غزة / سما / حذرت وزارة الصحة الفلسطينية واللجنة العليا للإسعاف والطوارئ من تفاقم الوضع المأساوي الذي يعشه القطاع الصحي جراء الأزمة يعاني منها قطاع غزة "من نقص في الأزمة ونفاذ مخزون الوقود والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي"، وحملت الاحتلال الصهيوني "وكل المشاركين والمتواطئين في حصار القطاع مسئولية الوضع الإنساني المتدهور". وقالت الوزارة واللجنة في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء أمام خيمة اعتصام المرضى بمستشفى الشفاء: "لطالما حذرنا منذ اللحظة الأولى أن هذا الحصار سيكون له انعكاسات كارثية على أرواح المدنيين وحياتهم، إلا أن العالم بقي صامتاً على هذه الجريمة اللاأخلاقية والتي يتجاوز من خلالها المحاصرون كل الأعراف والقيم والقوانين الإنسانية والتي تحرم (العقاب الجماعي) بحق السكان المدنيين في أي منطقة من مناطق الصراع بالعالم كما جاء في المادة (33) من اتفاقية جنيف الرابعة". وأضافتا: "لقد حصدت هذه الجريمة أرواح البراءة والطفولة بوفاة خمسة أطفال، ماتوا إما حرقاً أو خنقاً ليلحقوا بركب قائمة طويلة من شهداء الحصار الظالم"، محذراً من أن يلقى 100 طفل من الأطفال الخدج غير مكتملي الولادة ذات المصير الذي واجهته الطفلة الشهيدة بيسان المشهراوي "في حال توقفت أجهزة الحياة عن العمل". وأشارتا إلى أن القطاع الصحي لازال يعاني من فقدان 186 صنف من الأدوية و200 صنف من المستهلكات الطبية "الأمر الذي يهدد حياة الكثير من المرضى الذين يحتاجون للعلاج بشكل مستمر، مثل مرض القلب والكلى والأمراض المزمنة". وأوضحتا أن 36 سيارة إسعاف تعمل على البنزين توقفت عن العمل بالإضافة إلى 15 سيارة خدمات صحية، مشيرةً إلى أن ذلك يهدد قطاع الخدمات الإسعافية ويزيد من صعوبة نقل الحالات المرضية إلى المستشفيات. ودعت الوزارة واللجنة كافة المؤسسات الإنسانية والدولية و"خاصة منظمتي الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التدخل لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية والصحية بشكل عاجل"، مطالبةً إياهم بإعلان موقفهم بكل صراحة إزاء الوضع المتدهور في قطاع غزة. وقالت الوزارة واللجنة: "على كافة القوى الفلسطينية توحيد الجهود وتكثيفها وتحييد القطاع الصحي عن أي تجاذبات سياسية يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني"، مطالبةً سلطة رام الله بضرورة إرسال حصة غزة من الأدوية والمستهلكات الطبية للتخفيف عن المرضى. وطالبتا جامعة الدول العربية باتخاذ مواقف واضحة تجاه الوضع الإنساني في القطاع، داعيةً إياها للضغط في اتجاه إنهاء الحصار الظالم بحق قطاع غزة. وشددتا في ختام مؤتمرهما على أنها ستبقى إلى جانب "أبناء شعبنا نضمد جراحه ونداوي مرضاه رغم كل النتائج التي أفرزها هذا الحصار الظالم".