رام الله / سما / اطلع وفد من فلسطينيي الشتات والداخل، برئاسة شاعر الثورة أبو عرب، زار وزارة التربية والتعليم العالي برام الله اليوم الاثنين، على واقع التعليم في فلسطين والتحديات التي يواجهها خاصة في القدس المحتلة.وتاتي زيارة الوفد الذي ضم 150 مشاركا ضمن فعاليات الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الخامس.وشدد وكيل الوزارة محمد أبو زيد، خلال استقباله الوفد، على عمق الانتماء للهوية الوطنية الفلسطينية رغم كل محاولات الطمس والتهميش، مؤكداً أن وزارة التربية تعتبر ’وزارة دفاع’ تتمركز على قاعدة راسخة؛ لتكريس حب الوطن والانتماء الأصيل والحرص على التعليم والتعلم في نفوس الطلبة والناشئة.وأشاد بالدور الذي يقوم به هذا الملتقى في مجال التواصل الثقافي والتربوي والمعرفي بين ابناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، معرباً عن أمله في ان تتواصل هذه الفعاليات؛ لتعزيز التبادل الثقافي والتعرف على الواقع الفلسطيني وتقوية الاواصر بين الشتات والداخل، وتأكيد معاني التفاؤل والأمل في نفوس الاجيال الشابة.وألقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، محاضرة حول حق العودة، أكد فيها تمسك حركة فتح والقيادة الفلسطينية بحق العودة باعتباره من الثوابت الراسخة منذ عهد القائد الشهيد ياسر عرفات، مبيناً استناد هذا الحق على أسس الشرعية الدولية وقرارتها وعلى رأسها قرار 194.وشدد اشتيه على رفض السلطة الوطنية لتوطين اللاجئين في البلدان المستضيفة، مؤكداً شرعية منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها للاجئين في أماكن تواجدهم، مثمنا جهود الامين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اسماعيل التلاوي في تعزيز التواصل بين الوطن والشتات، واصفاً اياه بالجسر المتين الذي يصل بين الديموغرافيا والجغرافيا.كما أعرب اشتية عن تقديره لوزارة التربية والتعليم التي شبهها ’بوزارة النقش على الحجر’؛ نظراً للجهود التي تبذلها في سبيل تعبيد طريق الفلسطيني بالعلم والوعي والمعرفة والتربية.من جانبه أكد التلاوي، عمق الأثر الذي تركته هذه الزيارة في نفوس وقلوب الفلسطينيين الذي جاءوا من الشتات لأرض الوطن، حاملين في ذاكراتهم حكايات مفعمة بوصايا الاجداد ومعطرة برائحة الزعتر البري والبرتقال، لافتاً الى المواقف التي تركها هذا الملتقى العام الماضي في نفوس الفلسطينيين، بعد عودتهم لمخيمات الشتات، وغيرها من ذكريات ُتقوي في قلوبهم حب الوطن وذكريات الاجداد والتمسك بحلم العودة للوطن.وباسلوب شاعري، ممزوج بالعواطف الجياشة، روى التلاوي قصة إسراء، أصغر عضو في الملتقى، التي جاءت من مخيم عين الحلوة؛ لتزرع خصلة من شعر جدتها في وطنها فلسطين؛ لتتنفس من تراب بلدها ورائحة زهر ليمونها، مختصراً بهذه الحكاية الرمزية ما يجسده الملتقى على أرض الواقع من القيم والمعاني النبيلة.وممثلاً عن الوفد الضيف، تحدث الفنان الفلسطيني عبد الرحمن أبو القاسم، عن المشاعر والأحاسيس التي انتباته خلال زيارته لفلسطين، سارداً الحكايات والمشاهد الموجعة وكان من أكثرها وجعاً حكاية تلك الفتاة، ابنة الشهيد، التي حملت في حقيبتها ياسمينة شامية وحفنة تراب من ضريح والدها، غير أن الاحتلال حال دون السماح لياسمينتها من الدخول لبلدها المحتل. وفي كلمة، سبقت مواله وأغنيته، شدد شاعر الثورة أبو عرب، على ضرورة الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني والزجل ومواصلة درب التعليم؛ كونه الجسر الحصين تجاه الحرية وهزيمة الوهم والجهل والتجهيل، ملهباً جماهير الحفل باغنياته الوطنية التي تضمنت الكثير من المشاعر الوطنية والتراثية.من جهته قدم الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير بوزارة التربية، بصري صالح عرضاً حول واقع التعليم في فلسطين وتحدياته الراهنة، وتطرق خلاله إلى العديد من المحاور ومنها التعليم في القدس المحتلة ومناطق ’ج’ والتعليم المهني والتقني والعالي والجدار العنصري، والصعوبات والتحديات وغيرها من التصورات والاستراتيجيات التي تسعى من خلالها وزارة التربية إلى الوصول إلى النوعية في تحقيق التعليم للجميع ومخرجاته. وتم خلال الحفل، عرض فيلم وثائقي حول مسيرة وزارة التربية وجهودها على كافة المستويات.يشار إلى أن وزارة التربية كانت قد استقبلت العام الماضي وفد الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الرابع، بحضور ومشاركة العديد من الشخصيات الوطنية والفنية وأسرة التربية والتعليم.