صوفيا / وكالات / وضع محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، اليوم السبت، عددا من المسؤولين البلغار في صورة وضع مدينة القدس، والوضع السياسي بالشرق الأوسط وعملية السلام، بحضور سفير فلسطين أحمد المذبوح. وفي هذا السياق، أشار الحسيني، خلال لقائه مستشار الرئيس البلغاري للشؤون الخارجية تيخومير ستويشيف، إلى المأزق الذي تمر به عملية السلام الناجم عن التعنت الإسرائيلي والإجراءات الأحادية التي تقوم بها سلطات الاحتلال، خاصة التوسع الاستيطاني وقضم الأرض الفلسطينية، في محاولة للقضاء على حلم الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. واستعرض جملة من الإجراءات المتعلقة بمدينة القدس التي تتنافى وروح عملية السلام والمواثيق والأعراف الدولية من حيث سياسة هدم المنازل ومصادرة الأراضي، وسحب الهويات، والاعتقالات، والشروط التعجيزية التي تضعها سلطات الاحتلال لإيقاف النمو الطبيعي للفلسطينيين، في الوقت الذي تقدم فيه التسهيلات للتوغل الاستيطاني في مدينة القدس . وأوضح أن المعركة في المدينة المقدسة امتدت إلى الأحياء المقدسية وأخذت تدور من بيت إلى بيت، بهدف الضغط على المقدسيين، مسيحيين ومسلمين، لتهجيرهم قسريا وبشكل هادئ، وبالتالي تفريغ المدينة من سكانها وإحلال مستوطنين متطرفين مكانهم . وأشار إلى الجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس الصادقة نحو السلام كإستراتيجية فلسطينية ثابتة مؤيدة بمساندة عربية متمحورة بمبادرة السلام العربية، والتي تقوم إسرائيل بالالتفاف عليها من خلال إجراءاتها اللاإنسانية والتوسعية. ولفت للخطوة الفلسطينية بالتوجه إلى هيئة الأمم المتحدة لانتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة المستقلة رقم 194 على غرار الاعتراف الأممي بدولة جنوب السودان، من أجل إعادة المفاوضات بين الجانبين إلى مسارها الصحيح والتأكيد على احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية عام 1967 ودحض الرواية الإسرائيلية بأراض متنازع عليها، منوها إلى الدبلوماسية الفلسطينية بالتوجه إلى حشد التأييد الدولي للمسعى الفلسطيني والنوايا الصادقة نحو السلام، معربا عن أمله في أن تتخذ الدولة البلغارية موقفا مؤيدا للحقوق الوطنية الفلسطينية . بدوره، أكد المستشار السياسي للرئيس البلغاري اهتمام القيادة البلغارية ومتابعتها لما يجري في الشرق الأوسط، منوها إلى العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الفلسطيني والبلغاري. ودعا إلى ضرورة العودة لمائدة المفاوضات التي تعتبرها بلغاريا السبيل الأمثل لإيجاد حل لكافة المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، والطريق الأسهل لإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل . وأعلن شويشييف رفض بلادة لأية إجراءات أحادية الجانب لإيمانها أنها لا تخدم عملية السلام، والرفض المطلق لظواهر التطرف، داعيا جميع الأطراف إلى تحمل المسؤولية وتكريس الجهود نحو حلول خلاقة ترضي كافة الأطراف وتحافظ على مصالح الجميع. وفي السياق ذاته، التقى محافظ القدس بنائب وزير التطوير الإقليمي والأشغال العامة البلغاري نيكولاي نانكوف، واستعرض له الجهود التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية في إرساء البنية التحتية للدولة الفلسطينية القادمة وبناء المؤسسات القادرة على الحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني في جميع النواحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياحية، انطلاقا من الإستراتيجية الثابتة القائمة على إرساء قواعد السلام العادل والشامل في المنطقة. ودعا إلى دور أوروبي أكثر فاعلية في الضغط على إسرائيل ورفع الظلم عن الإنسان والأرض الفلسطينية، وتجسيد خطوات عملية تقود إلى تحقيق سلام شامل وترسيخ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية . كما اجتمع الحسيني بنائب رئيس البرلمان البلغاري أنوار لطفي، رئيس حركة الحقوق والحريات وهو حزب ليبرالي معارض يحظى بنسبة 12% من أعضاء البرلمان. واستعرض الحسيني، خلال لقائه لطفي، جملة من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الإنسان الفلسطيني، خاصة في مدينة القدس المستهدفة التي تتعرض لأبشع عملية استيطان وإحلال وتهويد وتهجير قسري هادئ للمسيحيين والمسلمين على حد سواء، داعيا إلى مساندة الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية.