خبر : إعجاز وإنجاز أسرانا الأبطال..ابراهيم ابوالنجا

الخميس 17 مايو 2012 11:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إعجاز وإنجاز أسرانا الأبطال..ابراهيم ابوالنجا



لأنهم متميزون : في حياتهم... في تاريخهم ... في نضالاتهم المتعددة ... في مواجهة عدوهم ... في إصرارهم وتحديهم ... في سلاحهم المتمثل في أمعائهم الخاوية ، التي انتصرت على كل الخبث ، والدهاء ، والمكر ، والحيل ، والبطش الاسرائيلي ... في فكرهم الناضج .... في عزيمتهم التي لا تقهر : ولا شك في أوضاع قاسية إلاّ أنها لم تشغلهم ، ولم تشل تفكيرهم . فقرارات السجان في كل ساعة لإبقائهم مهمومين ومنشغلين في كيفية مواجهة كل ذلك .عندما عشنا كسلطة وطنية فلسطينية ، وفصائل العمل الوطني والإسلامي ، وتجمد عقلنا أمام الأزمة التي أخذت تعصف بنا وبوحدتنا الوطنية ، وبمشروعنا التحرري ، وقد لاحت بوادر القطيعة في عام 2006م ... خرج علينا أبطالنا الأسرى بالوثيقة من زنازينهم والتي سميت باسمهم .كانت الوثيقة علاجاً لأوضاعنا على الأصعدة كافة ، وكأنهم يعيشون بيننا ، وفي تفاصيل ومفاصل حياتنا وأوضاعنا .لقد ساءهم ما كان ينذر به وضعنا الداخلي ، الذي ينعكس بالسلب على تاريخ وحاضر ومستقبل قضية شعبنا .إن ما تناولته وثيقة الأسرى من مواضيع تمثلت في : الشق السياسي ، وبرنامج القاسم المشترك ، ومشروع الوحدة الوطنية ، ومعالجة العلاقات الداخلية ، وكيفية صياغة الخطاب السياسي للكل الفلسطيني ، والتطرق إلى الأذرع العسكرية لكل فصيل أو تنظيم على الساحة ، وكيف يمكن أن ينظمها إطار واحدٌ يصهرها في بوثقة المواجهة مع الاحتلال ، من خلال : قيادة ميدانية موحدة ، تواجه التفرد الاسرائيلي بكل فصيل أو جناح عسكري.لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى الإطار الأشمل وهو : منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني ، وكيفية تفعيلها لتصبح إطاراً يضم التشكيلات والمكونات السياسية كافة .ثم قادتنا الوثيقة إلى ما بعد الاتفاق النهائي مع الاسرائيليين : حيث أن الاتفاق : إما أن يعرض على المجلس الوطني بعد انتخابه ، أو أن يخضع لاستفتاء شعبي .لم تغفل الوثيقة شكل علاقاتنا مع عمقنا العربي ، ومع أصدقائنا ، وكيفية تطورها ، والإبقاء على ديمومتها : لكسب وقفتهم وموقفهم وأصواتهم في المحافل الدولية ، وكيفية توظيف ذلك لمحاصرة السياسة الاسرائيلية ، والتغلغل الإعلامي وغزوه وتأثيره السلبي على قضيتنا . في غياب إعلامنا العربي الفلسطيني .كما تناولت الوثيقة : كيفية بناء الأجهزة الأمنية وتوحيدها على أساس الكفاءة والوطنية ، والنأي بها عن الحزبية ، وتصويب وجهتها باتجاه العدو الغاصب .المطلع على ما جاء في الوثيقة التي انكب عليها الكل الفلسطيني .. وأنجزها ، ووقع عليها الأمناء العامون للفصائل كافة . وممثلوها في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية ، وشخصيات مستقلة وازنة بتاريخ 26-6-2006 بمدينة غزة : يتأكد له أنها تستحق أن تكون مرجعية وإطاراً ناظماً لأوضاعنا كافة ، وهذا ما أهلها لأن نستشهد بها في كل ما واجهنا بعدها وخاصة : حالة الانقسام . حيث أصبحت على طاولة لجان الحوار الخمسة ، التي شهدتها القاهرة في عامي 2008 و 2009 وهي :لجنة منظمة التحرير الفلسطينية ... لجنة الحكومة ... لجنة الانتخابات العامة ، اللجنة الأمنية ، لجنة المصالحة الوطنية . حيث وجدت كل لجنة من هذه اللجان نصيبها والمرشد لها في هذه الوثيقة ، لتشكل للمتحاورين مدخلاً ومخرجاً ... ما أضفى عليها اسم : المرجعية الشاملة ، وحتى في التوقيع النهائي في آيار 2011 في القاهرة لم يغفل الموقعون ولم يقفزوا على نصوصها ... لأنها تصلح أرضية ، وسلوكاً ، ومنهاج عمل وحتى وعندما أخذت اللجان في الخوض في التفاصيل مرة ثانية كانت تنطلق من الحيثيات الواردة في وثيقة الأسرى ... وثيقة الوفاق الوطني : كدليل ومرشد وكمخرج من الأزمة .الأسرى : كان عليهم أن يضطلعوا بمهمة مواجهة الإجراءات والسلوك غير المسبوق في معتقلات العالم .حبس انفرادي ... إهمال للمرضى ... أحكام عالية لا تتحمل الأذن سماعها ، ولا يقبل العقل هضمها .. حرمانهم من وسائل الإعلام والاتصالات كافة ، منع ذويهم من زياراتهم ... انقطاعهم عن العالم.لقد كانت وقفتهم التي قهرت عدوهم ، وبهرت العالم وأحرجته . فلم يبق إلا أن ينصاع الاسرائيليون إلى طلباتهم بعد إضراب تراوح بين الشهرين والسبعين والثمانين يوماً ، وتزامن ذلك مع حركة الأحزاب في كل قرية ومدينة فلسطينية ، وتعداه إلى عواصم العالم .إنه الانتصار العظيم على عدو لا يعرف الرحمة ولا تأخذه شفقة بأطفال ولا نساء ولا شيوخ ولا مرضى إن هذا أضاف لسجلهم النضالي أروع البطولات.اليوم أبطالنا الأسرى ، وقد وقفنا عاجزين عن تحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام أمام الحرص على الامتيازات الزائفة ، والتمسك بالمكاسب الخيالية من كل قيمة ، والتعلق ببرامج الآخرين .إن شعبنا المكلوم الذي تفاءل عند التوقيع على الاتفاق : سرعان ما عاد ليتجرع كأس مرارة الانقسام الذي فاق أخطر الأمراض فتكاً في التاريخ .علنا يا ابطالنا نتقل عليكم إذا ما طالبناكم بالعودة إلى إعلان جديد أو اجتراح صيغة جديدة تشكل إنذاراً للعابثين بمصلحة الشعب وبالقضية ، وذلك لإجبارهم على الإسراع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه .إنه همٌّ جديدٌ نلقي به عليكم ابطالنا الأسرى .لأننا لا نخفي فشلنا ، وضعفنا ، ولا نخجل من ممارساتنا الهابطة ولا نأبه بحياة شبابنا المتطلعين إلى العيش الكريم ، ولا إلى مناضلينا الذين يتساقطون في كل يوم موتى بثاً وألماً وقهراً وحزناً من الحالة القائمة.أبطالنا ... نهيب بكم أن تسعفونا بعلاج رغم ما أنتم فيه .. علنا نخرج من دائقتنا ... قبل أن ننفجر في وجه بعضنا البعض ويحدث المحظور .                                          أعانكم الله وسدد خطاكم ، وأملنا كبيرٌ فيكم والله يرعاكم .