القاهرة / أشرف أبو الهول/ سما / رغم التصريحات الايجابية التي صدرت عن وفدي فتح وحماس عقب لقائهما بالقاهرة الأسبوع الماضي من أجل إنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وغزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية إلا أن كل المحللين يربطون بين شخص الرئيس المصري القادم وتحقيق المعالجة الفسطينية بالفعل. ففي حين اتفقت حماس وفتح علي تفعيل عمل المجلس التشريعي واستعرضتا أسماء المرشحين لشغل المناصب الوزارية وآليات عمل الحكومة المفترض أن يترأسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلا أنهما اتفقتا أيضا وهذا هو الأهم علي حسم هذا الملف في لقاء مشترك بين أبومازن وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بالقاهرة في العشرين من الشهر الحالي بعد انتهاء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية. ويعتقد الكثير من المراقبين أن تحديد موعد حسم ملف المعالجة عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية المصرية مقصود من حماس بشكل خاص حتي لا تندم علي أي تنازل إذا كان الفائز برئاسة مصر هو الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين وصديق الحركة, وبالتالي يمكنها حينئذ تحسين شروط التفاوض من موقف القوة. أما إذا فاز الفريق أحمد شفيق, فالمتوقع أن تكون علاقة فتح والسلطة به أقوي, وبالتالي تستفيدان من وجوده علي رأس السلطة بينما تتحجج حماس انها توصلت إلي تفاصيل الاتفاق قبل الانتخابات.وعلي الأرض في غزة والضفة الغربية لا يشعر المواطنون في شطري فلسطين المنقسمة بالمصالحة من هذا الطرف أو ذاك بل إن منطق المصلحة يتغلب علي الرغبة في المصالحة لأن المعالجة ستؤدي إلي فقدان الكثيرين من الجانبين لمناصبهم ومكاسبهم خاصة من الذين يقفون في الصفوف الأولي وأنصارهم في سلطتي الضفة وغزة. ويتناقض الإحساس علي الأرض بعدم وجود رغبة جدية في السعي للمصالحة مع تصريحات عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح ورئيس وفدها في المفاوضات مع حماس الذي ينفي بقوة وجود خلافات عميقة في الحوار بين الجانبين ووصفه هذا الكلام بأنه كلام فارغ ولا يستحق الرد, مؤكدا أن لجنة الانتخابات الخاصة بالمجلس الوطني أنجزت مهمتها بعد اجتماعها في عمان بالأردن علي مدي يومين كما أن لجنة الانتخابات المركزية تواصل عملها علي الأرض في غزة. وبعيدا عن تفاؤل النائب عزام الأحمد بدأت تخرج تصريحات من هنا وهناك تدمر الأجواء الايجابية التي يتحدث عنها, حيث اعتبر فوزي برهوم المتحدث باسم حماس أن تعيين وزارة الدفاع الأمريكية منسقا أمنيا جديدا مع السلطة الفلسطينية هو بول بوشونج يهدف إلي خلف ترويكا أمنية جديدة من السلطة برام الله وأمريكا وإسرائيل تعزز الانقسام الفلسطيني وتجرد السلطة من مهامها الوطنية وتجعلها سلطة بوليسية قمعية وأداة في يد الاحتلال. والواضح من كلام فوزي برهوم أنه يبحث عن مبرر للتهرب من استحقاقات المصالحة إذا حدث ما تريده حماس ونجح مرشح الإخوان المسلمين بمصر. ورغم عدم تسرب أي أسماء للوزراء المحتملين في حكومة المعالجة الفلسطينية التي يفترض أن يتفق عليها أبومازن ومشعل في القاهرة يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل في لقائهما المحدد سلفا رغم ذلك فإن المبادئ العامة التي وضعت لاختيار أسماء الوزراء, أكدت ضرورة أن يكون الوزير مستقلا ولا ينتمي لأي فصيل وأن يحظي بالتوافق الوطني وأن يكون من الكفاءات وهي مبادئ عظيمة إذا جري تطبيقها فعلا.