خبر : من المهاتمة غاندى..لأسرانا سلام..د. عبير عبدالرحمن ثابت

الأحد 06 مايو 2012 12:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
من المهاتمة غاندى..لأسرانا سلام..د. عبير عبدالرحمن ثابت



التفرد ما يميز الفلسطينيين ... فى أفراحهم وأحزانهم ... ألامهم وضحكاتهم ... حياتهم ومماتهم شهدائهم وجرحاهم... فى كل شئ هم متميزون ... واليوم يجسد أسراهم هذا التفرد بدخولهم أطول إضراب تمر به حركة أسيرة تطالب بالحرية ... فهم يتحدوا سجانهم ويعاندوا الموت لطلب الكرامة ... ويرفضوا حياة الذل والمهانة ... ويعانقوا بأرواحهم السماء .. فكل يوم  ينتشقون أنفاس الحرية .   هؤلاء العمالقة الشامخين فى سجون آخر احتلال فى التاريخ المعاصر .. يعانون كافة أشكال القمع والتعذيب والعزل والاعتقال الإداري الغير مبرر ... فلا زيارات ولا تواصل ولا أمل فى غدٍ قادم ... حالة من اليأس غمرت أحلامهم وأمالهم فى غدٍ مشرق ... فقرروا الانتفاض على سجانهم وبدأوا  رحلة العراك مع الموت ليس بحثاً عن الانتحار وإنما حبا فى الحياة .   لم تكن هذه المعركة الأولى فى حياة الأسرى ... فبالعودة لتاريخ الحركة الأسيرة نجد بأنها مرت بالعديد من معارك الصمود والتحدي مع سجانيها... فمنذ إقامة دولة إسرائيل وهى تمارس هواية الاعتقال .. والمعتقلين يقابلوها بالإضرابات والانتفاض .. كثير منها لم يعلم به أحد والقليل منها ما وصل لوسائل الإعلام .. فكان هناك شهداء ومصابين فى العديد من هذه الانتفاضات التى كان القمع سمة أساسية من سمات آلة البطش الإسرائيلية فيها .   وبعد مرور أكثر من ستين عام من الاحتلال استفاد الأسرى من تجاربهم ... وبدأوا معركتهم الصامتة .. معركة الأمعاء الخاوية مع عدوهم .. مارسوا طريقة مهاتمه غاندى فى تحديه لعدوه ...الذى أقسم أن يدافع عن  الحرية ودعا إلى أن يفعل الآخرون الشيء ذاته ..  قاد معركة بلا سلاح بلا أصوات وبلا عنف .. واليوم يسير الأسرى على خطاه .. فهذه الطريقة من شأنها تعرية الاحتلال وإظهار وجهه الحقيقي غير ذلك المزعوم المدعى للديمقراطية وحقوق الإنسان .. معركة تكمن قوة الأسرى فيها فى ضعفهم أمام جبروت وغطرسة القمع الإسرائيلي .. والنسيان العربي والدولي  لعدالة قضيتهم .   الأسرى الفلسطينيين الذين يعدون بالآلاف .. يخوضون هذه المعركة وهم مدركون جيدا أن الشهادة هى من أكثر الاحتمالات لتحقيق نصرهم .. خاصة فى ظل انشغال العالم بما يحدث من ثورات الربيع العربي .. وانشغال السياسي الفلسطيني بالمناكفات السياسية  ومحادثات المصالحة  عديمة الجدوى .   أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أسرانا العظام ... إليكم منا ومن أحرار العالم سلام  ، ويبقى السؤال هل نحن بحجم مراهنتكم علينا للتفاعل مع معاناتكم وآلامكم وغول الموت الذى تحاربونه بصبركم وجلدكم ؟ وهل نحن بغزة والضفة والشتات كنا على  مستوى تضحياتكم  ؟ فمسيرة هنا وخيمة اعتصام هناك لا تصل لدرجة تحديكم لسجانكم ... فأنتم أكثر منا جرأة وشجاعة فبرغم الظروف الإنسانية الصعبة التي تحيونها .. قررتم أن تنتفضوا على واقعكم وتغيروه بأرواحكم .. بينما نحن بالضفة وغزة نعيش فى سجن أكبر محاصر براً وجوا وبحرا.. ولا يفكر أحد بالتمرد على هذا الواقع .. ونعيش حالة انقسام سياسي بين الأخوين .. ولا بصيص أمل فى المصالحة  التي كلما تفتحت أزهارها .. علت أشواكها أكثر .