غزة / سما / أوصى مختصون ومدراء مدراس بضرورة إعادة تقييم الطلبة ذوي الاعاقة في المدارس وتحديد احتياجاتهم وفق معايير مهنية . وطالبوا بتدريب معلمي التربية الخاصة للتعامل مع هؤلاء الطلبة مع كل بدء عام دراسي وتقديم معينات طبية للطلبة ذوي الاعاقة . وأكدوا أهمية التنسيق بين المدارس والمؤسسات العاملة في مجال الإعاقة ورفع مستوى الوعي بأصول الدمج الاجتماعي لدى أولياء الأمور. ودعوا إلى دمج الطلبة ذوي الإعاقة في اللجان المدرسية، وتنفيذ مشاريع تهيئة بيئية في المدارس. جاء ذلك ضمن التوصيات التي خرج بها مشاركون في جلسة حوارية عقدتها الإغاثة الطبية بعنوان" واقع الطلاب ذوي الاعاقة في المدارس الحكومية" في قاعة فندق المتحف في جباليا، أمس. وشارك في اللقاء الذي جاء ضمن مشروع تحسين الظروف المعيشية والدمج الاجتماعي ومناصرة حقوق وقضايا ذوي الاعاقة الذي تنظمه الإغاثة الطبية، العشرات من مدراء المدارس الحكومية للمستوى الابتدائي في محافظة شمال غزة. وشمل اللقاء على مداخلة قدمها مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل المجتمعي في الإغاثة الطبية تحدث فيها حول واقع الإعاقة في قطاع غزة، مشيراً إلى الاحتياجات الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة. وأشار إلى الحقوق التعليمة لهؤلاء الأشخاص، لاسيما الأطفال في مراحل التعليم الأساسي. وتطرق عابد إلى قضية دمج هؤلاء الأطفال من ذوي الإعاقات المختلفة في المدارس، وضرورة إنجاح عملية الدمج، بما يحقق الأهداف المرجوة في التغلب على إعاقاتهم، ومنحهم الفرصة في تلقي التعليم الأساسي والثانوي وتلبية حقهم في المشاركة المجتمعية. واستندت الجلسة الحوارية على واقع طفلين من محافظة شمال غزة يعانيان من إعاقة حركية كنموذج دراسة حالة حيث قدم المشاركون في اللقاء مداخلات منفردة حول واقع هؤلاء الطفلين وسبل الاستمرار في عملية دمجهما، والعراقيل التي واجهت عملية دمجهما. وكانت الإغاثة الطبية وضمن ائتلاف الناشطين لدعم قضايا الإعاقة تمكنت من تأهيل ودمج هاذين الطفلين وهما عبد الرحمن أبو رواع(14عاماً)، وحنين العطار(تسعة أعوام) من بلدة بيت لاهيا. وناقش مدراء المدارس فكرة دمج الأطفال من ذوي الإعاقة في مدارسهم والشروط المصاحبة لعملية الدمج، ووسائل إنجاحه وبحثوا الآثار السلبية التي قد تلحق بالطفل المدموج و كذلك الآثار الإيجابية التي دفع بإنجاح عملية المدمج. وانقسم المشاركون في الجلسة الحوارية إلى فريقين أحدهما مؤيد لفكرة دمج الأطفال ذوي الإعاقة، بما في ذلك الإعاقة العقلية وآخر اشترط ذلك بحسب نوعيات الإعاقة ودرجة ذكاء الأطفال المدموجين العقلية، وكذلك وتوفير وسائل معينة لإنجاح الفكرة. اعتبر بعضهم أن دمج هؤلاء الأطفال أن يواجه عراقيل ومشكلات تتعلق بعدم تأهيل المدارس، وغياب الوعي لدى الطواقم المدرسية في دعم هؤلاء الأطفال ورفع مستوى التحصيل الدراسي. ورأى آخرون منهم بأن فكرة الدمج قد تساعد الطالب ذوي الاعاقة على اكتساب خبرات وقدرات من زملاؤه من غير الطلبة ذوي الاعاقة ، وهو ما يدفعه باتجاه الانخراط مع زملاؤه وبالتالي إنجاح فكرة دمجه مع المجتمع. طالب مدراء مارس آخرون بضرورة توفير وسائل مواصلات لنقل هؤلاء الطلاب، وتهيئة مدارسهم وتخصيص طواقم مؤهلة من معلمي التربية الخاصة، لإنجاح فكرة الدمج. وردأ على انتقادات وجهها مشاركون من المجتمع المحلي حول غياب خطة ممنهجة وإستراتيجية علمية لتثبيت فكرة الدمج في المدارس، قال سهيل أبو رأس مشرف التربية الخاصة في مديرية التربية والتعليم أن ثمة معايير واضحة وثابتة لدى المديرية يتم من خلالها تحديد إمكانات دمج الطلاب ذوي الإعاقة. وأضاف: يتم العمل عبر التنسيق مابين المديرية والمدارس بهدف دمج أي طفل يعاني من إعاقة وبالتنسيق أيضاً مع الإغاثة الطبية، مشيراً إلى جهود المديرية في توفير طواقم متخصصة من معلمي التربية الخاصة للتعامل مع هؤلاء الأطفال.