خبر : ابو مازن وأطفال الحجارة والمصالحة ...اياد السراج

الأربعاء 30 مايو 2012 10:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ابو مازن وأطفال الحجارة والمصالحة ...اياد السراج



حدثني صديق قريب من مواقع اتخاذ القرار في غزه ورام الله والقاهرة عن الأجواء الايجابيه التي تسود في أروقة التفاوض بين مندوبين من حماس ومندوبين ابو مازن(فتح) وبدا صديقي متفائلا. وحين ذكرته بتفاؤلاته السابقة اكد لي بأن المرة هذه مختلفه! بل قال انه يعلم انهم انتهوا من معالجة الملفات العالقة جميعا وانهم سيبدأون التشاور حول تشكيل الحكومة في الخامس من يونيو وطلب مني مازحا ( وربما جادا) ان كنت ارشح أشخاصا لتولي مناصب وزاريه! وبعد هذا الكلام المتفائل التقيت مع عدد من الأصدقاء المتشائمين وهم بدون شك عينة صغيرة من سكان غزة الذين يعتصرهم الألم على ما يبدو من الضياع الشامل؛ ضياع الارض وضياع القدس وضياع الوحدة الوطنية بل والقضية كلها بعد اجيال من الشهداء والمناضلين والأسرى وضياع المستقبل.  انها حالة من الضياع النفسي الذي يهدد النمو الطبيعي للشخصية الانسانيه. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الان هو "كيف يفكر أطفال اليوم الذين يعيشون في أجواء الإحباط والتشاؤم في وطنهم ومسقبلهم وهم يسمعون الكبار يتحدثون عن بشاعة الحياة والرغبة في الهجره؟". اين أطفال اليوم من أطفال الانتفاضة الاولى الذين كانت تشحذ أرواحهم تلك المواجهة الرائعة مع الجيش الاسرائيلي المنهزم امام حجارتهم؟! هل نتأمل في طفولة جديدة ؟ لتتحدى من؟ وأين؟ هل نحتاج للانقلاب على انفسنا وعلى تنظيماتنا وقياداتها ؟ . قلت ذلك للأصدقاء من حولي فانبرى احدهم بالقول بأنه متفائل لانه استمع لإسماعيل هنيه، رئيس الوزراء يعلن انه سيعود مواطنا عاديا حين تتشكل الحكومة الوحدوية المرتقبة ! وقال صديق اخر يجبر الجميع على السماع لصوته الخفيض" بل أني مقتنع ان ابو مازن نفسه قد قرر ذلك وانه يريد فعليا الانسحاب من السياسة ". تدخل اخر مضيفا" أني أكاد اجزم ان ابو مازن قد أدرك بعد طول صبر فشل العملية السياسية مع اسرائيل بل انه يشعر بالندم على اشتراكه في عملية أوسلو وكأنه قد خيب امال جيل الانتفاضة الاولى". عاد صاحبنا المتفائل للقول" إذن هذا دافع كبير لان ينتقم ابو مازن من التاريخ الأوسلوي بتقديم الوحدة الوطنية لشعبه قبل انسحابه من الحياة السياسيه". فقلت معقبا" بل والحصول على الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينيه أيضاً اذا أراد تعويض الشعب عن فشل أوسلو التي كان احد مخرجيها". هذه التفاعلات الشخصية لها اهمية قصوى لاتخاذ القرارات السياسية خصوصا عند شخص عنيد وصابر مثل ابو مازن. هذا عن ابو مازن فماذا عن حماس؟ حماس فيها خالد مشعل وأبو مرزوق وهنية وعدد كبير من القيادات المصممة على المصالحه لان فيها انتصارا وطنيا واستراتيجيا وينتظرون ويدركون ان ذلك هو طريق فك الحصار بل انهم يعرفون ان مصر وحتى تحت حكم الإسلاميين لن تفتح معبر رفح الا لحكومة فلسطينية واحده. ويبدوا ان قيادات حماس الغزاوية قد اقتنعت برأي القيادة الرئيسية خاصة على ضوء نصائح  الاخوان المسلمين والدولة المصرية. فهل تحدث المعجزة؟