خبر : المصالحة مجُدداً!... بقلم: سميح شبيب

الجمعة 25 مايو 2012 09:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
المصالحة مجُدداً!... بقلم: سميح شبيب



جاء الاعلان، مجدداً في القاهرة، عن بنود اتفاق فلسطيني - فلسطيني، يشكل ما يشبه المفاجأة للمتابعين. وصلت الأمور ما بعد اتفاق الدوحة، الى ما يشبه القطيعة، وترتب على ذلك، إعادة تشكيل الحكومة الفلسطينية، برئاسة سلام فياض، وبتعديلات جزئية. جاء اتفاق القاهرة، تجديداً لاتفاق الدوحة، تضمن عزماً وتعميماً على تجاوز ما وقع من خلاف، كما تضمن جداول زمنية واضحة. وافقت قيادة حماس في قطاع غزة، على تجديد السجل الانتخابي، وعلى إعطاء حرية الحركة والعمل، للجنة الانتخابات المركزية وفي ذلك، ما يسهل الأمور، وما يفسح في المجال أمام التلاقي الفلسطيني - الفلسطيني، وتأسيس حكومة تكنوقراط انتقالية، هدفها الاعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية، وفك الحصار عن قطاع غزة. سبق أن تم حسم نقطة مهمة، تتعلق بتسمية رئيس الحكومة القادمة، حيث وافقت حماس وفتح، على ان يكون الرئيس محمود عباس، رئيساً للوزراء، إضافة لأعباء مهامه الثقيلة. من المتوقع، ان تنتقل طواقم الانتخابات المركزية إلى القطاع يوم الاحد أو الاثنين القادم، لتباشر مهامها وعلى ما يبدو ولا توجد عوائق حقيقية أمامها. ستمارس هذه اللجنة مهامها، خاصة فيما يتعلق بتحديد السجل الانتخابي، لتنتقل الأمور بعد ذلك، إلى تشكيل الحكومة الانتقالية. صحيح ان الحكومة، من حيث المبدأ، ستكون حكومة من المستقلين، المتفق عليهم بين حركتي حماس وفتح، لكن الوصول الى هكذا اتفاق، ليس سهلاً ولا يسيراً. ستكون رئاسة الحكومة، للرئيس محمود عباس وهو في الوقت ذاته رئيس لحركة فتح، وبالتالي فإن حماس تنظر لهذا الأمر، نظرة ريب وتخوف، وبالتالي، من المتوقع، أن تبذل قصارى جهودها، لتسمية وزراء من مستقلين - موالين لحماس ولرؤيتها وتصوراتها. ومن غير المتوقع، أن توافق على أسماء مستقلة، حقيقة لأنها ترى بهم مسبقاً، بأنهم من الأسماء القريبة على فتح. عند هذه النقطة، تحديداً، نقطة تشكيل الحكومة الانتقالية، تكمن شياطين كثيرة، منها شيطان المماطلة، والاتهام، بأسماء ستطرحها حركة فتح. ليس من المتوقع، أن يتم التوصل الى اتفاق بشأن أعضاء هذه الحكومة الانتقالية خلال الفترة المحددة في الاتفاق، خاصة وأن حركة حماس، تعيش فترة انتظار لما سيحدث في مصر بعد الانتخابات الرئاسية. وهي بالتالي معينة، بالمماطلة، وإضاعة الوقت خلال الفترة القادمة، حتى نهاية هذا العام. وذلك بدواعي إعادة ترتيب بيتها الداخلي من جهة، ومعرفة المستجدات في الملف المصري.. عملية المصالحة بدأت عملياً، ولا يمكن ان تتوقف... ستكون عثرات كثيرة، وعقبات متتالية، لكن العملية انطلقت وستتواصل.