النظام السوري تراجع عن القرار لسحب القوات من مراكز المدن، وفقا لوقف النار الذي وقع بين الرئيس السوري بشار الاسد وبين مبعوث الامم المتحدة الى الدولة كوفي عنان. "هذا تفسير مغلوط"، أعلنت دمشق وأوضحت بان القوات ستبقى في مكانها الى أن يعلن الثوار عن وقف النار ويسلموا كل وسائلهم القتالية. وأمس أيضا استمر الجيش السوري باستخدام قوات كبيرة، بما فيها الدبابات والمروحيات، ضد التجمعات السكانية وبعد اكثر من مائة قتيل في أرجاء الدولة أول أمس قتل امس عشرات الاشخاص بالقصف المتواصل من الجيش السوري. مبادرة وقف النار لكوفي عنان، مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية، كان يفترض أن دخل الى حيز التنفيذ غدا ويشق الطريق – على الورق على الاقل – الى فتح حوار بين النظام والثوار. وأبلغ النظام السوري عنان بانه يقبل الخطة ووعد باخراج الجيش من مراكز المدن. ولكن مثلما توقع خصوم الرئيس الاسد، في اللحظة الاخيرة تراجع النظام عن تعهده. "ضمانات خطية" "هذا تفسير مغلوط"، أعلنت وزارة الخارجية السورية وأوضحت بان الجيش لن ينسحب من مراكز المدن، ولا حتى من أطرافها دون "ضمانات خطية" عن أن "عصابات الارهاب المسلحة" تقبل بوقف النار. "حتى الان لم نتلقى من كوفي عنان ضمانات على أن الارهابيين سيوقفون العنف بكل أشكاله وسيسلمون سلاحهم للسلطات"، كما أفادت وزارة الخارجية السورية. وأضاف مصدر سوري قائلا ان دمشق لم تتعهد أبدا لعنان بان 10 نيسان هو الموعد النهائي لانسحاب الجيش. "قلنا لعنان اننا سنبدأ باخراج جزء من السلاح الثقيل من بعض المدن، مثل حمص، إدلب والزبداني"، قال المصدر الكبير لصحيفة "الوطن السورية" المتماثلة مع النظام. "حتى 10 من هذا الشهر خططنا لان نخرج جزءا فقط من الوحدات، وليس كلها". وأضاف بان الموعد جاء لحمل عنان على الزام الثوار بوقف النار. اعلان النظام لم يفاجىء المعارضة، التي شككت مسبقا بمدى جدية الاسد. برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، هيئة المعارضة الاساس، دعا أمس الاسرة الدولية الى الغاء المهلة التي أعطاها عنان للنظام السوري. وادعى بان هذا الزمن يستخدم لمواصلة قتل المواطنين. "العالم لا يمكنه أن يكتفي بشجب جرائم النظام السوري"، قال غليون. "المجلس الاعلى أعرب عن استعداده للتعاون مع كوفي عنان، ولكن قوات الاسد ارتكبت جرائم فظيعة"، أعربت المعارضة. "النظام نشر قوات إضافية، مدرعات وسلاح ثقيل في كل المحافظة. والامر يتناقض مع الوعود التي منحها النظام للاسرة الدولية ولعنان". والى ذلك، واصل الجيش السوري العمل في كل أرجاء الدولة، فيما يستخدم الدبابات، المروحيات والمدافع ضد تجمعات الثوار والاحياء السكنية على حد سواء. بعض من النشاط العسكري يتركز الان ضد تجمعات الثوار بمحاذاة الحدود التركية. وحسب التقرير فان خمسة مسلحين ينتمون الى ميليشيا الثوار قتلوا في تبادل لاطلاق النار مع قوات الجيش السوري، بعد أن قتل يوم السبت في الدولة 170 شخصا.