كان يفترض بوقف النار في سوريا أن يدخل حيز التنفيذ صباح أمس، إلا أن جيش الاسد واصل قصف معاقل المعارضة في سوريا. وأمس أيضا بُلغ عن عشرات القتلى في أرجاء الدولة ولا يزال، مبعوث الامم المتحدة، كوفي عنان مصر بانه من السابق لاوانه القول ان خطته لتحقيق الهدوء فشلت. هكذا بدا أمس اليوم الاول لـ "وقف النار" في سوريا: جيش الاسد وإن كان انسحب من مناطق معينة، الا أن أعمال القمع الوحشي استمرت في أجزاء كثيرة اخرى من الدولة – وبقوة أشد. "يوجد تصعيد في العمل العسكري في سوريا"، قال كوفي عنان، الا أنه لم يعترف بعد بانهيار خطته. ودعا عنان المعارضة السورية الى عدم خرق وقف النار. "إذا انهارت هذه الخطة، ما البديل" سأل.عشرات الاشخاص قتلوا أمس، معظمهم في منطقة حمص. مدينة مرع، المجاورة لحلب، قصفت بالدبابات والمروحيات. عشرات العائلات فرت من المدينة خوفا من استمرار الهجوم. حسب خطة عنان، أمس في الساعة السادسة صباحا كان يفترض أن يدخل الى حيز التنفيذ وقف نار مطلق بين الطرفين. كما قيل ان الجيش السوري سيسحب كل قواته من مراكز المدن ويسمح بادخال المساعدات الانسانية. دمشق، التي وافقت في البداية على الاقتراح، تراجعت عنه في بداية الاسبوع. "هذا تفسير مغلوط"، أعلنت وزارة الخارجية السورية وقالت ان "الجيش لن ينسحب الى أن يتعهد الثوار خطيا بوقف العنف وبتسليم كل أسلحتهم". باسمة قضماني، الناطقة بلسان المجلس الوطني السوري، شجبت المطالب الجديدة التي طرحها النظام لوقف النار. "رأينا الاقتراحات الجديدة"، قالت قضماني، "هذه الشروط غير مقبولة. أنا غير قادرة على أن أرى كيف تكون مقبول من عنان". واضافت بان المعارضة ستواصل التعاون مع عنان، ولكن الكرة توجد الان في ملعب الاسد. الجيش السوري الحر أعلن عن منح النظام 48 ساعة لوقف النار وسحب قواته، قبل أن يستأنف الثوار هم أيضا عملهم العسكري. "ليس لنا ثقة في النظام"، قال الناطق بلسان الجيش الحر، "لا نتوقع أن يسحب قواته أو أن يوقف القتل. رغم ذلك، سننتظر 48 ساعة في اثنائها سنبقى في تشكيلة دفاعية فقط". وأوضح بان بعد ذلك سيصعد الثوار هجماتهم. "وعود فارغة" "المسؤولون الكبار في حكم الاسد يقطعون الكثير من الوعود"، قال أمس الناطق بلسان البيت الابيض جي كارني. "ولكن هذه الوعود تظهر فارغة بشكل مذهل". بالمقابل، يقول كارني، توجد شهادات على أن العنف ضد المعارضة وضد المواطنين الابرياء مستمر. "نحن ننتظر التقدير الذي رفعه المبعوث الخاص كوفي عنان الى الامم المتحدة، وسنعمل مع شركائنا على الخطوات التالية بالنسبة لسوريا"، اضاف كارني. وأعرب الناطق عن أمله في أن يعيد مجلس الامن النظر في الوضع في سوريا، إذ تبين لكوفي عنان بان نظام الاسد لم يفِ بتعهدات لبدء الانسحاب أمس. وخارج الادارة واصلت أمس الدعوات لتدخل أكثر حزما من الولايات المتحدة ضد الاسد. السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي زار مخيم اللاجئين على الحدود السورية – التركية قال للصحفيين ان "الاسرة الدولية تخيب آمال الشعب السوري". وعلى حد قوله، فان السبيل الوحيد لحل المشكلة هو في مساعدة المعارضة لتغيير ميزان القوى. وانضمن الى دعوته أيضا السناتور المستقل جو ليبرمان الذي قال ان يجب تسليح المقاتلين ضد الاسد بحيث يتمكنوا على الاقل من الدفاع عن أنفسهم وعن عائلاتهم.