رام الله سما اقترح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤول الإعلام الرسمي ياسر عبد ربه، تأسيس شركة إنتاج درامي دائمة بعيدا عن التبرعات، بالشراكة مع القطاع الخاص. وشدد خلال مشاركته في الورشة التي نظمتها وزارة الإعلام والجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية والتي اختتمت امس الأربعاء، تحت عنوان ’الدراما الفلسطينية اعلام الشعوب النافذ’، على ضرورة أن تحظى الدراما الفلسطينية بتمويل حقيقي لتعمل على فتح أبواب التسويق وإنتاج أعمال جيدة قادرة على التعاطي مع متطلبات السوق وتخضع لقواعده وحساباته، ما يشجع الشركات على الدخول في شراكات حقيقية. وأوضح عبد ربه، أن منظمة التحرير قامت في السبعينات بإنتاج دراما منها مسلسل بأم عيني. وبخصوص دور التلفزيون، قال: ’نحن مهتمون بان يكون التلفزيون شريكا في الإشراف على إنتاج أعمال درامية تلفزيونية تنتج هذا العام، ورأى أن البدء بعمل أو عملين هذا العام بمشاركة مؤسسات وطنية امر معقول ونستطيع تحشيد مؤسسات عربية لإطلاق عمل أو اثنين يشكلان قاعدة أوسع للانطلاق في الأعوام المقبلة. وكشف عبد ربه النقاب عن مباحثات جرت مؤخرا مع المخرج يوسف الديك، لإنتاج مسلسل تلفزيوني حول القائد الراحل عبد القادر الحسيني. بدورها، أعربت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي، ’عن سعادتها بالمشاركة في الورشة سيما وإنها تنظم بمشاركة كوكبة من كبار الفانين الفلسطينيين في الداخل والخارج ومبدعين’. وأشارت إلى أهمية الورشة وموضوعها، خاصة أن المرحلة الراهنة بحاجة إلى النهوض بالشأن الثقافي الفلسطيني باعتباره الحصن المنيع في مواجهة كل محاولات الطمس والتذويب الهوية وكل التوسعات الاحتفالية الاستيطانية من جانب وتثبيت وتأصيل الحكاية الفلسطينية. وشددت البرغوثي على دور الفنانين المركزي، قائلة: ’إذا كنا معنيين بنشر خطابنا الثقافي المستند إلى هويتنا الثقافية الديمقراطية التعددية والمبتكرة والمنفتحة على الثقافات الإنسانية، والعمل على تأصيل حكايتنا وحماية وصون التراث الفلسطيني، فان المكون الرئيسي لنشره هم الفنانون بأدائهم في مجال السينما والمسرح والدراما التلفزيونية ولا سبيل دون ذلك’. وأقرت بعجز وزارة الثقافة تلبية الاحتياجات، وقالت: إن الأمر يتطلب تضافر للجهود والتعاون لإحداث نقلة نوعية على صعيد الإبداع الذي في أساسه العنصر البشري. وأشارت البرغوثي إلى أن الوزارة نجحت على صعيد الإنتاج السينمائي بتوقيع اتفاق مع بريطانيا وأخرى مع الفرنسيين لإنتاج مشترك، كما خصصت 150000 دولار لإنتاج أفلام وثائقية قصيرة. بدوره، أكد وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة، حرص الوزارة على التعاون مع سائر المعنيين لجمع شتات المكتبة السينمائية الفلسطينية التي وصفها بالواقعية والوثائقية المهمة. ودعا للعمل مع وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية على الإسراع في إنشاء هيئة خاصة للدراما والسينما مقرونة بمناخ موات للإنتاج الدرامي وداعم للاستثمار في هذه الحقل، وحث الجامعات والمعاهد إلى الإسراع في افتتاح كليات للدراما والفنون المتصلة بها وإعادة الحياة للمسرح المدرسي. وأعلن خليفة باسم الوزارة وهيئة الإذاعة والتلفزيون، عن نيتهما تنظيم مهرجان للسينما الوثائقية وآخر لمنتج السينما والتلفزيون خلال الشهور القليلة المقبلة على أرضية الشراكة الكاملة مع المؤسسات الوطنية المعنية والعربية الشقيقة وتعميق الشراكة مع شبكة المسارح والمؤسسات التي بدأت مشكورة بتنظيم مهرجانات السينما والمسرح ليكونا تقليدا دوريا في فلسطين. وأعلنت وزارة الإعلام والجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية خلال الورشة التي استمرت يومين، عن تشكيل لجنة لصياغة ومتابعة توصيات المشاركين في الورشة من فنانين ورجال وسيدات أعمال للنهوض بواقع الرداما التفزيونية في فلسطين. وأكدت مديرة العلاقات العامة في وزارة الإعلام بثينة حمدان، أن هذه اللجنة ستعلن قريباً البيان الختامي للمؤتمر والخطوات العملية التي ستكمل المسيرة للنهوض بالدراما. وأضافت ’لقد كان هذا التجمع الكبير الذي حضر الورشة هو أكبر دليل على وجود مشاكل واحتياجات للفنان الفلسطيني، وهي دليل على أهمية انعقاد هذه الورشة والتي تجمع لأول مرة الفنان برأس المال الفلسطني، وضيوف عرب ساهموا بوضع اقتراحات وحلول لتطوير الواقع الدرامي في فلسطين. وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة روابي، نسرين شاهين، إنه من مطلق الاهتمام لروابي بكل جديد ودعم الإبداع والابتكار وتحفيزه في المجالات التي من شأنها ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية، فإننا نرى في الورشة محاولة نوعية لخلق حالة من النقاش والعصف الذهني بين القطاعين الخاص والعام، وللاطلاع على التجارب العربية الشقيقة وإمكانية الاستثمار في هذا الحقل وبما يقود إلى خلق مزيد من فرص العمل للشباب الفلسطيني. بدوره، أوضح رئيس مجلس ادارة الجمعية المخرج يوسف الديك، أن فكرة الورشة انطلقت من حاجة ملحة يمليها واقع الدراما الفلسطينية الصعب، قائلا: ’لم نأت للتنصل من المسؤولية أو تحميلها لأي طرف رسمي كان أو خاص الجميع عليه مسؤولية وفي المقدمة منهم الفنانين الذين بدون إبداعهم ومواهبهم وتكاتفهم لن يكون هناك عمل جيد وإقبال من قبل القطاع الخاص على الاستثمار في هذا الباب وقال: ’إن هذا القطاع عانى الكثير بغياب القوانين والاستراتيجيات الوطنية الداعمة والحامية، خاصة في ظل شح في البني ونقص في الاحتياجات التي نعمل على تلبية ما أمكن منها’.