غزة / سما / تنوعت تعبيرات الأطفال في وصف فرحتهم بانطلاق فعاليات الصيف في مركز القطان للطفل, فمنهم من نط فرحاً, وآخر رسم على وجهه ضحكة بريئة, وأخرى تجمعت مع صديقاتها ليؤلفوا قصة جميلة ويرووها بطريقة طفولية بحتة, وآخر مشغول بمتابعة الجميع. هذه هي الأجواء التي سادت ممرات وزوايا وأندية مركز القطان للطفل المختلفة فور إطلاق فعاليات صيف 2012 "قطورة...الماء حياة", وقد بدا اندماج الأطفال واضحاً في ملامح الصغار, بعد أن وجدوا عالمهم الطفولي فور انتهاء العام الدراسي وبدء الاجازة الصيفية. وقد خطط المركز لصيف ملئ بالأنشطة المميزة من مسابقات, تجارب, رواية للقصة, موسيقى, رسوم كاريكاتورية, أنشطة تفاعلية عن الماء وأهميتها في الحياة اليومية, فنون وألعاب, اكتشافات, بحث في الكتب, إضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات التي تدمج الأطفال مع ذويهم. وعكست زوايا المركز مدى فرحة الأطفال واندماجهم بهذه الأنشطة, فوجدنا مجموعة من الأطفال وقد بدت السعادة واضحة عليهم, اقتربنا منهم وجلسنا في حلقة دائرية, ليتحدث كل واحد منهم عن الأنشطة التي شارك فيها وعن الزوايا التي أعجبته, وعن الجو الذي أصبح جزء منه أو منها. بدأ بالكلام الطفل أحمد أبو النصر 11 عام, وقال: "كان اليوم جميلاً للغاية, اشتركت في العديد من الأنشطة, ومنها نشاط قصتي وكان جميلاً جداً تعلمنا خلاله كيفية تخيل القصة بقالب سحري جميل, حيث توجب علينا أن نكتب قصة خيالية". وأضاف: "أنا بطبيعتي أحب الرسم والمغامرات وقراءة القصص, لذلك شعرت أن المركز ممتع ويقدم المعلومات بشكل جميل وجذاب, شعرت كذلك أن الأنشطة بشكل عام جميلة لأن الجميع كان مندمجاً فيها", وتابع: "أخذنا كل شئ عن الماء وفوائده, واستفدنا معلومات كثيرة". أما هيا أبو النصر 14 عام فقد بدا عليها التأقلم مع الجو الطفولي, موضحة أن ميزة المركز أنه يحتوى على زوايا تناسب كافة الأعمار لغاية سن الخامسة عشر, وقالت: "المركز رائع جداً, وهناك العديد من الأطفال الذين يمتلكون مواهب ويحتاجوا إلى تنميتها والقطان يساعدهم في ذلك". وأضافت هيا وهي تجلس بجوار صديقتها هدى: "يتم هنا تقديم العلوم بطريقة فكاهية وترفيهية تكسر الجمود بين الأطفال وتلقيهم للمعلومة, حيث يحبب ذلك الأطفال في المواد التي يتم تقديمها بطريقة جميلة", لافتة إلى أنها اشتركت في نادي العلوم وتم تقديم تجارب علمية عبرت عن كيفية تفاعل مادتين, وقالت: "كان عندي مشكلة من ناحية كيفية خروج دمج مركب معين بآخر, ولكن في المركز تم شرحها بطريقة مبسطة وجميلة". وبلغتها البسيطة أضافت: "أجمل شئ في المركز كل طفل بيعيش عمره, الأطفال بيشعروا انهم وجدوا طفولتهم", لافتة إلى أن اندماج كافة الشرائح العمرية للأطفال مع بعضهم البعض بهذا الشكل يخرج الأطفال من جو العزلة ويعلمهم كيفية العيش في مجتمع عام, ووصفت هيا المركز بأنه مجتمع نموذجي صغير للأطفال. وقالت هدى: "الجميل في المركز كذلك أنه يهتم بالمواهب, حيث أنني أحب الشعر, وعندما وجدوا عندي القدرة على ذلك سجلوني في نادي الأدب, وأشعر بأنني سأتعلم الكثير من الأمور التي ستفيدني وتطور من موهبتي, أصبحت في كل يوم أصحو من نومي وأفكر كيف سأقضي اليوم وما هي الأمور التي سأفعلها والتي سأبحث عنها في كتب المركز". وأشارت إلى أن زاوية قصتي علمت الأطفال كيفية تخيل القصص بايجابية, حيث أنه وفي بداية النشاط طلب الأستاذ من الأطفال تخيل بعض الأمور فقالوا له "لا نرى شيئاً", ولكنه علمهم كيفية النظر إلى الأمور بايجابية ورسم أي لوحة سوداء بألوان الأمل والمستقبل الجميل. خلال حديث هيا أبدى جميع الأطفال رغبتهم في الحديث بحماس عن مشاركتهم في الأنشطة, في حين كانت صديقتها هدى البيوك 14 تفكر في أمر ما, قطعنا عليها تفكيرها لنسألها عن مشاركتها في المركز فقالت: "المركز رائع جدا, ولأول مرة أشاهد أنشطة جميلة تناسب عمري, فأنا كنت أقضي الاجازة في البيت, ولكن الآن سأستغلها بشكل ايجابي في تجارب ومعلومات لم أتمكن من تحصيلها في المدرسة". وعن الشئ الذي كانت تفكر فيه, قالت هدى: "كنت أفكر في أن عمري بعد شهور سيكون غير مناسب للاستفادة من أنشطة المركز حيث أنه يقدم الأنشطة لغاية عمر 15 سنة, أتمنى أن يتم تمديد فترة الاستفادة لغاية الثانوية العامة, فأنا وصديقاتي نحتاج إلى ذلك". وأشارت إلى أنها اشتركت في نشاط قصتي ولعبت ألعاب تنشيط, والعديد من الأنشطة التي توسع مدارك وأفكار الأطفال من خلال تأليف القصص ومشاركة الجميع في ذلك, وإكساب الأطفال لغة عربية وتعريفهم على أنماط التفكير الايجابي. وأضافت: "أخي الصغير كان خجولاً ومنطوياً إلى حد كبير, ولكن بعد أن شاهد لعب الأطفال ومشاركته لهم أصبح منطلقاً إلى حد كبير, وتعرف على أطفال جدد", داعية الأطفال كافة إلى استغلال الاجازة الصيفية بالتوجه إلى المراكز والمؤسسات الخاصة بالأطفال. أما شقيق هدى الأصغر, صلاح البيوك11 عام, والذي بدت على ملامحه علامات الذكاء وطلاقة اللسان, فقد قال: "المركز جميل ولكن نريد أنشطة تناسبنا نحن الكبار, جميع الأنشطة التي يتم تقديمها تخص الصغار", متناسياً أنه لم يتجاوز الحادية عشر بعد. وأشار صلاح إلى أن المركز يمثل للأطفال الثقافة العلمية ويعلمهم كيفية بناء الشخصية والثقة بالنفس, وقال: "الأطفال ملوا من الأمور التقليدية, وهم بحاجة كبيرة إلى مثل هذه المراكز, والجميل في القطان أنه مجاني وبإمكان الجميع الاستفادة من أنشطته المميزة". وفي زاوية أخرى من زوايا المركز كان الطفل المُقعد لؤي سكيك 9 أعوام قد انشغل بتلوين عصفورة جميلة, وقال: "أحببت المركز كثيراً لأنه يحتوي على كمبيوتر وألعاب وقصص جميلة, جئت برفقة إخوتي ونحن جميعاً مستمتعون بهذا الجو الجميل". وقد حدد مركز القطان للطفل أنشطة خاصة في كل يوم من أيام الأسبوع, فيوم السبت يتم تقديم نشاط "كنوز المعرفة, تجارب مائية, قصتي, رواية القصة, خربشات, موسيقى للجميع, بطاقات, كاريكاتير, كل شئ عن المياه, فنون وألعاب, قطورة, وكتاب الماء". أما يوم الأحد فيتم تقديم نشاط "كنوز المعرفة, أدوار, حياتنا في فيلم, فنون وألعاب, رواية القصة, ماء وألوان, بيت المراجع, تعلم وامرح مع الحاسوب, كل شئ عن المياه, بطاقات, ومكتشفون صغار", بينما يقدم يوم الاثنين نشاط "كنوز المعرفة, قادة صغار, صندوق الحكايات, رواية القصة, تجارب مائية, قصتي, الآخر, جديد التكنولوجيا, بلدنا أحلى, كل شئ عن المياه, عروض تركيبية, صناعة الأفلام السينمائية, بطاقات, الميكروفون المفتوح, فنون وألعاب, قطورة, ومكتشفون صغار". وعن يوم الثلاثاء فيتم تقديم نشاط "كنوز المعرفة, أدوار, حياتنا في فيلم, رواية القصة, الماراثون المعلوماتي, موسيقى للجميع, خربشات, ناس وناس", أما يوم الأربعاء فيتم تقديم نشاط "كنوز المعرفة, قادة صغار, صندوق الحكايات, مصنع العلوم, رواية القصة, بلدنا أحلى, أين؟, تجارب مائية, قصتي". كذلك يتم تقديم يوم الأربعاء أيضا "عروض تركيبية, صناعة الأفلام السينمائية, الدولاب الثقافي, كتاب الماء, قطورة, جولة في غزة", أما يوم الخميس فيتم تقديم: "كنوز المعرفة, حياتنا في فيلم, مصنع العلوم, رواية قصة, سمسم والحاسوب, فنجان قهوة, الآخر, ناس وناس, عروض فنية وسينمائية". وعن الدورات الفنية والثقافية من 9 يونيو حتى 19 يوليو, سيتم تقديم دورة "عروستي, صناعة الدمى", أما دورات الحاسوب فهي "دورة سكراتش, تصاميم, مصمم مواقع انترنت, 3D, كودو, لوجو". وتأتي فعاليات القطان لصيف 2012 بعنوان "قطورة" امتداداً لفعاليات المياه والتي نفذها مركز القطان للطفل, من 11 مارس حتى 22 مارس الجاري بمناسبة يوم المياه العالمي, وتضمنت سلسلة الأنشطة المميزة تعريف الأطفال على أهمية وجود المياه والعناصر التي تتكون منها ومزج ذلك بالأمن الغذائي. واستهدفت ما يزيد عن 2000 طفل من أطفال قطاع غزة, حيث تم التنسيق مع عدة مدارس حكومية ابتدائية وإعدادية, بواقع 200 طفل وطفلة يومياً, تعرضوا للعديد من الفعاليات المميزة التي تهدف إلى توصيل المعلومات المتعلقة بالمياه والأمن الغذائي للأطفال بشكل علمي ممزوج بالترفيه والسلاسة من أجل تسهيل عملية وصول المعلومة للطفل. ويسعى القطان إلى تشجيع الأطفال على ممارسة العادات الصحية ومن ضمنها كيفية استخدام المياه, حيث أنه من المهم أن يكون الأطفال على دراية بطبيعة المياه لأنها سر وجود الحياة, وأن تشجيع الأطفال على المشاركة بالأنشطة التفاعلية تخدم موضوع ترشيد استهلاك المياه وتعريف الطفل على كيفية الصداقة مع البيئة.
