خبر : اوباما يحث خطة لتنحية الاسد../هآرتس

الإثنين 28 مايو 2012 03:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
 اوباما يحث خطة لتنحية الاسد../هآرتس



108 اشخاص على الأقل بينهم 32 طفلا، قُتلوا أول أمس في قصف للدبابات والمدفعية في بلدة الحولة قرب حمص، الحدث العنيف الأشد منذ دخول وقف النار للامم المتحدة حيز التنفيذ. نشطاء من المعارضة ورؤساء دول اتهموا الجيش السوري بالمسؤولية عن المذبحة، رغم النفي القاطع من نظام الاسد. مساء أمس بينما كان مجلس الامن يجتمع للبحث في المذبحة في الحولة، بلغ نشطاء المعارضة عن هجوم آخر للجيش السوري، هذه المرة في مدينة حماة، قتل ما لا يقل عن 30 شخصا. صور عشرات القتلى في الحدث في الحولة بُثت أمس المرة تلو الاخرى في وسائل الاعلام العالمية والعربية وجرت تنديدات حادة من دول عديدة. في محاولة شبه يائسة لصد الانتقاد، ادعى في مؤتمر صحفي الناطق بلسان الخارجية في دمشق، جهاد مقدسي، بأن المسؤولين عن المذبحة هم "ارهابيون". أما وكالة الانباء السورية الرسمية فاتهمت القاعدة بالفعلة. ولكن مراقبي الامم المتحدة وجدوا ان القتل الجماعي تم من خلال قذائف، ويبدو أن للجيش وحده القدرة الفنية على تنفيذ مثل هذه النار. رئيس فريق المراقبين من الامم المتحدة الجنرال روبرت مود، الذي تجول في ساحة الحدث، روى أمس بأن "مراقبي الامم المتحدة أحصوا في الحولة أكثر من 32 طفلا تحت سن 10 وأكثر من 60 راشدا قتيلا. وأكد المراقبون بعد أن فحصوا بواقي الوسائل القتالية في المكان بان هذه قذائف. من بدأ، من رد ومن نفذ الفعلة الجديرة بالتنديد هذه يجب أن يدفع الثمن". في مسعى متجدد لوضع حد للعنف في الدولة يحث الرئيس الامريكي براك اوباما خطة لتنحية الاسد. نجاح الخطة منوطة بموافقة روسيا، الحليفة الموالية لدمشق، والمعارضة الاساس لاسقاطه من الحكم. ويستند الاقتراح الى "النموذج اليمني" أي اعتزال طوعي للرئيس، في ظل ابقاء الحكم بشكل مؤقت في أيدي الموالين له من حزب البعث حتى اجراء انتخابات كاملة. وتدعو الخطة الى اتفاق سياسي يرضي جماعات المعارضة في سوريا.  هدف اوباما هو الوصول الى عملية انتقالية، تشبه ما يحصل الان في اليمن. بعد أشهر من الثوران العنيف، وافق الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح على الاستقالة ونقل الحكم الى نائبه عبد ربه منصور هادي، في صفقة بادرت اليها البلدان العربية المجاورة. هادي، الذي انتخب بعد ذلك في انتخابات كان هو المرشح الوحيد، يعتبر زعيما انتقاليا.  في السنة الاخيرة صدت روسيا كل قرار قاس من مجلس الامن للامم المتحدة تجاه الاسد، بدعوى ان من شأن هذه القرارات أن تؤدي الى اجباره على التنحية ومصيره سيكون مشابه لمصير معمر القذافي في ليبيا، الذي اعدم، او مصير حسني مبارك في مصر، الذي اعتقل ويقدم الى المحاكمة. ولكن في ضوء القتل المستمر في سوريا دون توقف، تعيش روسيا ضغطا دوليا جسيما يطالبها باستخدام نفوذها لحمل الاسد على الاستقالة. النموذج اليمني بحث مطولا في موسكو لدرجة أن هذا الخيار يسمى في الولايات المتحدة باسمه الروسي "يامنسكي فيرياند". وحسب مصادر في الادارة الامريكية، سيضغط اوباما على الرئيس فلاديمير بوتين في الشهر القادم في لقائهما في روسيا، لاول مرة منذ عاد بوتين الى منصبه السابق في 7 أيار.  توماس دونيلون، مستشار  الامن القومي لاوباما، طرح الخطة على مسمع من بوتين قبل ثلاثة اسابيع في موسكو.  وتخشى روسيا من أن تؤدي تنحية الاسد الى فقدان معقل نفوذها الاخير في الشرق الاوسط. سوريا هي الحلف الاساس لروسيا: قاعدة سلاح الجو الروسي تعمل في الدولة، وموسكو استثمرت ايضا مبالغ كبيرة في صناعة النفط والغاز السورية. وبين الدولتين توجد علاقات تجارية متفرعة وسوريا هي احدى كبار المشترين للسلاح من روسيا.  وتقول محافل امريكية انها مستعدة لان تضمن لمحادثيها الروس بان تتمكن موسكو من الابقاء على علاقاتها الوثيقة مع سوريا حتى بعد عهد الاسد. وقال أحد المسؤولين دون ذكر اسمه "انظروا، واضح لنا أن روسيا تريد مواصلة نفوذها في سوريا. نحن معنيون بالاستمرار وليس بتصفية النفوذ الروسي". وأعرب البيت الابيض أمس عن صدمته الشديدة من المذبحة في الحولة. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان "الولايات المتحدة ستتعاون مع الاسرة الدولية لتشديد الضغط على الاسد ومنفذي أوامره الذين يجب لحكمهم، حكم الخوف والقتل ان ينتهي". وقالت الناطقة بلسان مجلس الامن القومي ايرين بلتون ان الهجوم هو "دليل منكر على النظام غير الشرعي" للرئيس الاسد. واجتمع مجلس الامن أمس في بحث طارىء في اعقاب الحدث. وفي بيان اصدره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طالب سوريا الكف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة في التجمعات السكانية. وزير الخارجية الفرنسي لورين فابيوس وصف الفعلة بـ "المذبحة". ونظيره البريطاني وليم هيغ وعد "برد حاد" على الافعال. رئيس الجامعة العربية نبيل العربي وصف القتل بـ "الجريمة النكراء" ودعا مجلس الامن الى وقف التصعيد للوضع في سوريا.  في آذار الماضي قتل جنود بشار الاسد ما لا يقل عن 47 إمرأة، رجل وطفل في حي كرم الزيتون والعدوية، في مدينة حمص. في حينه ايضا ثار غضب شديد في أعقاب المذبحة وانبعث أمل في أن يؤدي الرأي العام العالمي الى تغيير جوهري في ما يجري في الدولة، ولكن الامر لم يحصل.  المذبحة التي وقعت في ليلة السبت جرت بينما كان مراقبو الامم المتحدة، الذين ارسلوا للرقابة على اتفاق وقف النار بين الجيش والثوار يواصلون التجول في أرجاء الدولة. ووصل المراقبون الى سوريا في إطار مبادرة الامين العام للامم المتحدة السابق كوفي عنان والتي لم تنجح في الوصول الى التحقق. وقد كان يفترض بالنظام السوري أن يسحب قواته من المدن السورية ولكنه لم يفعل ذلك على الاطلاق ويواصل المس بالمواطنين الابرياء. بالمقابل تستمر ايضا نشاطات محافل القاعدة في الدولة والنظام يستغل هذا النشاط كي يبرر اعمال ذبح اخرى.  الاحتجاج ضد الاسد لم يعد يتوقف في بوابات دمشق وفي الايام الاخيرة علم عن مزيد فالمزيد من المظاهرات التي تجرى في العاصمة نفسها. ومع أن الجيش السوري لا يزال مواليا في معظمه لبشار ولكن عدد الفارين لا يتوقف عن الازدياد. النظام السوري، على حد قول الامين العام للامم المتحدة، لم يعد يسيطر على كل أرجاء سوريا ومناطق كاملة تخضع لإمرة المعارضة.