القدس المحتلة / سما / أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمة له امام الهيئة العامة للكنيست في جلسة استثنائية عقدت يوم الاثنين، أن الحكومة لا يمكنها الاستفراد بنا كعرب وتبادر إلى مخططات اقتلاعية اخرى ومصادرة اراض عربية أخرى، "فنحن لسنا هنا بمِنّة من أحد، فالأرض هي لنا، والبيوت لنا، والتاريخ هو لنا، ونحن منغرسون هنا عميقا في هذه الأرض".وقال بركة في بدء كلمته، إن جماهير شعبنا أحيت يوم الجمعة الماضي الذكرى الـ 36 ليوم الارض الخالد، وبعد مرور كل هذه السنين فإن الجرح ما زال مفتوحا لسببين، الأول، أنه في يوم الأرض الأول قتلت عناصر الأمن الإسرائيلي ستة مواطنين عرب، وهم: خير ياسين وخديجة شواهنة ورجا أبو ريا وخضر خلايلة ورأفت الزهيري ومحسن طه، وكل الدعوات للتحقيق في قضية قتل هؤلاء الشهداء لم تجد آذانا صاغية في الحكومات السابقة ودوائر القرار فيها.أما السبب الثاني لأن حكومات إسرائيل لم تستخلص العبر المطلوب أن تستخلصها، فهي لم تتعامل مع قضايا وضائقات المواطنين العرب كمواطنين، وبشكل خاص في كل ما يتعلق بمصادرة الأراضي والاعتراف بكل القرى والبلدات العربية التي كلها كانت قائمة منذ قبل العام 1948، وعدا ذلك في الآونة الأخيرة، في فترة هذه الحكومة، وأيضا التي قبلها، فإن الأمور تتصاعد إلى حد كارثة ضد الجمهور العربي في النقب. وتابع بركة قائلا، في العام 2007 قررت الحكومة فحص ما يسمى بـ "تنظيم التوطين في النقب"، وأقيمت لجنة برئاسة القاضي غولدبرغ، وبعد ذلك اقيمت لجنة لتطبيق توصيات، تلك اللجنة والتي اطلق عليها اسم لجنة "برافر"، وحتى بعد توصيات لجنة برافر، تدخل مستشار الأمن القومي عميدرور، بدأت ابحاث أخرى، ولكن المشهد الحاصل، أن الحكومة تتجه إلى نهب أكبر ما يمكن من أراضي، والحديث يجري عن مئات آلاف الدونمات، واقتلاع ما لا يقل عن 30 ألف مواطن من قراهم وأراضيهم والزج بهم في بلدات قائمة، تفتقر أساسا للبنى التحتية وميزانيات التطوير وكل البنى التي تلائم الحياة التقليدية للمواطنين العرب في النقب.وقال بركة إننا عمليا أمام محاولة لإقامة معسكرات تركيز عمل رخيص، يسكن فيها اولئك الذين يتم اقتلاهم من بيوتهم وقراهم، من دون ميزانيات ملائمة وأماكن عمل كافية، كما علمت التجربة حينما اقيمت سبع بلدات ليتحولوا بذلك إلى احتياطي أيدي عاملة رخيصة.لا يمكن أن ينشأ وضعا، ترفض فيه الحكومة وضع تخطيط ملائم للمواطنين حيث هم في قراهم الأصلية وعلى اراضيهم التي يملكونها، واختلقت مصطلحا استعماريا، "قرى غير معترف بها" محرومة من كل مقومات الحياة من اجل اقتلاعها من أماكنها من أجل الاستيلاء على أراضيها، وهذا ليس تفكير حكومة تجاه مواطنين، وإنما تفكير استعماري كولونيالي، ولا يكفي أن نقول نه تفكير معادي للمدنيين، بل هذا توجه اجرامي يريد اقتلاع الناس من بيوتها، وتصفية وجود قرى بأكملها.وتابع بركة يقول، إنه اضافة إلى هذا، فإن مخطط برافر يهدف إلى وضع اليد كليا على ما بين 600 ألف إلى 700 ألف دونم من الأراضي العربية، وتبقى 90 ألف دونم بيد الأهالي، وهذا أمر لا يمكن استيعابه، إذ لا يحق للحكومة أن تسلب أملاك الناس من أجل نقلها إلى آخرين بالمجان ليبنوا عليها مستوطناتهم.قال بركة، إن الموضوع الاساس المطروح على رأس جدول أعمال المواطنين العرب في البلاد في هذه المرحلة، هو هذه القضية قضية، ومن يتوهم بأنه قادر على عزل المواطنين البدو العرب في الجنوب في هذه القضية عن باقي قضايا الجماهير العربية فإنه مخطئ، لأن الجماهير العربية تقف إلى جانب المواطنين العرب، ولن تقبل بهذا الاجحاف، كما أن سعي الحكومة إلى تحويل هذا المخطط إلى قانون، فإنه قانون لا يتماشى مع اي كتاب قوانين منطقي وجهاز قضاء عادل، لأنه معاد كليا لأبسط حقوق الانسان من جميع النواحي. وقال بركة، في يوم السبت الأخيرة، غداة يوم الأرض الخالد، تظاهرنا في مدينة يافا، وأنا اقول بشكل واضح أن في هذه الحكومة كما في كل الحكومات السابقة من يخطط لاقتلاع المواطنين العرب من المدن الساحلية، وسلخها عن وجودها التاريخي منذ مئات السنين وأكثر، فمثل مخططات التضييق على المواطنين العرب نجدها في يافا وعكا واللد والرملة وحيفا، إذ تسعى الحكومة إلى استيطان مجموعات دينية يهودية متشددة، مجموعات متطرفة تسعى هي أيضا لتنغيص الحياة على العرب، إذ ليس صدفة يتم زرع هذه الأعشاب الضارة في داخل الأحياء العربية.وتابع بركة قائلا، إننا نشهد كيف يتم تدريجيا سحب البيوت العرب القديمة من ساكنيها، من خلال منع الترميم أو عرضها بأسعار خيالية، ومن ثم تحويلها إلى سلعة تجارية لمن يدفع اكثر، أو لمستوطنين من خارج هذه المدن.وشدد بركة قائلا، أيضا في هذه الحالة لا يتوهم أحد في المؤسسة الحاكم أنه بالإمكان عزل الأهالي العرب في المدن الساحلية، التي باتت تسمى "مدن مختلطة"، فأيضا هذه القضية تقف على رأس جدول أعمال الجماهير العربية، ونحن هنا لا نتحدث عن حقوق مدنية فقط بل ايضا عن حقوق قومية، والحكومة تلعب بالنار. وقال بركة في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست، إننا لسنا هنا بمِنّة من أحد، فالأرض هي لنا، والبيوت لنا، والتاريخ هو لنا، ونحن منغرسون هنا عميقا في هذه الأرض، إن يوم الأرض هو يوم نضال، ونحن لا نسعى إلى يوم انفجار ولكن الحكومة تدفعنا نحن مكان الانفجار: الضائقة السكنية، ومصادرة الاراضي، واقتلاع الناس، وتقليص مناطق نفوذ البلدات العربية، هذه قضايا قد تقود إلى كارثة.وعلى هذا الاساس فإنني أدعو هذه الحكومة إلى سحب مخططها، "مخطط برافر"، وهناك مخطط بديل أعده خبراء يحافظ على الوضع القائم، ويحافظ على القرى القائمة ويضمن تطورها، كما على الحكومة أن تغير العقلية التي توجهها في التعامل مع العرب لتتعامل معهم كمواطنين على أسس مدنية وليس أنهم "مشكلة".