تحريضات شديدة ضد اسرائيل. في احد المهرجانات التي جرت في بداية ايار في مدينة المحلة في منطقة الدلتا، بحضور مرسي، وعد الناطقون بان هدف الاخوان المسلمين هو تحرير القدس من ايدي اسرائيل. الناطق المركزي في ذاك الحدث، رجل الدين صفوت حجازي قال ان مرسي سيحرر القدس. وعلى حد قوله فان حلم الاخوان هو "الامم المتحدة العربية" وعاصمة هذه الدولة ستكون "القدس انشاء الله". "عاصمتنا لن تكون مكة او المدينة، بل القدس. على القدس رايحين شهداء بالملايين"، هتف. "فليعلم كل العالم، ونحن نقول هذا صراحة: هدفنا هو القدس وسنصلي في القدس أو نموت شهداء على حطامها". أحد الناطقين الاخرين قال: "غدا سيحرر مرسي غزة". والمغني في المناسبة انشد يقول: "غاب النوم عن عيون اليهود، تعالوا يا أحبة الشهادة، كلكم حماس. احملوا السلاح واستعدوا للصلاة". بقايا الصاروخين اكتشفت أمس في منطقة عوفدا شمالي مدينة ايلات وفي منطقة متسبيه رمون. وبدأت قوات الامن باعمال التمشيط بعد أن سمعت يوم الجمعة في المنطقة اصوات انفجار. ولم تقع اصابات أو اضرار. وتبين من فحص خبراء المتفجرات بان هذين صاروخا غراد محسنان الى مدى 45كم بقطر 122ملم. في نيسان الماضي اطلق نحو مدينة ايلات ثلاثة صواريخ غراد. في حينه أيضا لم يكن أي انذار قبل اطلاق النار وفقط بعد العثور على البقايا تبين أن اطلاق النار قامت به خلية عملت في سيناء. في آب 2010 انفجر في منطقة ايلات والعقبة خمسة صواريخ غراد اطلقت من الاراضي المصرية وقتلت مواطنا اردنيا. في اسرائيل يحذرون المرة تلو الاخرى في الاشهر الاخيرة من ان شبه الجزيرة تصبح دفيئة لمنظمات الارهاب الاسلامية وتعمل ايضا كـ "ساحة خلفية" لحماس لغرض التجارب. في آب الماضي خرج من نطاق سيناء هجوم ارهابي بادرت اليه منظمة لجان المقاومة الشعبية. رئيسة مجلس متسبيه رمون، فلورا سوسان، قالت أمس "اننا جد نأمل الا ندخل الى خريطة الغراد، وان يكون اطلاق النار هذا حدثا لمرة واحدة".