حين يتحول الاضراب الى سلاح، والسلاح الى اسلوب كفاح جدي ينضوي في اطاره الكل الوطني نحو هدف واضح جامع، يغدو الاضراب استراتيجياً ولا وجهة له سوى الانتصار. فإرهاصاته ابتدأت قبل"يوم الاسير" في السابع عشر من ابريل الماضي موعد الاعلان عن الشروع فيه، حيث لم يتوقف الحوار الذي استطال في اوساط الحركة الاسيرة وفصائلها منذ عامين ونيف الى الحد الذي اوصل قيادة الجبهة الشعبية في السجون وعدداً من اسرى بقية الفصائل للمبادرة باعلانه وخوضه لمدة اثنين وعشرين يوماً، انتهى مع تنفيذ صفقة شاليط وتعهد مصلحة السجون وسلطات الاحتلال للراعي المصري بانهاء العزل الانفرادي وقانون شاليط. وكعادة الاحتلال في النكث بعهوده، ذهبت تلك العهود والوعود ادراج الرياح ، الأمر الذي اعاد طرح اللجوء الى سلاح الاضراب من جديد، فبادر عدد من الاسرى والاسيرات للاعلان عن الاضراب الفردي على رأسهم المناضل خضر عدنان الذي تمكن بدعم والتفاف أبناء شعبه وقواه السياسية والاجتماعية بعد ستة وستين يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام من الانتصارعلى سجانه بانهاء اعتقاله الاداري الظالم واطلاق سراحه. بتجربتها الذاتية،ووعيها المكتسب، لجأت الحركة الاسيرة بفصائلها وطلائعها المناضلة التي تمثل ضميرهاوشرفها وعقلها الى سلاحها الذي اسمته في بياناتها بالاضراب الاستراتيجي. فالاضراب الاستراتيجي ليس مجرد سلاح نمتشقه في وجه السجان، انه موقف وارادة جمعية منظمةوهدف وخطة وقيادة موحدة معلنه باسم " اللجنة المركزية لقيادة الاضراب"،اجمعت الحركة الاسيرة بكل مكوناتها بأن توكل اليها قيادة معركة الامعاء الخاويةوالمقاومة الشعبية، معركة الكرامة والوحدة والحرية ، وباركتها جماهير الشعبالفلسطيني التي ترفع رايتها المنقوشة بشعارها " الجوع ولا الركوع " عاليةوخفاقة في كل مكان . لن تترك سلطات الاحتلال أية وسيلة لادراك غايتها في افشال وإبطال مفعول ومفاعيل سلاح الاسرىواضرابهم الاستراتيجي لشل ادوات مصلحة السجون وسلطات الاحتلال، سواء داخل السجون او خارجها عبر الالتفاف على اهدافهم ووحدتهم ولجنتهم المركزية الباسلة ، فهي سلطات احتلالية تدرك اكثر من غيرها بأن آلام المخاض وبشائره بديل سياسي وخياراستراتيجي يولد من جديد. فهل نوفر نحن المواطنون وقوى شعبنا وامتنا اسباب النجاح لإضرابهم، لإضرابنا، لخيارنا النوعي الجديد، بدرء المخاطر المحدقة بحركتنا الاسيرة، وقبل كل شيء بالتصدي الحازملمحاولات الالتفاف على قيادة الاضراب واهدافه، وبتوفير كل مقومات نصرته شعبياًورسمياً ، عربياً وعالمياً . فلعله فجر وحدتنا وربيعنا القادم وردنا الحازم في ذكرى النكبة الرابعة والستين المستمرة حتى يومنا هذا، بأن لابديل عن الكرامةوالحرية والاستقلال والعودة.