خبر : فرصة حقيقية لم تتحقق منذ حكم الفراعنة والسلاطين وضباط الجيش ..استبعاد قضاة بتهمة توجيه ناخبين وإقبال كبير بانتخابات الرئاسة بكافة محافظات مصر

الأربعاء 23 مايو 2012 01:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
فرصة حقيقية لم تتحقق منذ حكم الفراعنة والسلاطين وضباط الجيش ..استبعاد قضاة بتهمة توجيه ناخبين وإقبال كبير بانتخابات الرئاسة بكافة محافظات مصر



القاهرة / سما / استبعدت اللجنة العليا للانتخابات خمسة قضاة اتهمتهم بتوجيه الناخبين لاختيار مرشح معين، في حادث أتى بعد ساعات على افتتاح صناديق الاقتراع بالانتخابات الرئاسية الأربعاء، وسط إقبال كبير بالمحافظات على الرغم من وجود إقبال متوسط ببعض الأماكن بالقاهرة الكبرى. وفي ظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر الحديث، تواجد مرشحو الرئاسة في طوابير الانتخابات للإدلاء بأصواتهم في المعركة التي لا يستطيع أي مراقب أو متابع أن يتكهن من قريب أو بعيد  بنتيجتها، وإن كانت تشهد أفضلية لعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى ومحمد مرسى وحمدين صباحي وأحمد شفيق. ونقلت وسائل إعلام مصرية تقارير عن وقوع مناوشات بين عائلتين أدت لتأخير التصويت بإحدى لجان القليوبية، وأكد مسؤولون أمنيون بأنها ليست لها علاقة بالانتخابات ولكنها قريبة من إحدى اللجان. وقال المستشار طارق عبد القادر، عضو الأمانة العامة للجنة العليا لانتخابات الرئاسة، إن الإقبال على الانتخابات منقطع النظير في جميع المحافظات وأن أجهزة الأمن تتشدد في حظر أي نوع من الدعاية الانتخابية لأي مرشح أمام اللجان الانتخابية و الدوائر المختلفة، مشيرا أن اللجنة العليا تتابع العملية الانتخابية من خلال غرفة العمليات الرئيسية بجميع المحافظات. وأكد عبد القادر، في تصريحات لقناة (CNN) مساء الاربعاء على عدم وجود أي تجاوزات كبيرة في الساعات الأولى من بدء العملية الانتخابية، مضيفا أن قوات الشرطة و الجيش تقوم بتحرير محاضر رسمية لأي ناخب يحاول التزوير أو لمن يقومون بخرق حظر الدعاية الانتخابية أمام اللجان. وحول انخفاض أعداد الناخبين بالساعات الأولى مقارنة بالانتخابات البرلمانية قال: "هناك انخفاض بسيط في بعض أماكن بالقاهرة الكبرى فقط، وليس جميعها في الساعات الأولى حيث يوجد بعض الأماكن المزدحمة للغاية بسبب إجراء الانتخابات على يومين،" مشيرا أن أعداد المقترعين في ازدياد وان الإقبال بجميع المحافظات "منقطع النظير." ولاحظت عدم التحقق من هوية المنقبات بالكشف عن وجههن باللجنة أثناء العملية الانتخابية، كما حدثت مشادة بين مسؤولي اللجنة وإحدى المنقبات بعد ظهور عدم تطابق رقمها القومي  مع الرقم الموجود بكشف الناخبين رغم وجود اسمها بالكامل، ما دعاهم إلى رفض تصويتها حتى التحقق من هويتها لمخاوف من التزوير. و بدأ نحو 50 مليون ناخب مصري الإدلاء بأصواتهم يوم الأربعاء في انتخابات تاريخية لاختيار رئيسهم المقبل بعد عقود من حكم الفرد لكن حالة الاستقطاب في البلاد تجعل النتيجة معلقة في الانتخابات التي يخوضها 13 مرشحا. وهذه أول انتخابات رئاسية في البلاد منذ أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس السابق حسني مبارك في مطلع العام الماضي بعدما أمضى ثلاثة عقود في السلطة دون منافس حقيقي. وقال الموظف أحمد كمال (40 عاما) بعد أن أدلى بصوته في الفيوم "هذا حدث لم يحدث من قبل. لم نكن نعرف ماذا تعني كلمة انتخابات في عهد حسني مبارك." وهذه اول مرة تتوافر فيها للمصريين العاديين فرصة حقيقة لاختيار زعيمهم بعدما خضغوا على مر التاريخ لحكم الفراعنة والسلاطين والملوك وضباط الجيش. وقال رزق الله زكي (75 سنة) امام لجنة انتخاب في ملوي بمحافظة المنيا جنوبي القاهرة "هذه اول مرة انتخب رئيس جمهورية في حياتي." وأفاد شهود عيان بأن الناخبين اصطفوا في طوابير أمام العديد من مراكز الاقتراع التي تفتح أبوابها من الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) حتى الثامنة مساء يومي الاربعاء والخميس. وتشهد الانتخابات منافسة مفتوحة بين مرشحين ينتمون لتيارات سياسية وإسلامية مختلفة. ويتصدر السباق الانتخابي وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك ومرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق في الجماعة والمرشح الناصري حمدين صباحي. وانسحب أحد المرشحين الثلاثة عشر لكن اسمه يظهر في بطاقات الاقتراع لأن قراره جاء بعد انتهاء مهلة التنازل. ومن المقرر إعلان النتيجة الثلاثاء القادم على أن تجرى جولة إعادة الشهر القادم في حالة عدم حصول أي مرشح على اكثر من 50 في المئة من الأصوات. وقال كمال الموظف بالفيوم "التيار الإسلامي هو أكثر تيار منظم وستكون هناك فرص كثيرة لمرشحيه." وقال عبد المنعم محمد حسين (72 عاما) ويعمل في محل للفطائر بحي السيدة زينب بالقاهرة "أول مرة في عمري أنتخب وأنا غير مصدق. من سأنتخبه موجود في رأسي وهو من سيصلح العشوائيات (الاحياء الفقيرة). لا بد أن يكون نصيرا للناس الغلابة (الفقراء)." وأمام مدرسة ملوي الثانوية بنات بمدينة ملوي في محافظة المنيا جنوبي القاهرة قالت سون ناجي (43 عاما) وتعمل موظفة انها ستنتخب شفيق "لأننا نحتاج رجلا قويا يستطيع أن يلم الدنيا (يوقف التدهور)." وقالت فاطمة حسن (23 عاما) وهي خريجة جامعية "سأنتخب مرشحا من مرشحي الثورة (التي أطاحت بمبارك)." وفي أكثر من لجنة بالقاهرة ومدن أخرى بدأ الاقتراع متأخرا ما بين 15 دقيقة و35 دقيقة. ووردت شكاوى من تكدس كبير امام بعض اللجان في القاهرة. واصطف مئات الناخبين في طوابير أمام لجان انتخاب بمدينة الإسكندرية الساحلية قبل موعد الاقتراع بنحو ساعة الأمر الذي ينبيء بإقبال كبير على الانتخابات. واستمرت حملات الدعاية ثلاثة اسابيع وتوقفت يوم الاحد لتبدأ فترة "صمت انتخابي" لمدة يومين قبل التصويت. وشهدت فترة الدعاية اول مناظرة تلفزيونية على النمط الامريكي بين مرشحين للرئاسة. ورغم انتهاء الدعاية الرسمية بذل المرشحون جهدا اخيرا لاقتناص الاصوات. وعرضت حافلات صغيرة مزينة بملصقات كتب عليها "نعم لعمرو موسى" نقل الناخبين مجانا الى مراكز الاقتراع. وايا كان الفائز فسيواجه مهمة صعبة لتحقيق تغيير يتوقع المصريون ان يخفف الاعباء التي تثقل اقتصاد البلاد. وفي ظل الغموض بشأن الفائز واحتمال نجاح أي من المرشحين المحسوبين على نظام مبارك شدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير المرحلة الانتقالية في رسالة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك على "أهمية أن نتقبل جميعا نتائج الانتخابات والتي سوف تعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه." وأضاف أنه "يقف على مسافة واحدة وبكل نزاهة وشرف من جميع مرشحي الرئاسة." ويهدد نشطاء على الانترنت باطلاق "ثورة جديدة" إذا فاز أحد رموز نظام مبارك بالرئاسة كما حذر مرسي مرشح الإخوان الأسبوع الماضي من اندلاع "ثورة" إذا زورت الانتخابات. ويأمل المصريون ان تكون انتخابات الرئاسة بداية لمرحلة جديدة أكثر هدوءا بعدما اتسمت المرحلة الانتقالية بالعديد من الاضطرابات والازمات السياسية والاقتصادية. ويشارك في الإشراف على العملية الانتخابية 14 ألفا و509 قاضيا من مختلف الهيئات القضائية. ومن المقرر أن يتم فرز أصوات الناخبين داخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة وأمناء اللجان في ختام اليوم الثاني للاقتراع بعد غلق باب التصويت في حضور مندوبي المرشحين والمراقبين والصحفيين.‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬ وأفادت تقارير اعلامية بأن حوالي 300 ألف من افراد الجيش والشرطة يشاركون في تأمين الانتخابات بجميع المحافظات. ولم تشهد انتخابات البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى التي أجريت في أواخر العام الماضي وبدايات العام الحالي والتي هيمن عليها الاسلاميون أعمال تزوير او عنف وبلطجة كما كان العهد بالانتخابات ابان حكم مبارك لكن شابتها بعض المخالفات الانتخابية غير المؤثرة على النتائج.