خبر : إيران.. ملتزمون بإبادة إسرائيل..د. عبير عبد الرحمن ثابت

الثلاثاء 29 مايو 2012 01:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
إيران.. ملتزمون بإبادة إسرائيل..د. عبير عبد الرحمن ثابت



بهذه الكلمات صرح رئيس الأركان الإيرانى عن موقف بلاده فى حال فكرت إسرائيل بضرب المفاعل النووي على غرار ما فعلت بالمفاعل العراقي ، والقيادة الإسرائيلية تدق طبول الحرب على إيران منذ فترة ، ويؤكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو على نية بلاده لضرب إيران ، وإمكانية التنازل عن الحل العسكري مقابل شروط وهى " على إيران أن توقف كل أعمال التخصيب للمادة النووية وعليها أن تخرج من أراضيها كل المادة التي خصبت حتى الآن ، كما أن عليها أن تفكك المنشأة النووية التحت أرضية في قُم ، هكذا فقط يكون ممكنا الضمان ألا تكون لإيران قنبلة نووية ، وهذا ما أوضحه أيهود بارك فى زيارته الأخيرة إلى واشنطن وأبلغهم بأنه يجب وضع سقف زمني محدد ؛ فلا يجب أن تترك للتقدم من دون عقاب ، وأقنع الجانب الأمريكى به وقد جاءت تصريحات السفير الأمريكى فى إسرائيل بعد الزيارة ؛ بأن أمريكا أعدت خطة الهجوم على إيران بالتوافق مع الموقف الإسرائيلى . ولا تتوقف إسرائيل عند حد التصريحات فقد قامت بإعداد خطة طوارئ لذلك ، ووضعت سيناريوهات لما بعد ضرب إيران .   أمام هذا كله … ماذا سيكون رد العالم وموسكو فى حال ضربت إسرائيل إيران حليفها الاستراتيجي ؟ ولو أعادت إسرائيل التاريخ مرة أخرى وفعلت ما فعلته فى 1967 بتوجيه ضربة لمصر وسوريا ووقتها تجاهل رئيس الوزراء أشكول  تحذير الرئيس الأمريكى جونسون بقوله " ستبقى إسرائيل وحدها إذا عملت وحدها" ، ووقتها كانت مصر وسوريا حليفتي الاتحاد السوفيتي .   لكن روسيا اليوم تختلف عن الاتحاد السوفيتى سابقاً ،  فالجميع يتابع الموقف الروسي تجاه سوريا ، وموسكو تتمسك  بحليفها الأسد وهى متيقنة من نهايته السياسية ، ولكنها تحاسب الولايات المتحدة على انفرادها بغنائم ليبيا لوحدها ؛ وتعود وتكرر بأنها لن تسمح للأمريكيين بان يفعلوا فى سوريا ما فعلوه فى ليبيا ، والصمت التى اتسمت به فى الثورات العربية خاصة تجاه تونس ومصر ؛ وجاءت تعقيباتها متأخرة على سقوط حكومة مبارك ومحاكمته ، وعلى ما حدث بالقذافى ؛ أو بصالح باليمن لن تكرره فى الحالة السورية ، ولن يبدأ الخريف السوري إلا بموافقة روسية  ، وهناك طمأنة أمريكية لروسيا بأن مكانتها فى الشرق الأوسط محفوظة .   وقد وصلت الرسالة للولايات المتحدة بأنها لن تتمكن من تخطى روسيا مرة أخرى ، وهذا ما نلمسه فى التعامل مع الملف النووى الإيرانى الذى سيجرى جولة جديدة من المفاوضات فى يونيو المقبل فى العاصمة الروسية موسكو ، بعد انتهاء جولة المفاوضات بين السداسية وإيران فى بغداد والتى لم تثمر عن نتائج مرجوة .   وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لا تدوران فى فلك لوحدهما ، فهناك مصالح إقليمية وعالمية مشتركة، وقد أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا فى رده على سؤال لقناة اى بى سى نيوز أن بلاده أعدت خططا لتوجيه ضربة عسكرية لإيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية لثنيها عن مسارها الحالي ، وإن الولايات المتحدة أكملت استعداداتها لتوجيه ضربة محتملة إلى إيران ، على الرغم من المفاوضات التي تجريها مع طهران ، ولكنه عاد وقال بأنه سيكون من الأفضل حل المشكلة بالسبل الدبلوماسية ، واستخدام الضغط بدلاً من القوة العسكرية .   ولو نظرنا لأوروبا نجد بأن ضرب إيران يلحق أضرار بها ؛ ففى حال ضربت إسرائيل إيران فسيرتفع سعر النفط وهو ما يزيد من الأزمة الاقتصادية  فى أوروبا ، وإضافة لذلك بان المعادلة السياسية فى أوروبا اختلفت فساركوزى المؤيد للحرب وحليف أمريكا قد سلم مقاليد الحكم لمنافسه الاشتراكي هولند المعارض للحرب على إيران ؛ ويرغب بإنهاء الأزمة الإيرانية بهدوء .   الملف الإيرانى ليس بالملف الفلسطيني الذى تنفرد به إسرائيل ولا تحسب حساب لأحد ، فأمريكا الذاهبة للانتخابات ، وأوروبا المُرهَقة اقتصادياً ، وروسيا الباحثة عن دورها الإقليمى وحصتها من الثورات العربية .. جميعهم يرغبوا بحل دبلوماسي للملف الإيرانى ، والخيار العسكري سيكون خياراً أخيراً إن أرغمتهم عليه إيران ، والحكومة الإيرانية تعي ذلك وتراوغ على هذا الأساس ، وفى حال أقدمت إسرائيل على ضرب إيران ستكون العواقب وخيمة وربما تنذر بحرب واسعة .