بدأت أحداث يوم الكارثة أمس بالمهرجان الرسمي في ساحة مؤسسة "يد واسم" في القدس في الساعة الثامنة مساءً. وصعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى منصة الخطابة بعد رئيس الدولة بيرس وكرس أساس خطابه لمسألة النووي الايراني. "أنا لا أرعوي ولن أرعوي من أن أقول الحقيقة للعالم – ولكن أولا وقبل كل شيء لشعبنا الذي هو قوي بما فيه الكفاية كي يسمعها – والحقيقة هي أن ايران مسلحة بسلاح نووي هي تهديد وجودي على دولة اسرائيل وتهديد سياسي على دول اخرى في المنطقة وعلى السلام العالمي. من الواجب منع ايران من نيل السلاح النووي. هذا واجب العالم، ولكن قبل كل شيء هذا واجبنا"، قال رئيس الوزراء. وأضاف بان "من يلغي التهديد الايراني على سبيل التعنت لم يتعلم شيئا من الكارثة، وهذا ليس أمرا جديدا إذ دوما كان هناك من فضلوا الهزء بالناس الذين يقولون الحقائق غير المريحة. هكذا قالوا أيضا عن زئيف جابوتنسكي، الذي درج على أن يتنقل بين جاليات بولندا والتحذير من الخطر الموشك على الوقوع، واستجدى اليهود أن يغادروا بولندا ويهاجروا الى البلاد". واقتبس نتنياهو خطاب جابوتنسكي من العام 1938 في وارسو: "منذ ثلاث سنوات وأنا أتوجه اليكم، يا يهود بولندا واحذركم من الكارثة المقتربة. قلبي يتفطر دما على أنكم لا ترون البركان الذي سيبدأ باطلاق نار الابادة. لا يزال هناك وقت للنجاة. ولكنكم لا ترون لان بالكم مشغول بمشاغلكم اليومية. استمعوا الى قولي. الزمن قصير". وعلى حد قول نتنياهو، فان ذكرى الكارثة ليست مجرد مسألة احتفالية أو موضوعا تاريخيا – هذه فريضة عملية لضمان المستقبل، ولا سيما للجيل الذي يقف مرة اخرى أمام الدعوة لابادة دولة اليهود. رئيس الوزراء قال انه يأمل بأن ذات يوم تعيش دولة اسرائيل بسلام مع كل الشعوب وكل الدول في المنطقة. أن يحل اليوم الذي تعلم فيه الدعوات لابادة اسرائيل في دروس التاريخ فقط. "ولكن هذا اليوم لم يحن بعد"، قال نتنياهو، "اليوم يدعو ويعمل النظام الايراني علنا وبنشاط لابادتنا. وهو يعمل على نحو حثيث على تطوير سلاح نووي كي يحقق هذا الهدف. أعرف أن هناك من لا يحبون أن أقول الحقائق غير المريحة من هذا النوع. وهم يفضلون الا نتحدث عن ايران نووية كتهديد وجودي وذلك لان أحاديث كهذه تزرع الفزع. هؤلاء اناس فقدوا كل ثقة بالشعب اليهودي ويظنون أن ليس لديه ما يكفي من القوى كي يتصدى للخطر". "أعرف أن هناك أناس يقولون أنه محظور ذكر شر الكارثة عند الحديث عن التهديد الحالي"، قال نتنياهو، "هم يقولون ان هذا استخفاف بالكارثة واهانة لضحاياها. أنا أرفض تماما هذا النهج. بالعكس. أقول ان اليوم، مثلما في حينه، هناك من يريدون ابادة الشعب اليهودي. وكرئيس وزراء اسرائيل ليس فقط مسموح لي أن أطرح ذكرى ابادة ثلث الشعب اليهودي عند الحديث عن مخاطر وجودية لشعبنا – بل ان هذا واجبي. لن أرعوي من قول الحقيقة للعالم. واقولها في الامم المتحدة وأقولها في واشنطن وفي عواصم هامة اخرى. وأقولها أيضا هنا في وطننا، على أرضنا. سأواصل قول الحقيقة للعالم ولكن أولا وقبل كل شيء لشعبي الذي أعرف بانه قوي بما يكفي ليسمعها". "كنا مستعدين لكل تضحية" وتناول رئيس الدولة شمعون بيرس ظاهرة نفي الكارثة وقال ان "من ينفون الكارثة ينفون أفعال أسلافهم ليغطوا على أفعال أنفسهم، ولكن تكذيب الكارثة لن يطفىء نار اللظى. أكوام الجثث المعذبة. الابطال الذين القي بهم في قنوات الموت". وفي احتفال عقد في كيبوتس تل اسحق ألقى رئيس الاركان بيني غانتس كلمة قال فيها "ان ذكرى الكارثة يجب ان تشكل لنا اشارة تحذير ومؤشر طريق أخلاقي لنا كجيش وكشعب. بتصدينا للتحديات التي تربض امام اسرائيل علينا أن نواصل بناء وتثبيت مجتمع ديمقراطية وثقافة غنية هنا". أما عن جنود الجيش الاسرائيلي فقال رئيس الاركان غانتس: "نحن الذراع الفولاذي الذي سيرد كل محاولة للمس بالشعب اليهودي بضربة شديدة. نحن السور الواقي للشعب الذي لن يعود مرة اخرى ليكون عديم الوسيلة وعديم الحماية. أبدا ليس بعد!".