رام الله / سما / قال الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة المياه، إن الإجراءات الإسرائيلية المتبعة بحق الفلسطينيين والمتمثلة بحرق ومصادرة الأرض الزراعية والتوسع الاستيطاني وطرد المزارعين من أراضيهم وسرقة مياهنا وإعادة بيعها لنا بأسعار عالية أدى إلى خفض الإنتاج الزراعي الفلسطيني مما كان له بالغ الأثر في ارتفاع أسعار السلع الغذائية.وأوضح بيان صدر عن الإحصاء وسلطة المياه لمناسبة يوم المياه العالمي الذي يصادف الثاني والعشرين من شهر آذار من كل عام، أن قيمة مصاريف العائلة على الغذاء ارتفعت إلى ما نسبته 36.4% من مجمل التكاليف الكلية. وأشار البيان إلى أن الزراعة والحراجة وصيد الأسماك تشكل ما نسبته 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي و11.8% من القوى العاملة يعملون في مجال الزراعة والحراجة وصيد الأسماك في الأرض الفلسطينية.وبين أنه على الرغم من تميز الأرض الفلسطينية بوجود تربة صالحة للزراعة وظروف مناخية ملائمة، إلا أنها تعاني نقصا كبيرا في إنتاج الغذاء خلال السنوات الماضية نتيجة لعوامل عديدة، أهمها السحب الجائر الذي تمارسه سلطات الاحتلال للمياه الجوفية في الأرض الفلسطينية وسيطرتها على مصادر المياه فيها على الرغم من محدودية هذه المصادر والمتمثلة فقط بالينابيع والآبار الجوفية.وبلغت كمية المياه المتدفقة من الينابيع 26.8 مليون متر مكعب، وكمية المياه المضخوخة من الآبار الجوفية 244.0 مليون متر مكعب، في حين بلغت كمية المياه المشتراه من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) 60.3 مليون متر مكعب منها 4.3 مليون متر مكعب للاستخدام الزراعي عام 2010.ولفت البيان إلى أن الوضع في قطاع غزة يعتبر في غاية الصعوبة، وأن تزايد أعداد السكان بشكل ملحوظ والذي متوقع ان يصل إلى 1.9 مليون شخص بحلول عام 2016 أدى إلى ازدياد الحاجة لإنتاج كميات أكبر من المواد الغذائية مع محدودية المياه المتاحة للقطاع الزراعي، إضافة إلى نسبة ملوحة المياه في قطاع غزة, حيث وصلت نسبة الكلورايد في خزانات المياه الجوفية 1000 مليغرام لكل لتر، في حين أن النسبة الموصى بها دوليا هو 300 مليغرام لكل لتر، مما له بالغ الأثر على صحة المواطنين والمزروعات. ويستهلك القطاع الزراعي في قطاع غزة حوالي 75-80 مليون متر مكعب حسب بيانات سلطة المياه، وهي عبارة عن مياه مضخوخة من الآبار الجوفية، حيث تشكل الأراضي المزروعة المروية ثلثي الأراضي الزراعية في القطاع.وتشير بيانات الأمم المتحدة والخاصة بقطاع المياه إلى وجود 7 بليون شخص في العالم يحتاج كل منهم إلى (2-4) لترات يوميا للشرب فقط، بينما يحتاج الفرد حسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO) إلى 2- 5 آلاف لتر يوميا لإنتاج الغذاء الخاص به.أما في الأرض الفلسطينية، فيلاحظ أن حصة الفرد من المياه المتاحة تبلغ حوالي 220 لترا للفرد يوميا لكافة الاستخدامات أي أن الفرد الفلسطيني بحاجة إلى 9 أضعاف حصته الحالية على الأقل ليتمكن من إنتاج غذائه اليومي.وذكر في تقرير للأمم المتحدة أن الزراعة في المنطقة العربية تستهلك ما يصل إلى 90% من موارد المياه في المنطقة، ورغم ذلك يستورد العالم العربي نصف احتياجاته الغذائية.