رام الله / سما / كشفت دراسة بحثية خاصة بتهجير شعبنا واقتلاعه من أرضه، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين من القضايا الجوهرية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي من أدق قضايا الشرق الأوسط وأعقدها. وقالت الدراسة إن هذه القضية تستحوذ على أذهان كل قطاعات شعبنا وفئاته وتقض مضجع اللاجئ الفلسطيني، كما تثير خوف الإسرائيليين، فهي قضية محورية ومعقدة. والدراسة كانت بعنوان ’فلسفة التهجير وفن الاقتلاع للفلسطينيين وثبات حق العودة’ للأستاذ الدكتور صلاح حسن عاوور أستاذ التاريخ بجامعة القدس المفتوحة فرع رفح. وقال الباحث إن اقتلاع شعب بأكمله وسلبه أرضه وممتلكاته هي كارثة غير مسبوقة ولا يوجد في التاريخ المعاصر أية سابقة بقيام أقلية أجنبية بتدمير نسيج الأغلبية الأصيلة، واحتلال أرضها وطردها من منازلها، وبكل المقاييس لا يوجد مثيل لهذه الجريمة. وأضاف أن جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل عام 1948م عديدة من بينها المذابح التي وصلت عدد الموثق منها إلى 39 والرقم الحقيقي يزيد على المائة، ولكن لم ينشر خبرها خارج نطاق القرية أو المجتمع، والسبب هو ضعف القدرة العربية على التوثيق والإعلان. لكن الاهتمام بدأ يتزايد بسبب فتح الملفات الإسرائيلية وملفات الصليب الأحمر، والباحثين، وظهرت كتب لمؤرخين إسرائيليين ولغيرهم تكشف زيف الرواية الصهيونية لحرب فلسطين، كما أن هناك شهود عيان (غير أهل فلسطين) هم مراقبو الهدنة الذين أرسلوا تقاريرهم الميدانية إلى الكونت برنادوت وخلفه الدكتور بنش. وبين أنه ما إن وضعت حرب عام 1948م أوزارها حتى بدأت المحاولات المتكررة لتغييب شعبنا وطمس قضيته الوطنية، والتنكر لحقوقه المشروعة وقد تم التركيز في هذه المرحلة على محاولة تصفية الجانب الأكثر بروزًا من القضية الفلسطينية والمتمثل في قضية اللاجئين، الأمر الذي يُعتبر أساساً لتصفية القضية الفلسطينية بمجملها. وهكذا بعد هزيمة العرب في حرب صورية عام 1948م دخل الشعب الفلسطيني عصراً إطاره النكبة، فحواه اغتصاب الأرض والهوية، والاقتلاع والتهجير إلى المنافي والشتات ومنظومة المآسي الأخرى التي راهن كثيرون على أنها الضربة القاضية له، وأنها على أقل تقدير قد أخرجته خارج حدود زمانه ومكانه، وأفقدته هويته الوطنية والثقافة.