نائب وزير الخارجية الفنلندي، ياكو ليئافا، زار الاسبوع الماضي القدس سرا لعقد محادثات مع مسؤولين كبار عن مشاركة اسرائيل في مؤتمر اقامة منطقة حرة من السلاح النووي في الشرق الاوسط. المؤتمر الذي عين ليئافا لتنسيق الاستعدادات له، سينعقد في هلسنكي في كانون الاول من هذا العام. اسرائيل، التي أعربت قبل سنتين عن معارضتها لفكرة عقد المؤتمر، امتنعت حتى الان عن رفض أو قبول المشاركة فيه، وإن كان واضحا أن في مركز مباحثاته ستكون مساعي الدول العربية وايران – التي ستدعى للمشاركة فيه – للمس بقدرة اسرائيل النووية. تسعى اسرائيل الى تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة، التي تدعم عقد المؤتمر خشية أن يوفر الغاؤه حجة لتقويض نظام الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح النووي في العالم (NPT) ويشكك برؤيا الرئيس الامريكي براك اوباما لعالم خال من النووي العسكري. القرار بعقد المؤتمر – رغم اعتراض اسرائيل والوعد الامريكي بمراعاة ذلك – كان في الوثيقة النهائية لمؤتمر الاستطلاع الذي تعقده منظمة الميثاق مرة كل خمس سنوات في نيويورك، في ايار 2010. في أعقاب احتجاجات اسرائيل على الانعطافة في موقف الادارة أعربت وزارة الخارجية في واشنطن عن "أسف عميق" لصيغة البند المناهض لاسرائيل، ولكن لم يكن في هذا ما ينفي مفعوله. ومنذ ذلك الحين وجد النجاح التكتيكي لاوباما تعبيره في تأجيل المؤتمر حتى الشهر الاخير من هذا العام وبالتالي أيضا حتى ما بعد الانتخابات للرئاسة. منذ تعيينه في تشرين الاول العام الماضي منسقا لمؤتمر هلسنكي أدار ليئافا عشرات المحادثات مع ممثلي الامم المتحدة، الاعضاء الدائمين في مجلس الامن والدول في المنطقة بما في ذلك مرتين أو ثلاث مرات مع ممثلي اسرائيل. والاسبوع الماضي التقى بفريق برئاسة نائب مدير عام وزارة الخارجية جيرمي يسسخروف وبمشاركة ممثلي قيادة الامن الوطني ولجنة الطاقة الذرية. وتركزت المحادثات على التحفظات الاسرائيلية من مؤتمر هلسنكي من حيث التوقيت والمبنى. وطلب يسسخروف وزملاؤه الانتظار حتى استقرار الانظمة في دول المنطقة – ولا سيما مصر وسوريا، في ختام التحولات التي تمر عليها – والاتفاق بداية على مبنى أمني اقليمي، بمبادرة دول الشرق الاوسط، بموافقة عامة بينها ودون إكراه خارجي. ويعالج يسسخروف في وزارة الخارجية موضوع النووي الايراني والرقابة على السلاح. وكإشارة الى تحفظها من فكرة المؤتمر، دون رفضه تماما، تفضل اسرائيل إدارة الاتصالات مع ليئافا على مستوى مهني عال وليس على مستوى حكومي، مثل وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أو الوزير دان مريدور الذي مثل الحكومة في قمة الامن النووي في سيئول الشهر الماضي. في دول اخرى في المنطقة يلتقي مع ليئافا قيادات اعلى – في شهر كانون الثاني التقى معه في طهران وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالح.