حماس تواصل محاولة تنفيذ العمليات بما في ذلك عمليات انتحارية ضد أهداف اسرائيلية واختطاف جنود اسرائيليين. وذلك خلافا لتصريحاتها وكأن في نيتها التركيز على النشاطات الشعبية ضد اسرائيل. هذا ما يُفهم من لائحة اتهام رُفعت أمس الى المحكمة المركزية في بئر السبع، ضد نشيط حماس محمد أبو عادرة. كما يُفهم ايضا من لائحة الاتهام بأنه يوجد لحماس اليوم شبكة مراقبة في سيناء تستخدم لجمع المعلومات قبل تنفيذ العمليات. وانتقل نشطاء من المنظمة للسكن في شبه الجزيرة ومن هناك ينسقون النشاطات. العبور من والى سيناء من القطاع، يتم دون عراقيل عبر الأنفاق التي يسيطر عليها الذراع العسكري لحماس، وكله تحت سمع وبصر المصريين. من التحقيق مع أبو عادرة يتبين ان مسؤولين كبار في الذراع العسكري لحماس، وعلى رأسهم قائد القطاع الجنوبي، رائد العطار (الذي كان مشاركا في اختطاف جلعاد شليط)، كانوا مشاركين في تخطيط عمليات انتحارية وخطف جندي اسرائيلي في منطقة ايلات. وكانت النية تتجه الى اختطاف جندي من أحد استحكامات الجيش الاسرائيلي وتهريبه الى سيناء ونقله من هناك عبر الأنفاق الى قطاع غزة. أبو عادرة، من سكان رفح، ابن 20، اعتقل الشهر الماضي لدى المخابرات حين حاول التسلل الى اسرائيل من قطاع غزة. وحسب المخابرات، اعترف في التحقيق معه بأنه قبل نحو سنة هرب الى سيناء عبر نفق، وعندما كان هناك اتصل به أحد أفراد، رشدي أبو عادرة. وطلب منه رشدي مراقبة أهداف اسرائيلية عسكرية ومدنية وجمع معلومات عنها لقائد شبكة المراقبة لحماس في سيناء، يونس أبو شلوف. بعد ان وافق على الطلب تم تهريب محمد أبو عادرة ليعود الى القطاع، حيث تلقى ارشادا عسكريا وشُرحت له أهداف النشاط: جمع المعلومات الاستخبارية المناسبة عن معبر طابا وعن نشاط قوات الامن ومواقع الحراسة في المكان؛ جمع المعلومات عن قواعد عسكرية على طول الحدود؛ وكذا جمع معلومات عن مدينة ايلات. في 2011 بعد فترة أجرى فيها اعمال مراقبة لحماس، أُخذ للقاء مع العطار. ووافق أمامه على المشاركة في عملية اطلاق نار تتضمن اطلاق صاروخ مضاد للدبابات نحو باص مدني أو أهداف اخرى على حدود اسرائيل – سيناء. هدف العملية، كما شُرح لأبو عادرة، سيكون خطف جندي اسرائيلي، وقد وافق على ان يساعد ايضا في نقل خلية مخربين انتحاريين الى ايلات. ويشار الى انه في الشهر الماضي اكتشفت عدة عبوات ناسفة حاولت حماس تهريبها من قطاع غزة الى سيناء ومن هناك الى اسرائيل. في الاسابيع الاخيرة نشب نزاع مغطى اعلاميا بين المخابرات المصرية وحماس، بعد ان قررت القاهرة وقف توريد الوقود الى غزة. وحتى الآن زُعم ان المصريين يسعون للضغط على حماس بالموافقة على المصالحة مع فتح، ولكن يحتمل ان تكون مصر تحاول معاقبة المنظمة على استمرار نواياها القيام بعمليات من اراضي سيناء. ويخشى المصريون ضمن امور اخرى بأن تمس عملية ضد هدف اسرائيلي من سيناء بقدر أكبر بالمساعدات المالية الامريكية التي باتت منذ الآن موضع علامة استفهام. الاتهامات ضد أبو عادرة تتضمن الاتصال مع عميل أجنبي، العضوية في تنظيم غير شرعي، التآمر على تنفيذ جريمة من نوع قتل وجريمة من نوع اختطاف، وكذا النية للمس بأمن الدولة. وفي المخابرات اشاروا الى أن "هذا النشاط يؤكد السهولة التي تعمل فيها منظمات الارهاب في سيناء والامكانية الكامنة التي يكتشفونها في هذه الساحة. حماس تواصل نشاطا مكثفا لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل.