أبي الحمساوي...أبي الفتحاوي نحن أطفال عائلة بشير بمدينة دير البلح التي قدمت العصافير الأبرياء صبري وندين وفرح الذين حرقتهم شمعتهم في الأول من إبريل 2012 والتي أوقدوها لتنير الظلام الحالك ليناموا بهدوء بلا خوف وأحلام مزعجة ، ليستيقظوا على صباح مملوء بالأمل والسعادة والفرح والمرح، لا على استمرار انقسام وأصوات المولدات الكهربائية المزعجة . نحن لسنا سياسيون ولانفهم في السياسية سوى اننا نحب فلسطين ونحب شعبنا وأحزابنا، ولانملك سوى الحب ،ولا نكره إلا الإحتلال، ولكن يبدوا بأنَّكم نسيتم أنّ أطفال فلسطين الذين يحرمون يومياً من طفولتهم جراء الانتهاكات والممارسات التي ينتهجها الإحتلال من حصار وعدوان ، فمنا من قدَّم والده ووالدته ومنا من قدَّم شقيقه وشقيقته ومنا من قدَّم صديقه . نذكركم بأننا ولدنا حين تنازعتم على سلطة، ومشينا على أقدامنا حين انقسمتم وقسّمتم الوطن، وكبرنا في الحرب تحت القصف والدمار، ودخلنا المدارس ودرسنا على الشموع ومواتير الموت والضوضاء وحكايات أهالينا الحزينة، فماذا تريدون منا أن نسجل أكثر من ذلك؟؟؟ ألا يكفي لطفولتنا ماعانيناه. نعرف بأن شعبنا الذي مازال يعاني من ويلات الحصار ومن انقسامكم البغيض بُحَ صوته وهو يطالبكم بإنهاء هذه الحالة التي تقتل طفولتنا وعالمنا البرئ ، مللنا من مانسمعه في بيوتنا كل يوم " بنزين...سولار...محطة وقود...أزمة مواصلات...بطالة....فقر...جوع... الكهرب قاطعة ..."والكثير من الكلمات التي نسمعها ونعايشها دون أن نعرف لماذا يحدث معنا كل هذا ؟ ، ولانريد أن نعرف ، لأنَّ كل مانعرفه هو أنه لابدّ أن نعيش طفولتنا كباقي أطفال العالم. أبي الرئيس محمود عباس أبي السيد اسماعيل هنية نعرف بأنكم أديتم واجب العزاء لأهلنا في مدينة دير البلح ونشكر تعاطفكم الذي هو من واجبكم ، فلم نكن ننتظر منكم اعتبار أطفال عائلتنا شهداء لأنهم أطفال حرقوا بلاذنب فهم عصافير جنة، ولا أيضاً كنا ننتظر منكم البكاء علينا ، ولا أن تقدموا مساعداتكم لنا، وكأنَّ القضية أصبحت كيف سنساعد الأب والأم ، كنا نتطلع بأن تكون حادثة وفاة الأطفال الثلاثة باعثاً لتحريك ضمائرئكم ومشاعركم الصادقة لإنهاء حالة الانقسام ومعاناة شعبنا . سامحونا على عفويتنا في كتابة رسالتنا....فلم نجد رثاءً نقدمه لكم لأننا لم نشعر بأية شعور اتجاهكم سوى غضبنا عليكم لأنَّكم أوصلتمونا لهذه الحاثة وكلنا خوف بأن تتكرر معنا اذا بقي الحال على ماهو عليه. كأطفال أبرياء محرومون من طفولتنا نحمّلكم مسؤولية ماحدث مع أطفال عائلتنا "صبري وفرح وندين بشير"حتى أن تنهوا حالة الانقسام بشكل فوري وعاجل، وتحقيق الوحدة الوطنية كي نعيش طفولتنا مع أهالينا بسلام . أبي الحمساوي...أبي الفتحاوي بطفولتنا نستصرخ ضمائركم ،وعليكم أن تسمعونا وتستجيبوا لرسالتنا وأن تقفوا عند مسؤولياتكم ،فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، وعليكم أن تتقوا الله فينا ، فكلما استمر الانقسام والمعاناة كلما سُرِقتْ منا طفولتنا ، كما سرَق الإحتلال طفولة أباؤنا.