خبر : بعض سائقي سيارات الأجرة يستخدمون زيت القلي .. طوابير ضخمة أمام محطات توزيع الوقود في غزة

الخميس 22 مارس 2012 08:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بعض سائقي سيارات الأجرة يستخدمون زيت القلي .. طوابير ضخمة أمام محطات توزيع الوقود في غزة



غزة صالح النعامي  بواسطة الهاتف الجوال ظل علي أبو العودة (17 عاما) يطلع شقيقه الأكبر محمد (28 عاما) على «تقدمه» في الطابور الكبير الذي كان ممتدا لأكثر من نصف كيلومتر أمام محطة الوقود الواقعة في ضواحي مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة. ونجح علي في النهاية في ما فشل فيه محمد، وتسلل برشاقة عبر الطابور رغم احتجاجات الناس الغاضبين ورغم التدافع، وتمكن من ملء العبوة التي كانت بحوزته بالبنزين، لكي يعود منتشيا بما حققه بعد ساعتين من المحاولات المستميتة. لقد بات من المألوف في قطاع غزة مشهد طوابير الناس والسيارات التي تصطف أمام محطات توزيع الوقود، لمجرد تداول خبر وصول كميات جديدة من الوقود عبر الأنفاق.  وفي بعض الأحيان، يتكبد الناس عناء التوجه لمحطات الوقود رغم بعد المسافة في بعض الأحيان، والتكدس في طوابير طويلة، قبل أن يكتشفوا أن الإشاعة غير دقيقة وأنه لا وقود في تلك المحطة. وبسبب التوتر النفسي الناجم عن طول الانتظار في الطوابير، فإنه ينشب في بعض الأحيان شجار بين المصطفين بسبب الخلاف حول المواقع في الطوابير وبسبب التدافع، وهذا ما يستدعي من الشرطة الدفع بتعزيزات إلى كل محطة وقود يصلها وقود. ومما يزيد الأمور تعقيدا أن تجار الوقود استغلوا الأوضاع القائمة وقاموا برفع أسعاره للعائلات ولأصحاب سيارات الأجرة. فعلى سبيل المثال ارتفع سعر غالون السولار الذي يتسع لثمانية عشر لترا من 30 شيقلا إلى 100 شيقل، على الرغم من أنه لم يحدث ارتفاع في أسعار الوقود من المصدر المصري. وفي بعض الأحيان يقوم بعض الناس الذين يحصلون على الوقود بعد تدافع ببيعه لآخرين بأسعار أعلى.  وبسبب هذا الارتفاع في أسعار الوقود يقوم أصحاب سيارات الأجرة برفع قيمة ما يتقاضونه من الركاب الذين ينتقلون بين المدن والمخيمات اللاجئين، رغم تحذيرات الحكومة. ولا يجد الركاب في معظم الحالات بدا سوى الاستجابة لطلب السائق ودفع الأجرة التي يريدها لعدم وجود بدائل. يذكر في هذا السياق أن عدد سيارات الأجرة في الشوارع يتناقص، إذ أدى النقص الكبير في الوقود إلى توقف الكثير من سيارات الأجرة عن العمل، مما أوجد أزمة مواصلات عامة. وهذا ما جعل أصحاب السيارات يقومون بتحميل عدد من الركاب أكثر مما هو مسموح. فعلى سبيل المثال فإن سيارة الأجرة التي تتسع لسبعة ركاب، يتم تحميل عشرة ركاب فيها. ويصف أسامة سلمان، المدرس الذي ينتقل يوميا من مخيم النصيرات إلى غزة، سيارة الأجرة التي تقله إلى عمله بأنها أشبه بـ«علبة السردين»، في إشارة إلى الازدحام الكبير داخل السيارة. لكن أخطر ما نجم عن أزمة الوقود الحالية هو عودة بعض السائقين مجددا إلى استخدام زيت القلي كبديل عن الوقود من أجل ضمان عدم توقفهم عن العمل. وتكمن خطورة استخدام زيت القلي في أن حرقه ينتج عوادم تؤكد الدوائر الصحية في قطاع غزة أنها ذات تأثير مسرطن، علاوة على تأثير الرائحة الكريهة التي تنبعث من السيارات التي تستخدم هذا النوع من الزيوت