غزة / سما / "أقف أمامكم وكلي اعتزاز بعد أن تمكنت من كسر الإرادة الإسرائيلية ونجحت في إنهاء اعتقالي الإداري الذي أراد الاحتلال الاسرائيلي أن يكسر من خلاله عزيمتنا, وأراد أن يقهرنا فقهرناه بصمودنا, وها أنا اليوم بينكم على أرض غزة". هذه هي الكلمات التي قالتها الأسيرة المحررة هناء الشلبي في الاعتصام الذي أقامته حركة الجهاد الإسلامي بمشاركة قادة الجهاد الإسلامي وكافة القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات المعنية بالأسرى الفلسطينيين أمام مقر الصليب الأحمر بغزة, وقد استقبلت الشلبي في الاعتصام بالسلامات الحارة والقبلات والدموع من أمهات الأسرى, والهتافات المشيدة بإضرابها الأسطوري عن الطعام في السجون الاسرائيلي والذي تخطى 42 يوم. وأضافت الشلبي: "أنا اليوم على أرض غزة التي قهرت الاحتلال الاسرائيلي الذي قهرته مدينة جنين في عام 2002, غزة هي قلعة النضال والتحرير, وأنا اليوم حرة عزيزة بفضل جهود المخلصين والمتضامنين مع قضيتي العادلة". وأوضحت الشلبي التي احتفى بها مئات الحضور أن الاحتلال الاسرائيلي لا يحترم القوانين والمواثيق الدولية, كما أن الاحتلال بكافة أشكاله غير شرعي, وكذلك قراراته الجائرة, وقالت: "خضت الإضراب من أجل كسر إرادة الاحتلال الاسرائيلي وأحكامه الظالمة, وكسر الاعتقال الإداري. وأكدت على أنه لا يستطيع الإحساس بالأسير وبمعاناته الا من عايش أوضاعه, "لذلك قررت أن أسلك طريق الحرية لكسر الاعتقال الإداري على خطى الشيخ خضر عدنان", مشددة على أن انتصار المظلومين لا يقاس بأي انجاز. وشكرت الشلبي كافة المؤسسات والهيئات والمنظمات والقوى والجهات التي ساندتها ووقفت الى جانبها, معاهدة زميلاتها في الأسر أن تكون سفيرة لمعاناتهم, وبينت أنه لا طعم للحرية بدون تحرير كافة الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الاسرائيلي, مطالبة جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة الفاعلة في فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 ابريل من كل عام. بدوره هنأ وزير الشباب والرياضة في حكومة غزة الأسيرة المحررة هناء الشلبي, وبين أن الفعاليات الخاصة بمساندة الأسرى متواصلة, مؤكداً على ضرورة إحياء قضية الأسرى من أجل تحويلها لقضية دولية, ودعا أن يكون يوم الأسير الفلسطيني يوم لخروج جماهيري حاشد في كل أماكن التواجد الفلسطيني والعربي, من أجل إيجاد حالة تضامنية واسعة وشاملة مع الأسرى الفلسطينيين. من جانبه شدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام على ان الأمور لم تعد كالسابق, وأن 100 عام من الصراع كرس انجازات كبيرة وحالة صمود واضحة رغم اعوجاج ميزان القوى, مبيناً أن الشعب الفلسطيني كرس النموذج المذهل عبر شلال من التضحيات والشهداء والأسرى والجرحى. وأوضح عزام أن قضية الأسرى أصبحت في المقدمة بفضل جهود الأسرى أنفسهم بدءا بالأسير خضر عدنان والأسيرة المحررة هناء الشلبي, لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني وقف إلى جانبهم ويقف اليوم إلى جانب الأسرى المضربين عن الطعام ومنهم جعفر عز الدين, بلال ذياب, وثائر حلاحلة. وأشار إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يعيش حالة تخبط وارتباك واضحة, وقال: "الأسرى الفلسطينيين ورغم ألمهم إلا أنهم أصبحوا يفرضون على الاحتلال الاسرائيلي المواقف والسياسات, هذا تغيير مهم بعد أن كان الاحتلال هو المسيطر في السابق". وخاطب عزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً: "لا جدوى من الرسائل التي يتم توجيهها الى العدو الاسرائيلي, حيث أن العالم يرى معاناة الشعب الفلسطيني وهو لا يحتاج الى رسائل", مطالباً إياه بالتخلي عن نهج التفاوض ومسيرة التسوية مع الاحتلال الاسرائيلي. وأوضح عزام أن الشعب الفلسطيني يمتلك العديد من أوراق الضغط, من بينها الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية والذي يظهر من خلال قوافل الدعم والمساندة, موجها التحية لشعوب الثورات العربية, وأكد على أن حركته ستواصل دعمها وفعل أي شئ من أجل إسناد الأسرى الفلسطينيين. وقد شارك متضامنو قافلة أميال من الابتسامات في الوقفة الترحيبية بالأسيرة المحررة هناء الشلبي, حيث قال محمد سعد وهو أحد أعضاء القافلة: "نحن معكم يا أسرانا على خط النار, ولكم منا كل تحية", مبيناً أن النصر والتحرير سيكون قريباً بعد تحرير الشعوب من الأنظمة الظالمة. من جانبه ألقى عطية بسيوني كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية, أوضح خلالها ان الحركة الأسيرة الفلسطينية صنعت المستحيل, وقال: "يجب توثيق كافة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لمعاملة لا إنسانية وقاسية لا يتصورها العقل الإنساني", مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بمساندة الأسرى الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم.