خبر : خلال حفل لتكريمهم ..مهنا: الأسرى في موقع الاشتباك المتقدم مع العدو الصهيوني

الخميس 24 مايو 2012 06:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
خلال حفل لتكريمهم ..مهنا: الأسرى في موقع الاشتباك المتقدم مع العدو الصهيوني



غزة سما نظمت لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صباح اليوم الخميس حفل تكريم لعائلات أسرى قطاع غزة، ولرفاقها الذين خاضوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام في خيمة الاعتصام، بحضور عدد كبير من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وحشد نسوي كبير غطت بهم قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة.وافتتحت عريفة الحفل الرفيقة أمجاد شبات الحفل مرحبة بالحضور، مقدمة فقرة أدبية عن الأسرى، ووقف الجميع دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية د.رباح مهنا كلمة تقّدم فيها باسم الأمين العام للجبهة الرفيق أحمد سعدات، والمكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة فرع غزة بالتحية لأسرانا البواسل الذين انتصروا في معركة الأمعاء الخاوية الأخيرة ضد الاحتلال.وأكد د.مهنا أن الأسرى عندما خاضوا هذه المعركة تحت شعار " النصر أو الموت...الجوع ولا الركوع" يعرفون تماماً أن هناك عدم تكافؤ في موازين القوى أمام احتلال مدجج بكل الإمكانيات، وفي ظل معاناة شعبنا من انقسام كارثي، فخاضوا هذه الخطوة النضالية رغم هذه الظروف بصلابة وانتصروا.وأشار د.مهنا أن الدرس الأول الذي يمكن أن نستلهمه ونستفيده من هذه المعركة التي خاضها أسرانا أنهم في موقع الاشتباك المتقدم مع العدو الصهيوني رغم مجافاة الظروف، وهم جسّدوا ذلك سابقاً عندما أصدروا وثيقة الوفاق الوطني.وقال د.مهنا: " وجهت معركة الأسرى الأخيرة رسالة إلى أولئك الذين يتحدثون عن أن موازين القوى لا تسمح بحل آخر، وأن لا حل إلا بالمفاوضات، وهي أن الشعب الفلسطيني لديه خيارات نضالية عديدة يجب أن نخطط ونسعى لها من عسكرية وشعبية ودبلوماسية، وحتى معركة الإضراب التي خاضها الأسرى هي جزء من هذه الخيارات".وأكد د.مهنا أن الدرس الثاني الذي تعلمناه من قضية الاسرى هو أن شعبنا بحاجة إلى طليعة ثورية تسعى بمبادئها رغم الظروف المجافية نحو تحقيق أهداف شعبنا والتمسك بالثوابت، وعدم انحراف بوصلتها نحو خيارات عقيمة.واعتبر د.مهنا أن قضية تحرير الأسرى يجب أن تكون على رأس أولويات شعبنا الفلسطيني، ويجب أن نستخدم كل الوسائل من أجل الإفراج عنهم. وقال د.مهنا" هل يمكن أن نرفع فقط شعار قضية الأسرى كعنوان رئيسي للانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟، هل يمكن لنا أن نتحرك على المؤسسات الدولية بشكل أكبر جدي لطرح قضية الأسرى هل هذا كافي، بالطبع هذا ليس كافي لأن قضية الأسرى تحتاج إلى عامل آخر وفعّال ومهم وهو اختطاف جنود إسرائيليين واستبدالهم بأسرانا البواسل، فعمليات تحرير الأسرى والذي بدأته الجبهة منذ عام 68 وحتى صفقة وفاء الأحرار، شكّلت نموذج في كيفية قدرتها وفعاليتها على تحرير أسرانا من خلال هذه العمليات، وجميعنا تابع وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية حول اعتقال خلية في الضفة الفلسطينية المحتلة بتهمة محاولاتها اختطاف جنود إسرائيليين، واعتقال ثلاث خلايا أخرى في الخليل، إن هذا يؤكد أن موضوع تحرير الأسرى مطروح بجدية على أجندة الفصائل الفلسطينية".كما طالب د.مهنا بضرورة الالتفاف حول قضية الأسرى، والضغط من أجل تحسين ظروف اعتقالهم .وفي الشأن الفلسطيني أكد د.مهنا على أن الجبهة كانت و مازالت تسعى من أجل توحيد الساحة الفلسطينية، لأنها تدرك تماماً أن الوحدة شرط مهم من شروط الانتصار لتحقيق الحرية والاستقلال، مؤكداً أنها ستضغط في اتجاه تطبيق اتفاق المصالحة، داعياً لضرورة توحيد المؤسسات الفلسطينية والتي أسقطها إعلان الدوحة واتفاق القاهرة الأخير.وطالب د.مهنا ابناء شعبنا الفلسطيني لتشكيل نواة ضغط حقيقية من أجل تنفيذ هذا الاتفاق، معتبراً أن استعادة الوحدة الوطنية يحتاج إلى تحقق عاملين رئيسيين الأول هو وجود إرادة حقيقية لدى حركتي فتح وحماس من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية، والثاني هو التوافق على برنامج سياسي وطني، متساءلاً " كيف سنتفق وننهي الانقسام ونستعيد وحدتنا في ظل استمرار التنسيق الأمني واعتقال المقاومين ؟".وفي ختام كلمته أعرب د.مهنا عن أمله أن يكون الاحتفال القادم وقد نجح شعبنا في إطلاق سراح أسرانا داخل سجون الاحتلال من خلال عملية لتحريرهم ".من جانبه ألقى المناضل نضال الصرفيتي - وهو والد شهيدين والأسير الرفيق علي الصرفيتي كلمة عائلات الأسرى عبّر فيها عن شكره للجبهة الشعبية على دورها على الصعيد الوطني، وفي خدمة قضايا الأسرى.وأشاد بدور الجبهة التاريخي على صعيد تحرير الأسرى، مستعرضاً أهم العمليات التي نفذتها الجبهة من أجل إطلاق سراح الأسرى.وتوجه بالتحية إلى رفاقه المناضلين الذين خاضوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام في الخيمة التي أقيمت في ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة مساندة لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال.وتخلل الحفل فقرات فنية وطنية قدمتّها فرقة الهدف للفنون الشعبية.وختمت الرفيقة شبات تقديمها للحفل مخاطبة روح والدها الشهيد سعيد شبات قائلة " وخلف القضبان الحديدية الباردة هناك عينين لا تبصران إلا أربع جدران علق بها دماء، أو عرق الصمود لمن كانو هناك وقهروا الزنزانة والسجان وخرجوا عادوا ثانية ام لم يعودوا ، ماتوا ام ما زالوا على قيد الحياة. للقصص التي تربيت على سماعها تخرج من فم أسير محرر تغلبه أحيانا دمعاته تأثرا بسيرة الذين رحلوا ، وتلمع عينيه احيانا كثيرة اخرى بسيرة من صمدوا ، يتذكر تواريخ وأسماء كانه سجل رسمي ، لا يستطيع ان ينسى ، لا يريد ان ينسى... لا يسعني في هذه المناسبة الا ان أذكر أسيري الأول .. الى سعيد شبات .. سلام لروحك... تلك التي في سماء بلا عنوان .. وحدود غير معروفة الاتجاهات... ربما تفصلنا عنك مئات الأميال أو خطوة واحدة ...إلى قصة الكبسولة الشهيرة التى ما فككت عن سردها يوما ... يا أبي لا اعتقد انني سأصل الى مرحلة استعمالها .. لم يكن لك حاجة لسرد كل التفاصيل .. لكنك سردتها .. ربما اعتبرتها أمانة يجب ان تسلم الى أصحابها ... منى ومن أختي ، من رفاقك ومن حريتك لك تحية" . وفي نهاية الحفل كرمت لجنة من الجبهة مكونة من الرفيقات والرفاق ( د.مريم أبو دقة، تغريد جمعة، يونس الجرو، كايد الغول، الأسير المحرر سامر أبو سير)، عائلات اسرى قطاع غزة، ورفاقها الذين خاضواً إضراباً مفتوحاً عن الطعام في خيمة الاعتصام وهم الرفاق ( فايز أبو شرخ، فتحي قدورة، محمد دوحان، لؤي عودة)، فضلاً عن المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية والذي بذل جهدّا على صعيد تغطية معركة الأسرى البطولية وخلال النشرة اليومية " النصر أو الموت" التي كان يصدرها.