خبر : عن الطريقة/هآرتس

الأحد 22 أبريل 2012 12:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
عن الطريقة/هآرتس



بخار سميك من التعفن الخانق ينم عن ما قاله الداد ينيف بشأن غيدي فايس ("في المستقبل غير البعيد عن الاطلاق سيدخلون الناس الى السجن على امور فعلتها أنا"، "هآرتس" – 20/4).  ينيف، حسب شهادته، كان جزءا من تلك الممارسة السياسية التي تعرف كيف تنال الامتيازات، تمس بالقانون، تهدد الخصوم، ترفع الموالين وبالاساس ترفع نفسها، وتحبك الخطط السياسية والاستراتيجية التي ليس لها بالضرورة صلة بالمصالح القومية.  طريقة الحكم في اسرائيل ليست أقل طهارة من طرق العمل في الديمقراطيات الاخرى. صناعة مجموعات القوى التي تعرف قواعد اللعب بين المال، السلطة ووسائل الاعلام ليست اختراعا اسرائيليا، وفي اسرائيل نفسها ليست اختراع ينيف. اذا كان هناك جديد فهو يكمن في تعطيل تعبير "قواعد اللعب". الحدود، حسب ينيف، تتحدد، من خلال اناس يشبهونه، في نطاقات غير معروفة، في خدمات لاناس يعرضون أنفسهم كمنتخبين من الجمهور، يتغلفون بالايديولوجيات المقنعة والواثقين بانه يوجد تماثل بنيوي بين مصالحهم الخاصة والمصلحة العامة. قصص مشابهة طرحت في الماضي على لسان منفصلين قرروا تطهير أنفسهم في سياق التوبة. اناس بكونهم في مواقع القوة، وجهوا الضربات لخصومهم، وما أن قرروا الخروج من اللعبة – يقررون بان الطريقة هي المذنبة. ينيف هو الاخر يقف ضد الطريقة وهو أيضا يروي بانه طلب المغفرة ممن تضرروا منه. غير أن انتقاد سلوك ينيف لا يعفي من الحاجة الى استخلاص الدروس. سهل جدا هز الكتفين بعدم اكتراث واتهام "الطريقة"، وكأنه دون جوقات من مجموعات الضغط والهامسين كان الوضع سيكون أفضل بالضرورة. بالمقابل، سيكون من السذاجة الاعتقاد انه بجرة قلم يمكن شطب تعفن سياسي لا يعرف طريقة اخرى. الجمهور لا يمكنه أن يتوقع من ممثليه بالذات، ممن يتغذون بذات الطريقة،  ويعملون على تقليص قدرة المحكمة العليا على ازعاجهم، ويرون في النيابة العامة تهديدا وفي الشرطة كلاب صيد – هم الذين سيطهرون الاسطبلات. ولكن للجمهور توجد قوة سياسية من خلالها يمكنه ويجب عليه أن يعاقب منتجي الطريقة ومنفذيها.