خبر : الشرطة النسائية بغزة تنتشل أسرة من حقل الخوف لدرب النجاة

الثلاثاء 10 أبريل 2012 11:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الشرطة النسائية بغزة تنتشل أسرة من حقل الخوف لدرب النجاة



غزة / سما / عيون من ألم، وبانكسار منقطع  النظير تروي (س، ل)، الحكاية بابتسامة بائسة تحمل في طياتها بحرا يزجر ويسكن، أمواجه متلاطمة، وبتنهيدة ملؤها البؤس يثور البحر وتتلاطم أمواجه، ويتبعثر كل ما بحوله. تقول (س، ل) في تقرير نشر على موقع وزارة الداخلية والأمن الوطني في حكومة غزة الثلاثاء : كنا نعيش حياة كريمة ملؤها السعادة إلى أن دخل شبح الأترامال إلى حياتنا فدمرها شرّ تدمير، أدمن زوجي على تعاطي هذه الحبوب القاتلة فأصبح وحشا بهيئة إنسان يضربني ضربا مبرحا كلما كان بحاجة إلى تلك الحبة القذرة". وتتابع الزوجة بألم:" تغيرت أحوال زوجي إلى درجة سيئة بل أسوأ من ذلك فأصبح يلقي لفظ الطلاق في كل ساعة وحين، عدا عن ضربه لأطفاله ضربا تعجز عنه الأوصاف، حتى أن أطفالي الستة باتوا يعانون أمراضا مختلفة بسبب قسوة أبيهم". ولفتت (س، ل) أن زوجها حرمها من أبسط حقوقها وهو حق النفقة عليها وعلى أبنائه فتقول:" عمل زوجي في إحدى الوظائف التي كانت تجلب له دخلا جيدا، لكن إدمانه على المخدرات، ومن ثم رفاق السوء كل هذا جعله يقصر بأبنائه حتى أنهم لم يجدوا ما يأكلوه من شدة الفقر، والإهمال". وأردفت بحزن:" تركت المنزل حيث حرمني زوجي من حضانة أبنائي، فكان أصغر أطفالي عمره عام، أما هو فقد تم تسريحه من وظيفته بسبب أخلاقه السيئة".  وتتنهد تلك المرأة ثم تسكت بعدما سلكت تجاعيد البؤس سبلا في وجهها وتعود لتتابع:" جاع أطفالي بعدما تركت المنزل، حتى أنهم أصبحوا يتجولون في الأسواق عسى أن يجدوا شيئا يسد رمقهم، لم أحتمل أن يعيش أولادي على هذا الحال، إلى أن توجهت للشرطة النسائية علّها تجد حلا لي ولأطفالي، وتخلصني من همّ ذلك الرجل الذي جنا عليّ وعليهم". وطرقت "الداخلية" أبواب الشرطة النسائية التي فتحت ذراعيها لتلك المرأة وغيرها لتخبرنا الرائد مريم الناعوق نائب مدير عام الشرطة النسائية بكيفية مساعدة النسائية لتلك المرأة فتقول:" عندما توجهت إلينا السيدة (س،ل) قمنا على الفور بتوفير مسكن لها، حيث أنها أصبحت مطلقة ولا مأوى لها". وأضافت الناعوق:" رفض والد الأطفال تسليمهم لأمهم، فقمنا بمساعدة الأم برفع دعوى ضده حيث كانت نتيجة الحكم هي عدم صلاحية الأب لحضانة أبنائه بسبب أخلاقه السيئة، فتم على الفور إعادة الأطفال الستة إلى أمهم". ولفتت إلى أن الشرطة النسائية تابعت أمر هذه السيدة مع وزارة الشئون الاجتماعية التي وفرت لها راتبا على بند البطالة استطاعت من خلاله دفع إيجار المنزل، وأن تنفق على أبنائها، مردفة:" تكفل العديد من أهل الخير بالإنفاق على هذه الأسرة ومساعدتها إلى أن وصلت إلى درب النجاة".