غزة / سما / أكد د. يوسف إبراهيم رئيس سلطة جودة البيئة أن الدور الأساسي للسلطة هو النهوض بالواقع البيئي والوصول للتنمية البيئية المستدامة التي تحقق أهداف المجتمع الفلسطيني بشكل عام. وأوضح د. إبراهيم خلال البرنامج الإذاعي الذي ينظمه المكتب الإعلامي الحكومي عبر أثير إذاعة الأقصى وإذاعات محلية أخرى أن الانجازات التي حققتها سلطة جودة البيئة لم تكن لتحقق لولا التعاون المثمر والبناء بين سلطة البيئة ومؤسسات المجتمع المحلي من بلديات وجمعيات بيئية ومؤسسات أهلية في خدمة قضايا البيئة مؤكدا أن الجميع يساهم في تحقيق أهداف البيئة من خلال الدعم المادي والمعنوي والمساهمة الفعالة في أنشطة السلطة. أوضح أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه البيئة الفلسطينية وعلى رأسها مشكلات التلوث بأنواعه المتعددة كالتلوث الهوائي الناتج عن دخان المصانع والمعامل وعوادم السيارات وما يسببه من أمراض خطيرة علي الجهاز التنفسي كأمراض ضيق التنفس والالتهابات الرئوية، وتلوث المياه وتملحها وزيادة نسبة النترات والكلورايد فيها مما ينذر بمشكلات تهدد السلامة الصحية، والتلوث الضوضائي ومشكلات النفايات الصلبة و المنزلية حيث تقدر كمية النفايات المنتجة في قطاع غزة بما يتجاوز 400 ألف طن سنوياً يتم توريدها إلي ثلاث مكبات في قطاع غزة هذا القطاع تعطل العمل فيه أكثر من مرة لفترات طويلة خلال الحصار لأسباب عديدة جميعها مرتبطة بشكل مباشر بتأثيرات الحصار، من أهمها عدم توفر وقود أو قطع غيار لسيارات نقل وتجميع النفايات الصلبة الأمر الذي تسبب في تراكم وتكدس النفايات الصلبة والخطرة أحياناً في شوارع المدن لأيام طويلة، ما دفع بالكثير من الأهالي إلى حرق هذه النفايات للتخلص منها،علماً بأن حرق النفايات الصلبة في الهواء الطلق يلوث الهواء بشكل حاد وخطير بكثير من الغازات السامة والملوثة وعلى رأسها غاز أول أكسيد الكربون وغاز ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب مشكلات استنزاف الموارد البيئية والتعديات على المحميات الطبيعية كالممارسات الإسرائيلية الخطيرة بحق التربة الفلسطينية والتي تمثلت في حقن إسرائيل للتربة بالمعادن السامة من خلال المقذوفات التي كانت تلقيها في الأراضي الخالية والهدف منها هو تسميم وتدمير التربة في المستقبل واشار د. إيراهيم الى أن إسرائيل استنزفت الرمال الصفراء والكثبان الرملية الموجودة في المحررات وسرقتها لأهميتها والتي تكمن في تنقية وترشيح مياه الإمطار للاستفادة منها، مضيفاً إلى أن هناك العديد من المواطنين يجهلون الكثير عن أهمية الرمال الصفراء التي إلى جانب ما سبق تمثل أهمية للجانب السياحي والترفيهي، كما أنها تضفي جانبا من المنظر الطبيعي الجمالي وتنمو عليها الكثير من النباتات وتعيش عليها العديد من الكائنات الحية الأخرى مما يوجد نوعا من التنوع الحيوي في تلك المنطقة، كما أن الرمال الصفراء تعد معيار وكاشف للتدهور البيئي، ولهذا يعتبر التعدي على هذه الثروة البيئية مسلكاً خاطئاً من خلال التعدي عليها وسرقتها لاستخدامها في المشاريع العمرانية والبناء، التي تستنزف مما يزيد من التدهور البيئي وانقراض النباتات والكائنات الموجودة وسرعة وصول الملوثات الي المياه الجوفية وبالتالي فقدان أغلى مصدر وهو المياه الجوفية النقية . وعرض د. إبراهيم العديد من الأنشطة والفعاليات التي تنفذها سلطة جودة البيئة بهدف حماية البيئة والحفاظ عليها من الاستنزاف، وذلك من خلال عدد من الندوات والمحاضرات واللقاءات وعقد ورش العمل، وإعداد البروشورات والملصقات والكتب البيئية التي تهدف لتوعية المجتمع بقضايا البيئة، هذا إلى جانب مشروع أئمة أصدقاء للبيئة وصحفيون أصدقاء للبيئة وهي من المشاريع التوعوية التي تهدف لخلق مجتمع من أئمة المساجد والصحفيون القادرون علي فهم قضايا البيئة لإبرازها للمواطنين من خلال المنبر كوسيلة إعلامية أو القنوات والإذاعات والصحف. وناشد د. إبراهيم كافة وسائل الإعلام للتكثيف من برامج التوعية بقضايا البيئة والتي تلقى روجا لدى الوسائل الإعلامية على الرغم من أهميتها وملامستها لواقع المواطن اليومي في اغلب الأحيان، لنصبوا إلى مجتمع سليم ونظيف وخالي من مصادر التلوث. كما أوصي د. إبراهيم بأهمية تضافر جهود أبناء المجتمع في خدمة البيئة وقضاياها العادلة والنهوض بالواقع البيئي لان المواطن هو اللبنة الأساسية في حماية البيئة والمجتمع.