خبر : المخابرات طلبت من سائحات امريكيات بأسماء عربية الكشف عن الرمز السري للبريد الالكتروني../ هارتس

الأربعاء 06 يونيو 2012 09:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
المخابرات طلبت من سائحات امريكيات بأسماء عربية الكشف عن الرمز السري للبريد الالكتروني../ هارتس



              توغلات المفتشين الامنيين في مطار بن غوريون ليست سرا. ولهذا فان المسافرين المرشحين للتفتيشات المتوغلة: فلسطينيون من مواطني الخارج، مشبوهون في أعمال مؤيدة للفلسطينيين، مواطنون من دول أجنبية يعملون في مناطق السلطة الفلسطينية أو مجرد سياح يريدون أن يصوروا سور الفصل – يعرفون احيانا أي وسائل حذر يتخذونها كي يمنعوا التوغلات. بدون حقائب، غير ممكن، ولكن هناك من يتخلى عن الحاسوب، أو يجلبون حاسوبا جديدا ورخيصا. وهكذا أيضا بالنسبة لجهاز الهاتف النقال. هناك أناس سمعوا من قنصلياتهم في القدس بانه من الافضل لهم عند خروجهم من البلاد أن يرسلوا بالبريد الالكتروني صور السور او مظاهرات بلعين والنبي صالح، مثلا، كي لا يعثر المفتشون عند الخروج على المادة المدينة او يشطبوها.             نجوى درمان، معمارة ابنة 25 وساشا الصربي، عاملة في مجال المالية ابنة 24، لم يفكرا بان عليهما أن يتخذا وسائل حذر خاصة. الصديقتان، من مواليد الولايات المتحدة وتسكنان في نيويورك، جاءتا مع حاسوب وآيباد لنزهة نحو عشرة ايام في البلاد التي ولد فيها الاجداد والجدات، ولم يُسمح لهما بان يعودا اليها بعد العام 1948.             درمان سبق أن زارت البلاد ثلاث مرات. أما الصربي فهذه هي المرة الاولى لها. هبطتا في 26 أيار في محيط الساعة الرابعة بعد الظهر. "ما اسم ابيك؟"، سُئلت درمان في رقابة الحدود. فأجابت: "بسام". وهي تعتقد بانه قد يكون الام عربي هو السبب الذي جعلها هي ورفيقتها تؤخذان جانبا، للاستجواب. لدى الصربي كان هذا قصيرا. 20 دقيقة. وفي الخامسة بعد الظهر استدعيت درمان الى حديث مع امرأة أمن لم تعرض نفسها بالاسم وبالمنصب. وفي الغرفة كانت حضرت محققات اخريات. القسم الاول من الاستجواب بدأ باسئلة مثل: "هل انتِ تشعرين عربية أكثر أم أمريكية أكثر؟ (وجواب المحققة نفسها: بالتأكيد انتِ تشعرين أنكِ عربية أكثر)، هل ستزورين الاقصى؟ هل ستزورين ايضا مواقع يهودية؟ لماذا تأتين الى البلاد للمرة الثالثة؟ يمكنك أن تسافري الى المكسيك، فنزويلا، كندا. هذا أرخص بكثير من الطيران الى هناك". وعندما أجابت درمان بسؤال "أليس لديكم سياح آخرون يأتون أكثر من مرة؟" أجابتها المحققة بزعم درمان: "أنا من أسأل الاسئلة هنا".             وعندها قالت لها المحققة حسب تقريرها: "حسنا نحن الان سنقوم بشيء مشوق جدا". وفسرت درمان تعابير وجه المحققة كتعابير تتراوح بين السخرية والرضى الذاتي. وتكتكت المحققة على لوحة الحاسوب عنوان "موقع جي" ميل على الحاسوب في مكتبها، ووجهت اللوحة لدرمان وطلبت منها أن تدخل حسابها. وتشهد درمان بانها ذهلت. كانت تعرف بان الاسرائيليين جيدون في محركات بحث غوغل ولكنها لم تعتقد ابدا انهم سيسيرون هذا الشوط البعيد. لم تفكر بالرفض بان هذا كان الامر المنطقي، كما كتبت بعد ايام من ذلك في مدونتها التي نشرت على الانترنت. وبشهادة درمان، قرأت المحققة كل رسالة تضمنت كلمة "فلسطين"، "اسرائيل"، "الضفة الغربية"، حركة "التضامن الدولية"، وقرأت بصوت عال بعض الجمل. وأخذت درمان الانطباع بأنها قرأت مع تشديد ساخر محادثات ثرثرة تبادلتها وصديقتها عن النزهة المستهدفة. وبعد ذلك سجلت المحققة أسماء رجال الاتصال، عناوين وهواتف.             يتبين انه في اثناء شهر أيار تعرضت مواطنتان امريكيتان تحملان اسماء عربية الى ذات الطلب في أن يسلما محققي المخابرات في مطار بن غوريون تفاصيل عن بريديهما الالكتروني. وهاتان هما مسافرتان أخريان نشرتا ما تعرضتا له في المطار. واحدة هي ساندرا تماري، من منظمة السلام المسيحية "الكويكرز" ابنة 42، النشيطة ايضا في حركة المقاطعة، الامتناع عن الاستثمار والعقوبات BDS . أما الثانية فطلبت عدم ذكر اسمها. ولكن الاثنتين رفضتا تسليم عناوين ورموز سرية لحسابيهما. وقال المحققون لهما انهما تخبآن شيئا رهيبا اذا كانتا ترفضان ذلك. ولم يُسمح لهما بالدخول الى البلاد.             ما نشرتاه أثار الشبكات الاجتماعية في الايام الاخيرة وبعد ذلك الصحافة المطبوعة والتقليدية. وعقب على هذا مواطن ألماني كتب لـ "هآرتس" في بريد الكتروني وصل امس: "فوجئت لان اكتشف بان هذه الحالات نشرت كأمر فضائحي على نحو خاص. منذ سنين، في اثناء ما يسمى "تفتيشات أمنية" يجري بشكل دائم التغلغل الى خصوصيات المواطنين الاجانب. أنا نفسي وبعض الاشخاص الذين أعرفهم، ممن هم مواطنون ألمان دون "صلة عربية" طولبوا بان يدخلوا الى حساباتهم على الفيس بوك كي يفتش على ما كتب فيها واي نوع من الاصدقاء لهم. كل مواطن اجنبي أعرفه حظي بمعاملة كهذه. وأنا اتساءل كيف يمكن ان توصف مثل هذه الاجراءات بانها سليمة حسب القانون الاسرائيلي".             وهو يتناول رد المخابرات لـ "هآرتس" ولوسائل اعلام اخرى والذي جاء فيه بان "الاعمال التي يقوم بها ممثلو المخابرات في مثل هذه الاستجوابات هي وفقا لصلاحيات المخابرات حسب القانون". جمعية حقوق المواطن لا توافق على ذلك. خلافا لادعاء المخابرات، برأيها هذه ممارسة غير قانونية. وحسب المحامية ليلى مرغليت من الجمعية فان "التوغل في الحاسوب او في البريد الالكتروني يشكل ما خطيرا بالخصوصية والكرامة، ولهذا فان القانون يحدد تحفظات متشددة على الملابسات التي يسمح فيها بذلك، بل ويشترطه بأمر قضائي. الطلب من الزوار الاجانب الى البلاد تسليم تفاصيل عن بريدهم لسلطات أمن الدولة يبدو كشيء ينتظره الزوار الى دول شمولية".             بعد نحو خمس ساعات من التحقيق، طُلب من درمان ورفيقتها الانتظار ثلاث ساعات اخرى وبعدها بلغتا بانهما ممنوعتان من الدخول. وبمرافقة مشددة من رجال الامن نقلتا الى قسم آخر من المطار، صورتا، واجتازت حقائبهما تفتيشا يدويا دقيقيا  من أدنى قطعة ملابس الى أدوات التجميل. الحاسوب والايباد ادخلا مرات عديدة في آلة فحص المواد المتفجرة. وفي التفتيش الجسدي – خلف ستار – زمرت آلة فحص المعادن بسبب زر في بنطال الجينز. درمان طُلب منها نزع بنطالها. وبعد أن انفجرت بكاءا ورفضت وبعد أن هددوها بان واحدة ما ستجبرها على نزع بنطالها، تلقت بنطالا قصيرا وجد في حقيبتها وارتدته قبل الفحص المتجدد. وقضتا الليلة في منشأة الاعتقال في مطار بن غوريون ونحو 14 ساعة بعد هبوطهما، نقلتا الى طائرة مقصدها فرنسا. هذا يحصل كثيرا، قال لهما الكابتن.