خبر : في الليل نسمع اطلاق نار وصراخ../يديعوت

الثلاثاء 10 أبريل 2012 05:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
في الليل نسمع اطلاق نار وصراخ../يديعوت



جر نفسه نحو الحدود، وجسده الهزيل بالكاد يحمله. الرحلة الطويلة من افريقيا أدت الى نفاد قواه. بعد عشرات الكيلومترات من السير في الصحراء فصلت بينه وبين البلاد الموعودة – اسرائيل بضعة أمتار فقط. غير أنه عندها، قبل لحظات قليلة من اجتيازه المكان الذي يفترض أن يكون فيه جدار، وضع ايديهم عليه الشرطة المصريون. ومنذئذ اختفت آثاره. هذه هي القصة الحزينة للاجئ سوداني لم يسمع عنه أحد. قصة رجل أغلب الظن قتل بنار الشرطة المصرية. قصة لاجيء لا إسم له ولا مكانة، مات فقط لانه سعى الى الدخول الى اسرائيل. وحسب التقارير، فانه فقط واحد من بين كثيرين. "كانت جماعة من بضعة سودانيين منهم انتقل أربعة، واثنان آخران أمسك بهما المصريون"، يروش "ش" مقاتل كان حاضرا في المنطقة تلك الليلة. "في وقت لاحق لاحظنا أنهم أمسكوا بمجموعة أخرى من ستة افراد، لم يمر أي واحد منهم الحدود – لا في تلك الليلة ولا منذ ذلك الحين". "ش" لم يكن شاهدا على القتل، ولكنه قدر بان المصريين يجرون أولئك السودانيين الى خلف التلال وهناك يقتلونهم. وشرح قائلا: "حين يحاولون ايقافهم، يطلقون النار بصليات. بعد ذلك نحن نسمعهم يطلقون عيارات متفرقة، ونفترض بان هذه هي اللحظة التي يقتلونهم فيها. لا توجد ليلة لا نسمع فيها عيارات وصليات".أحيانا تقع الفظاعة تماما أمام ناظر الجنود – في المنطقة السائبة المجردة من السلاح التي بين محور فيلادلفيا الاسرائيلي والطريق المصري. "لاحظنا لاجئين امسك بهما المصريون"، يقول "هـ" مقاتل آخر من المنطقة. "أطلقوا النار عليهما وعندها جروا الجثتين الى الموقع المصري بينما كانوا يضربونهما بأعقاب البنادق. بعد ذلك بلغت مراقبة الحدود بانهم لاحظوا شخصا آخر بين الزرع وتوجهوا اليه. قيدوه وحاولوا ايقافه، فانهار. هذا لا يزعجهم – فقد جذبوه بالقوة من اليدين والقدمين وضربوه".هكذا يبدو محور فيلادفيا في العام 2012. من جهة جنود الجيش الاسرائيلي ومن الجهة الاخرى – شرطة مصريون. مرة في الاسبوع تقريبا تطلق صليات نحو الجنود في الجانب الاسرائيلي، ولكن هؤلاء تلقوا التعليمات بعدم الرد كي لا يثيروا حادثة دبلوماسية. "انهم يلعبون معك"، وصف أحد الجنود. "في النهاية سيقتل لنا جندي". احيانا يصبح جنود الجيش الاسرائيلي شهودا رغم أنفهم في الحرب المصرية ضد اللاجئين. "يتلقون ضربا مميتا"، يروي أحد القادة في الجبهة. "وصلوا اليّ جرحى يعرجون، بالكاد يتحركون. كل سوداني أمسكه المصريون يفككون له يديه ورجليه". في حالة اخرى، افاد بها شهود سماع أساسا، اجتاز أفراد من الشرطة المصريين الحدود وأمسكوا بلاجئة كانت صارت في الاراضي الاسرائيلية. فجروها الى الاراضي المصرية، وهناك أغلب الظن اغتصبت وقتلت.عشرات اللاجئين، حسب التقديرات، ينهون حياتهم على الحدود كل سنة. الامم المتحدة وجهت تعليماتها للمصريين بوقف النار ولكن حتى الان لم يحصل شيء. صرخة اولئك الذين انهوا حياتهم، مصابين بالنار ومضروبين، في طريقهم بحثا عن حياة طيبة، لن يسمعها أحد. أحد حتى لا يعرف ما هي اسماؤهم. الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي: "الجيش الاسرائيلي يعمل على حماية الحدود الجنوبية، بتنسيق أقصى مع الجيش المصري".